اخبار المغرب
موقع كل يوم -الحرة
نشر بتاريخ: ٤ أيار ٢٠٢١
بينما ينتظر المغرب في أن يتحول قرار الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الذي اعترف بسيادته على إقليم الصحراء الغربية، إلى موقف دولة يرسم ما يعرف محليا بـ'مغربية الصحراء'، يبدو أن تصريح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، أعاد الملف إلى المربع الأول.
وأكد المتحدث لقناة 'الحرة'، أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لم تتخذ قرارا بشأن 'اعتراف ترامب' بخصوص الصحراء الغربية.
جاء ذلك ردا على تقارير قالت الأسبوع الماضي، أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أبلغ نظيره المغربي، ناصر بوريطة، أن إدارة بايدن 'لن تبطل اعتراف ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية'.
تقاليد دبلوماسية
وبينما يصف معلقون من المغرب موقف إدارة بايدن من ملف الصحراء الغربية بـ'الغامض'، يرى مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية، رياض الصيداوي، أن موقف واشنطن 'يتماشى مع تقاليد الدبلوماسية الأميركية، التي لا تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة'.
وفي اتصال مع موقع 'الحرة' ذكّر الصيداوي بأن ملف الصحراء الغربية، بيد الأمم المتحدة، وأن إدارة بايدن لا تريد إعاقة مسار التسوية الذي بدأته الهيئة الأممية منذ سنوات.
الصيداوي لفت إلى أن قرار ترامب، كان خلال آخر ايام ولايته الرئاسية، وأوضح أنه من الطبيعي أن يؤخذ من طرف المتابعين على أنه 'حركة سياسية' هدفها الفوز بالانتخابات فقط.
ويلفلت الصيداوي أن اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية جاء 'يدا بيد' مع إعادة الرباط لعلاقاتها مع إسرائيل، وهو الملف الذي كان يعول عليه ترامب كثيرا للدفع به نحو ولاية ثانية.
لذلك، يرى المحلل السياسي المغربي، خالد الشيات، أن التراجع عن قرار ترامب 'يمكن أن يمس بالمصالح العليا لإسرائيل التي وقعت اتفاقا ثلاثيا معها ومع المغرب'.
وفي حديث لموقع 'الحرة' قال الشيات إن خيارات الولايات المتحدة بالعودة إلى التوازنات التقليدية في المنطقة 'متجاوزة عمليا' لأن كل طرف 'يرى المسألة من وجهة نظر خاصة'.
لكن المحلل السياسي المقيم في واشنطن، عماد بوظو، يرى أنه لا علاقة بين اعتراف ترامب وإعادة الرباط لعلاقاتها مع إسرائيل.
وفي مقال رأي له على موقع 'الحرة'، قال بوظو إن الاعتراف العالمي بمغربية الصحراء يزداد يوما بعد يوم ولا علاقة لذلك بصفقة القرن كما تدّعي بعض وسائل الإعلام، فالموقف الغربي بشكل عام والأميركي والفرنسي تحديدا يتبنّى منذ سنوات موقفا ضمنيا مؤيدا للمغرب في قضية الصحراء، لكن إدارة ترامب نقلت هذا الموقف لاعتراف علني نهاية العام الماضي.
وأضاف 'حتى الآن 'لم تتراجع إدارة بايدن عن هذا الموقف، رغم أنها ألغت الكثير من قرارات إدارة ترامب، بما يعني أن الصحراء مازالت بمنظور حكومة الولايات المتحدة الأميركية أرضا مغربية.
المحلل المغربي خالد الشيات يرى بأن الجزائر، الذي يعتبرها المغرب طرفا في قضية الصحراء الغربية 'تتطلع لسماع ما يناسب موقفها' بينما 'المغرب سيكون في موقف مريح وأقوى لو تأكد الموقف الأميركي (قرار ترامب)'.
لكن أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، محي الدين لطفي، يؤكد أن الجزائر لا تنتظر موقف إدارة بايدن، رغم أهميته القوصى، لكنها تتطلع في أن يتناغم مع قرارات الأمم المتحدة بالخصوص.
وفي حديث لموقع 'الحرة' لفت لطفي إلى أن تغير موقف الدول التي فتحت قنصليات في مدينة الداخلة التي يعتبرها تابعة للصحراء الغربية 'لم يغير من المعطى العام للملف الذي يظل بين أحضان الأمم المتحدة' حسب تعبيره.
واشنطن.. 'الحليف والصديق'
رياض الصيداوي، من جانبه يرى بأن الإدارة الأميركية لن تفضل طرفا على طرف بحكم علاقتها من الإثنين.
فكون المغرب حليفا للولايات المتحدة، والجزائر دولة صديقة ساعدت كثيرا واشنطن في مواجهة الإرهاب 'يحتم على إدارة بايدن أن تعمل على تعزيز التوازنات في المغرب الكبير' حسب قوله.
لكن الشيات يرى في المقابل بأن 'خيارات الولايات المتحدة بالعودة إلى التوازنات التقليدية في المنطقة بين المغرب والجزائر متجاوزة عمليا'.
غموض؟
الصيداوي لا يعتبر الموقف الأميركي غامضا ويبرره بحرص واشنطن على عدم خسارة 'لا الحليفة المغرب، ولا الصديقة الجزائر'
ويذكر في السياق بأن المغرب حليف تاريخي للولايات المتحدة لكن الجزائر صديقة لها، ساعدتها على مواجهة الإرهاب وقدمت لها خدمات كبيرة ولا سيما بعد أحداث 11 سبتمبر 201 الأليمة.
وقال: إدارة بايدن لا تريد موقفا يخسرها أيا منهما، وموقفها مبني على احترام مجلس الأمم الذي ينظر في القضية منذ سنوات' ثم أردف 'لذلك لا أرى أي غموض في موقف إدارة بايدن بل تناغما مع تقاليد الولايات المتحدة الدبلوماسية'.