اعتقال مفاجئ بفرنسا يقلب موازين قضية “التيربو” وملف مقتل زوج ريم فكري يدخل منعطفًا حاسمًا

قررت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، اليوم الثلاثاء، تأجيل النظر في قضية رضا أباكريم، الملقب بـ'التيربو'، المتهم الرئيسي في ملف مقتل زوج الفنانة المغربية ريم فكري، والمتابع إلى جانب خمسة متهمين آخرين بتهم جنائية خطيرة، إلى غايـة الثالث وعشرين من دجنبر المقبل على الساعة الرابعة زوالا.

وجاء قرار التأجيل بسبب مرض دفاع المطالبة بالحق المدني، الفنانة ريم فكري زوجة الضحية، بعد تقديم شهادة طبية تفيد تعذّره عن حضور الجلسة.

وشهدت القاعة التأكد من هوية جميع المتهمين، وحضور دفاعهم، قبل أن يلتمس النقيب حسن بروين انتداب مترجم محلف من العربية إلى الفرنسية لفائدة موكّله بدعوى عدم إلمامه باللغة العربية، إلى جانب متهم آخر ينوب عنه الأستاذ لحلو.

وفي تصريح خصّ به موقع 'الأيام 24″، أكد والد الضحية رضا، زوج الفنانة ريم أنه يثق في العدالة والقضاء المغربي رغم مسار القضية الذي قارب سنتين، مشيرًا إلى أنه تقدّم بشكاية لدى الضابطة القضائية الفرنسية ضد الملقّب بـ'بلي بلي'، بهدف تمكين العدالة من تحديد هوية الأفارقة المتورطين في الجريمة، مخافة خروجهم ودخولهم للمغرب بهويات مستعارة، خصوصًا بعد اعتقال السلطات الفرنسية للمتهم 'ل.ع' الذي ورد اسمه في الملف.

وتعود تفاصيل هذه القضية المروعة إلى 14 فبراير الماضي، عندما تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST)، من توقيف شخص يحمل الجنسية الفرنسية من أصل مغربي، يشتبه في تورطه في اختطاف واحتجاز وتعذيب وقتل زوج الفنانة ريم فكري.

وقد انطلقت التحقيقات بعد توصل المصالح الأمنية ببلاغ يفيد اختطاف الضحية من طرف أشخاص كانوا على متن سيارة رباعية الدفع، قبل أن تكشف الأبحاث المنجزة، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، عن تورط المتهم الرئيسي في احتجاز الضحية داخل حاوية بمنزله في المنصورية ضواحي المحمدية، ثم التخلص من الجثة بعد التمثيل بها في مجرى مائي ضواحي الرباط.

ويتابَع في هذا الملف كل من، (رضا.أ)، (سعيد.ا)، (محمد.ج)، (زكرياء.د)، إضافة إلى (عباس.م) و(حسن.م)، بتهم تشمل الاختطاف، والاحتجاز، واستعمال وسيلة نقل لتنفيذ الجريمة، والتعذيب، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

ويُعرف “التيربو” بتورطه في ملف سابق صدر فيه حكم غيابي عن محكمة فرساي الفرنسية سنة 2021، يقضي بسجنه 21 سنة إلى جانب كل من “كريم.ب”و”محمد.ع”، بسبب اختطاف وقتل إبراهيم حجاجي سنة 2007، في سياق تصفية حسابات مرتبطة بتجارة القنب الهندي.

وكان قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء قد قرر، بتاريخ 18 مارس 2022، متابعة أباكريم بتهم المساهمة في الاختطاف والاحتجاز والقتل العمد مع سبق الإصرار، بالاستناد إلى تصريحات بلال جراد أمام القضاء الفرنسي، وإلى فرار المتهم إلى المغرب بعد اختفاء الضحية، فضلاً عن استعماله هوية مزورة باسم “كريم رمضان الشركي”، ورغم صدور حكم فرنسي غيابي في حقه، قضت محكمة الاستئناف المغربية ببراءته في 18 أبريل 2023، ليُفرج عنه لاحقًا.