اخبار المغرب
موقع كل يوم -الميادين
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٢
آبار قرية أولاد السي مسعود المغربية تبدأ بالنضوب بسبب حدة الجفاف الذي يضرب المملكة هذا العام، ووزارة الداخلية تعليمات للسلطات المحلية بتحديد توزيع المياه لمواجهة هذه الكارثة.
بدأت آبار قرية أولاد السي مسعود المغربية تنضب بسبب حدة الجفاف الذي يضرب المملكة هذا العام. وبينما كان شح الأمطار يؤثّر عادةً على المناطق الجافة في جنوب وشرق المملكة على وجه الخصوص، طالت الكارثة هذا العام حتى ضفاف نهر أم الربيع غير البعيد عن القرية.
ولم يعد مخزون سدّ المسيرة المجاور يتجاوز 5% من طاقته الاستيعابية من المياه، علماً أنّه ثاني أكبر سد في المغرب، ويزوّد مدناً عدّة بماء الشرب بينها العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، حيث يعيش قرابة 3 ملايين شخص.
وبات قعر السد أشبه ببركة تحيط بها تربة تخترقها شقوق على كيلومترات عدة، وبعض القواقع المائية الصغيرة.
إجمالاً، لا يتعدى مخزون السدود المغربية 27% من طاقتها، ما يثير القلق. لكنّ الجفاف الحالي يعدّ الأسوأ منذ قرابة 40 عاماً. والمغرب هو أصلاً تحت خط ندرة المياه الذي تحدده المنظمة العالمية للصحة بـ 1700 متر مكعب للفرد سنوياً، بينما لا تتجاوز هذه الحصة 600 متر مكعب في المملكة.
وكان هذا المعدل أكبر 4 مرّات في الستينات، عندما قُدّرت حصة كل فرد من المياه بــ 2600 متر مكعب. ودفع ذلك المغرب إلى حالة 'الإجهاد المائي البنيوي'، وفق تقرير حديث للبنك الدولي.
ولمواجهة الكارثة التي تضرب المملكة، أصدرت وزارة الداخلية تعليمات للسلطات المحلية بتحديد توزيع المياه عندما يكون ذلك ضرورياً، ومنع سقي المساحات الخضراء وملاعب الغولف بماء الشرب. كما مُنع الاستغلال غير القانوني للآبار والمنابع أو المجاري المائية.
على المدى الطويل، تعوّل السلطات خاصةً على بناء 20 محطة لتحلية مياه البحر في أفق العام 2030، ويفترض أن توفر جزءاً هاماً من ماء الشرب، وفق وزارة التجهيز والماء.
لكن الخبير في الشؤون المائية محمد جليل رأى أنّه 'يصعب القيام بتتبّع فعّال لمدى الالتزام بالإجراءات التي اتخذتها السلطات'، معتبراً أنّ هذه الأخيرة 'تقوم بتدبير الأزمة بدل اتخاذ تدبير استباقي للمخاطر'.
ويسبب الجفاف أيضاً مشكلةً كبيرةً للقطاع الزراعي المهم في المغرب، وتسبّب بتراجع محصول الحبوب إلى 34 مليون قنطار فقط، ما يمثل انخفاضا بـ67% مقارنةً مع العام الماضي، وفق ما أعلنت وزارة الزراعة.
وتستهلك الزراعة أكثر من 80% من الموارد المائية للمغرب، ما يطرح أيضاً تساؤلات حول السياسة الزراعية 'التي تعطي الأفضلية للأغراس الملتهمة للمياه والمزارع الكبرى'، وفق الخبير الزراعي محمد سرايري.
ويقول سرايري إنّ 'تقنيات الري بالتنقيط المعتمدة في هذه الزراعة المتطورة، تؤدّي إلى استهلاك مفرط للمياه، بهدف تحويل مناطق جافة إلى خصبة'.
وسجل البنك الدولي في تقريره أنّ المغرب ضاعف ثلاث مرات المساحة المسقية بهذه التقنية، وهو ما من شانه 'أن يرفع الحجم الإجمالي للمياه التي يتسهلكها القطاع الزراعي بدل خفضه'.