اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
خرج العشرات من سكان مدينة العرائش، مساء أمس السبت 19 يوليوز 2025، في وقفة احتجاجية للتعبير عن رفضهم لما وصفوه بتشويه معالم الشرفة الأطلسية، المطلة على كورنيش المدينة، وذلك بعد انتهاء أشغال إعادة تهيئتها.
وشهدت الوقفة مشاركة واسعة من نساء ورجال وشيوخ، رفعوا خلالها شعارات تندد بتغيير ملامح هذا الفضاء الرمزي، الذي يشكل جزءًا من ذاكرة المدينة، بعد سنوات من المطالب المتكررة بإصلاحه في ظل الإهمال الذي كان يطاله.
وفي تصريح لجريدة “العمق”، قالت ابتسام القلاعي، وهي مواطنة من العرائش، إن السكان لا يعارضون الإصلاح، لكنهم يرفضون طمس المعالم التي كانت تميز الشرفة الأطلسية، مشيرة إلى أن شكلها الجديد لا يمت بصلة لما كانت عليه، ولا يعكس هوية المدينة ولا تاريخها.
وأضافت أن الشرفة كانت تضم مساحات خضراء وألعابا للأطفال، وكانت تتميز بتصميم يعبر عن روح العرائش، بينما أصبحت الآن، بعد التهيئة، عبارة عن فضاء إسمنتي، مرجحة أن يتحول مستقبلا إلى نقطة تجمع للباعة الجائلين.
وأكدت القلاعي، أن العبث بذاكرة العرائش لم يعد مقبولًا، خاصة بعد فقدان عدد من المرافق والمعالم الثقافية مثل قاعات السينما والمسارح، بسبب ما وصفته بالإهمال المستمر من قبل السلطات.
من جهته، اعتبر أنور العساوي، فاعل مدني بالمدينة، أن المجلس الجماعي يتحمل مسؤولية الوضع الحالي للشرفة الأطلسية، التي تعد رمزا تاريخيا بالنسبة لسكان العرائش، مضيفا أن الوقفة الاحتجاجية جاءت لتأكيد رفضهم القاطع للشكل الجديد الذي وُضع دون استشارة حقيقية مع المجتمع المحلي.
وفي سياق متصل، عبّرت التنسيقية العامة لمنتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب عن قلقها الشديد إزاء المآل الذي آل إليه المشروع، معتبرة في بيان توصلت به “العمق” أن الأشغال الجارية لا تحترم هوية المكان ولا ترقى إلى تطلعات السكان، كما أكدت أن المقاربة التشاركية التي رافقت المشروع كانت شكلية وغير جدية، مشددة على أن إشراك المواطنين في تدبير الشأن العام هو التزام أخلاقي وليس مجرد خطاب للاستهلاك.
وأضافت التنسيقية أن المشروع أسفر عن طمس معالم رمزية كانت تميز الشرفة الأطلسية، من ضمنها الحدائق والمساحات الخضراء والسقائف والعريشات، مشيرة إلى أن هذه العناصر كانت تعكس العمق الوجداني والتاريخي للمدينة. ودعت إلى تنظيم يوم دراسي مفتوح يشارك فيه مختلف المتدخلين من مهندسين وتقنيين وممثلي السلطات المحلية وفعاليات المجتمع المدني، بهدف مراجعة التصميم المعتمد وصياغة تصور جديد يحترم الخصوصيات الثقافية والبصرية للفضاء.
وأكدت التنسيقية أنها لا ترفض مشاريع التأهيل، لكنها ترفض أن تتم على حساب الذاكرة والموروث المحلي، موضحة أن الشرفة الأطلسية ليست مجرد ساحة بل تمثل مرآة لهوية العرائش ونافذة على تاريخها وتراثها. كما طالبت بفتح تحقيق حول التغييرات التي طالت الشرفة وتقييم أثر المشروع بيئيا وثقافيا، مع تعليق افتتاح الفضاء إلى حين حل الإشكالات القائمة، ووصفت أي خطوة لافتتاحه بالشكل الحالي بأنها استفزاز للسكان ومحاولة لفرض الأمر الواقع.
وختمت التنسيقية بيانها بدعوة إلى وقف الأشغال الجارية وفتح نقاش عمومي واسع حول المشروع وأهدافه، مطالبة في الآن ذاته بتحقيق عدالة مجالية في توزيع المشاريع داخل الجهة، بما يضمن للعرائش نصيبًا عادلًا من التنمية إسوة بباقي مدن الشمال، سواء من حيث جودة الإنجاز أو آليات التتبع أو سرعة التنفيذ.