أحداث "هتشكوكية" تحسم هويتيْ رئيسيْ مجلسيْ جهة وجماعة الداخلة

تمكن الخطاط ينجا، عن حزب الاستقلال، يوم الجمعة 17 شتنبر 2021، من الحفاظ على منصبه رئيسا لجهة الداخلة - وادي الذهب، للولاية الثانية على التوالي، وذلك بعد حصول توافق بين الأحزاب البارزة في الجهة.

وحصل ينجا، خلال جلسة انتخاب الرئيس التي حضرها ممثلو السلطات المحلية، على الأغلبية المطلقة بـ29 صوتا من مجموع 33 صوتا يضمها المجلس الجهوي.

وبالعودة إلى الظروف التي سبِقت انتخاب الخطاط ينجا رئيسا للجهة الجنوبية للمملكة، والتي وصفها متابعون للشأن السياسي بـ'الهِتشكوكية'، نستحضر مختلف مراحل التحالفات بين الأحزاب، على مستوى جهة - الداخلة وادي الذهب، والتي آلت في الأخير إلى منح رئاسة مجلس الجهة لحزب الاستقلال، في شخص الخطاط ينجا، ورئاسة مجلس جماعة الداخلة لحزب التجمع الوطني للأحرار، في شخص الراغب حرمة الله.

فبتاريخ 8 شتنبر 2021، أُجريت الانتخابات الجهوية، على غرار الجماعية والتشريعية، بجهة الداخلة - وادي الذهب، كما هو الحال بباقي جهات المملكة، وأسفرت (الانتخابية الجهوية بجهة الداخلة) عن تصدر حزب الاستقلال للمشهد بـ11 مقعدا من مجموع مقاعد مجلس الجهة البالغ عددها 33 مقعدا، يليه التجمع الوطني للأحرار الذي فاز بـ7 مقاعد، والحركة الشعبية بـ5 مقاعد وحزب التقدم والاشتراكية بـ3 مقاعد. وحصل كل من حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الأمل على مقعدين، فيما فاز كل من الاتحاد الدستوري وحزب المجتمع الديمقراطي والحزب الديمقراطي الوطني بمقعد واحد.

بعد ذلك بأيام قليلة، وتحديدا بتاريخ 11 شتنبر 2021، أُعلن عن تحالف جمع أحزاب التجمع الوطني للأحرار والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية، يقضي بمنح الأول رئاسة الجهة، والثاني رئاسة الجماعة، والثالث رئاسة المجلس الإقليمي، وهو ما كشفه مُنسّقا 'الأحرار' و'الكتاب' بجهة الداخلة، محمد الأمين حرمة الله ومحمد بوبكر، في ندوة صحفية حضرتها وسائل إعلام محلية.

هذا الإعلان دامت مضامينه ليوم واحد فقط، ثم 'أُعدمت'، وذلك بحدوث تحالف جديد، جمع أحد أطراف التحالف الأول، وهو منسق حزب التقدم والاشتراكية بالداخلة - وادي الذهب محمد بوبكر، الذي تخلى عن ما جمعه قبل أقل من 24 ساعة بـ'الحمامة' و'السنبلة'، وأعلن انضمامه إلى اتفاق جديد ضم أحزاب الاستقلال والاتحاد الدستوري والأمل والمجتمع الديمقراطي، يقضي بمنح، وفقا لبلاغ رسمي وُجِّه للرأي، رئاسة الجهة لـ'الكتاب' في شخص محمد بوبكر ورئاسة الجماعة لـ'الميزان' في شخص حمّا أهل بابا، على أن يتم تشكيل أعضاء المجلسين المُسيّرين للجهة والجماعة من مختلف الأحزاب المُكوّنة للتحالف.

الأمور لم تقف عند هذا الحد، فبعد يومين فقط، أعلنت أحزاب الاستقلال والاتحاد الدستوري والأمل والمجتمع الديمقراطي، عبر بلاغ صحفي، فضّ تحالفها السابق مع حزب التقدم والاشتراكية، داعية الفرقاء السياسيين إلى 'ضرورة الالتفاف خلف الإرادة الحقيقية للناخبين، معتبرة ذلك 'القاعدة الأساسية الشرعية لأي تحالف حزبي يهدف لتكوين مكاتب المجالس المنتخبة على مستوى جهة الداخلة - وادي الذهب'.

وأعلنت ذات الأحزاب، عبر البلاغ نفسه، عقدها تحالفا جديدا مع حزب التجمع الوطني للأحرار، بموجبه تؤول رئاسة مجلس الجهة لحزب الاستقلال في شخص الخطاط ينجا، ورئاسة مجلس الجماعة لحزب التجمع الوطني للأحرار في شخص الراغب حرمة الله، على على أن يتم تشكيل أعضاء المجلسين المُسيّرين للجهة والجماعة من مختلف الأحزاب المُكوّنة للتحالف.

هذا التحالف الأخير بقي سيّدا للموقف، وفي يوم الجمعة 17 شتنبر 2021، تمت رسمنته بحضور ممثلي السلطات المحلية، وذلك بإعلان الخطاط ينجا، عن حزب 'الميزان'، رئيسا لمجلس جهة الداخلة - وادي الذهب بحصوله على 29 صوتا من مجموع 33 صوتا يضمها المجلس الجهوي، والراغب حرمة الله، عن حزب 'الحمامة'، رئيسا لمجلس جماعة الداخلة بنيْله للأغلبية المطلقة بـ32 صوتا.

وبهذا، أُسدل الستار على منصبيْ رئاستي الجهة والجماعة، وبات حزب التقدم والاشتراكية في شخص منسقه الجهوي بالداحلة محمد بوبكر خارج اللعبة السياسية، ليبقى يوم الثلاثاء 21 شتنبر الجاري موعدا للإعلان المرتقب عن ترؤس سيدي صلوح الجماني للمجلس الإقليمي بالجهة الجنوبية للمملكة، وذلك بموجب الاتفاق الأخير الموقع بتاريخ الجمعة 17 شتنبر 2021 بين أحزاب التحالف.