اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ٨ كانون الأول ٢٠٢٥
تعيش مختلف جهات المملكة مع نهايات فصل الخريف وبداية الشتاء موجة متصاعدة من الإصابات بالأمراض التنفسية الموسمية، وفي مقدمتها الإنفلونزا، وسط ظرف صحي يتسم بعودة قوية للعدوى وتعدد في الأعراض وتداخل واضح بين الأمراض.
ومع اتساع رقعة الإصابات بنزلات البرد والإنفلونزا الموسمية، عادت أيضا مخاوف كوفيد 19 إلى الواجهة، مما أعاد النقاش حول أهمية اللقاحات الموسمية، خاصة لدى الفئات الهشة، وضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية الفردية للحد من انتشار الفيروسات داخل المجتمع.
انتشار أسرع داخل الأماكن المغلقة
يؤكد أطباء متخصصون في الصحة العمومية أن ارتفاع الإصابات خلال هذه الفترة “يعد أمرا طبيعيا في المغرب كما هو الحال في العالم”، موضحين أن مناعة الإنسان تتراجع عادة في هذا الفصل بسبب قضاء وقت أطول داخل أماكن مغلقة بحثا عن الدفء، وهو ما يعزز فرص انتقال الفيروسات.
ويضيف المختصون أن “الفيروسات والميكروبات تعيش لفترات أطول في الأجواء الباردة”، خلافا لفصل الصيف حيث تحد الحرارة المرتفعة من قدرتها على الانتشار، الأمر الذي يفسر ارتفاع العدوى المباشرة وغير المباشرة خلال الشتاء.
ويشير خبراء الصحة إلى أن الحالات المسجلة حاليا تتوزع بين نزلات برد بسيطة يمكن أن تتكرر عدة مرات في السنة، وتقتصر عادة على أعراض خفيفة، وبين حالات الإنفلونزا الموسمية التي تكون أعراضها أشد، وتشمل ارتفاعا ملحوظا في الحرارة وآلام الرأس والمفاصل والعضلات والسعال وسيلان الأنف، وقد يصاحبها أحيانا الإسهال أو القيء.
كما يؤكد المختصون أن “فيروس كوفيد 19 أصبح يميل إلى نمط موسمي يزداد انتشاره في الطقس البارد”، مع إمكانية ارتفاع الحالات في أي فصل عند ظهور متحور سريع الانتشار. ويشددون على أن التشابه الكبير بين أعراض مختلف هذه الفيروسات يجعل التشخيص الدقيق رهينا بالتحاليل المخبرية، خاصة عند تسجيل حرارة مرتفعة وسيلان مستمر للأنف.
الوقاية في صدارة التدابير
يرى أطباء الصحة العمومية أن الحصول على اللقاح الموسمي للإنفلونزا “يظل خطوة أساسية للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات”، وعلى رأسهم الأشخاص فوق 60 أو 65 عاما، والمصابون بالأمراض المزمنة، ومرضى السرطان، والأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، إضافة إلى النساء الحوامل.
ويشير المتخصصون إلى أن باقي الفئات يمكنها أيضا الاستفادة من اللقاح، لكن الأولوية تبقى للفئات الهشة لارتفاع احتمالات تعرضها لمضاعفات خطيرة.
ويؤكد الخبراء أن التعامل السليم مع الموجة الموسمية الحالية يقتضي البقاء في المنزل عند ظهور الأعراض، وتفادي الاختلاط في أماكن العمل أو الدراسة أو الفضاءات العامة، مع الالتزام بنظافة اليدين والتدابير الوقائية، باعتبارها الوسيلة الأنجع للحد من انتقال العدوى وحماية الصحة العامة خلال ذروة انتشار الأمراض التنفسية.



































