اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
اعتبر كريم زيدان المكلف بالاستثمار والإلتقائية وتقييم السياسات العمومية، أن مدينة السعيدية تتمتع بجمال طبيعي يفوق بعض المدن الكبرى مثل إسطنبول وبرشلونة، لكنه أشار إلى أن التسويق لهذه المؤهلات غير كاف، قائلا: 'أقولها بصراحة، هذه المنطقة لا تحتاج فقط إلى الصناعة كي تكون متميزة. طبيعتها وحدها تكفي، فالمحيط المتوسطي من أجمل السواحل. ومع ذلك، هل ترون إعلانات عنها في المدن الكبرى؟ نرى إعلانات لإسطنبول وبرشلونة، ولا نرى السعيدية. كيف سيعرفها الناس؟'.
وأضاف زيدان في كلمة له خلال لقاء جهوي نظمته الشبيبة التجمعية بجهة الشرق، اليوم السبت، أن السعيدية بُنيّت، والبنية التحتية متوفرة، ولكن الإشكال في التسويق. أحيانا نجد أثمانا مرتفعة وجودة خدمات ضعيفة. هذه مسؤولية مشتركة: بين المركز والجهة، بين المواطن والمستثمر. إن نجحنا، ننجح جميعا، وإن فشلنا، فهناك من لم يقم بواجبه، داعيا إلى تعبئة جماعية بين الدولة والجماعات والمجتمع المدني من أجل تثمين ما تزخر به المنطقة من إمكانات اقتصادية وطبيعية وبشرية.
وفي الجانب الاقتصادي، شدد الوزير على أن الحكومة لا تعتمد سياسة الدعم العشوائي، بل تعمل وفق رؤية تقوم على خلق الثروة وتمكين المواطنين من الكرامة عبر الشغل والاستثمار المنتج، وليس عبر تحويلات ظرفية لا تبني الاستقرار، كاشفا أن الحكومة خصصت 56 مليار درهم لجهة الشرق في إطار برنامج وطني لخلق 500 ألف منصب شغل بحلول سنة 2026، مما يجعل الجهة إحدى أكثر المناطق استفادة من الاستثمارات العمومية.
وأكد الوزير أن جهة الشرق مرشحة لتصبح قطبا اقتصاديا إقليميا خلال السنوات الأربع المقبلة، بفضل المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها، وعلى رأسها ميناء الناظور غرب المتوسط، ومشاريع في قطاعات النسيج، الصناعات الغذائية، والخدمات اللوجستيكية، داعيا الفاعلين المحليين ومغاربة العالم إلى المساهمة في هذا التحول، قائلا: 'الدولة وضعت الأسس، والباقي يحتاج تعبئة جماعية من أبناء الجهة أنفسهم.. لا يمكن أن ننتظر كل شيء من المركز'.
وشدد على أن الملك محمد السادس هو 'المهندس الأول' للدينامية التنموية التي شهدتها مدن مثل طنجة، بإحداث ميناء طنجة المتوسط، الذي أصبح الأول في حوض البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن قدوم صناعات كبرى مثل 'رونو' للمغرب كان نتيجة 'هندسة ملكية محكمة'، مؤكدا أن الاستثمار لا يقتصر على جلب الشركات بل يشمل أيضًا تكوين الموارد البشرية وتوفير سبل العيش الكريم للعمال.
وفي خطوة تؤكد التوجه نحو تنمية الجهة الشرقية، أعلن الوزير أن أمر الملك بإحداث ميناء جديد في هذه الجهة دليل على توجه واضح لمنحها نفس الدينامية التي شهدتها طنجة، مؤكدا أن هذه الجهة 'ليست أقل شأنا، بل تستحق أن تكون في مصاف الجهات الرائدة'، مشيرا إلى أن الناظور سيصبح 'قطبًا اقتصاديًا قويًا' في المنطقة بأكملها، بما سيعود بالنفع على مدن مثل فاس ومكناس ووجدة، مشددا على أن الهدف الأسمى من هذه المشاريع الشمولية هو 'خلق فرص الشغل، لا شيء آخر'.
ونفى الوزير مزاعم بقاء الملفات لأشهر في الإدارات، مؤكدا أن الحكومة تعمل بجد ورئيس الحكومة يتابع عملها يوميا، واصفًا إياه بـ 'الرجل الميداني، العملي، الغيور على بلاده'، مشددا على أهمية الثقة في الدولة كبداية جادة لأي مشروع، تليها المحاسبة، مؤكدا أن الحكومة لا تقبل أي مشروع لمجرد كونه 'مشروع'.
ورفض زيدان فكرة المصانع التي 'تشغل الرجال وتقصي النساء'، مؤكدًا على ضرورة تكافؤ الفرص والعدالة في كل شيء، قائلا: 'لسنا مضطرين لقبول أي مشروع فقط لأنه 'مشروع'. يجب أن نحترم البيئة، نحافظ على الماء، نضمن التوازن بين التشغيل والعدالة الاجتماعية. لا نريد فقط مصانع تشغل الرجال وتقصي النساء. نريد تكافؤا وعدلا في كل شيء'.
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن المغرب 'بخير، وسنمضي إلى الأمام'، مشددا على دور كل فرد في الدفاع عن منجزات الحزب ومشروعه، معلنا عن بناء 'ستيشن دي سالمون' بالناظور سنة 2026، في إشارة إلى تدارك ما فات في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية والتنمية البشرية.