لايف ستايل

مجلة سيدتي

حياتنا

المهندس والمصمم اللبناني أديب الدادا: أشكر والدي على دعمه حتى ألاحق شغفي

المهندس والمصمم اللبناني أديب الدادا: أشكر والدي على دعمه حتى ألاحق شغفي

klyoum.com

الولدُ سرُّ أبيه، والصلةُ القويَّةُ بين الطرفَين، تبدو ظاهرةً غالباً في العلاقاتِ بينهما، وهذا ما لاحظناه أثناء مقابلةِ المهندسَين نبيل الدادا، وابنه أديب، إذ تأثَّر أديب بعملِ أبيه في هندسةِ التصميمِ الداخلي، ومع تشجيعِ الأخيرِ له، تابع شغفَه، فوصلَ إلى جوانبَ في المهنة، تُسهِمُ في تحسينِ حياةِ البشر، والحفاظِ على البيئةِ في آن معاً. نبيل الدادا مهندسٌ كبيرٌ في السنِّ، وذائعُ الصيتِ، ومعروفٌ على صعيدِ لبنان والدولِ العربيَّةِ والعالم، إذ تعرفُ معالمُ كثيرةٌ حضورَ توقيعِ شركته، لا سيما في بيروت، منها السراي الحكومي، وجامعُ محمد الأمين، وقاعاتُ السينما في أسواقِ بيروت، ومنازلُ فارهةٌ عدة، تزيدُ قيمتها عن ملايين الدولارات. كذلك الحالُ في السعوديَّة حيث يُعرَفُ أسلوبُه بـ «أسلوب الدادا». هو خريجُ قسمِ هندسةِ التصميمِ الداخلي في الأكاديميَّةِ اللبنانيَّةِ للفنون الجميلة «ألبا» في ستينيَّاتِ القرنِ الماضي حينما كان المهندسون الداخليون قلَّةً، ومكاتبُ التصميمِ الداخلي أيضاً. قرَّرَ في بدايةِ مشواره المهني أن يخطو وحيداً، فأعدَّ تصاميمَ شققِ معارفه قبل أن يُؤِّسسَ شركته، وينطلق إلى العالم. وبعد أكثر من 50 عاماً في المجالِ، لا يزالُ نبيل نشيطاً، ويتولَّى مشروعاتٍ سكنيَّةً، وتجاريَّةً، وثقافيَّةً، وسياحيَّةً، وتعليميَّةً، ويجدُ المتعةَ في تقديمِ الرسوماتِ التخطيطيَّةِ «سكتشز» بيده قبل التنفيذِ عبر برامجِ الكمبيوتر. أديب الدادا، بدوره، مهندسٌ معماري، يُعرِّفُ عن نفسه بـ the other dada. يتخصَّصُ في تقليدِ الطبيعة biomimicry، ويُؤمِنُ بأن البشرَ قادرون على إحداثِ تأثيرٍ إيجابي في بيئتهم عبر تقديمِ حلولٍ قائمةٍ على الطبيعةِ، والابتكارِ في المواد.

في الحوارِ الآتي، لمناسبةِ يومِ الأب، يُخبِرُنا نبيل وأديب الدادا عن الروابطِ بينهما، ويتحدَّثان عن المهنةِ ومستقبلها.

هندسة التصميم والفن

حدِّثنا، أديب، عن علاقتكِ بأبيك، وإلى أي حدٍّ، أثَّر ارتباطُك به في اختيارِ تخصُّصك؟

أديب: في سنِّ الطفولة، تربَّيتُ في محيطٍ، يحضرُ فيه كلٌّ من هندسةِ التصميمِ، والفنِّ من خلال عملِ والدي، مع تأثيراتٍ من والدتي أيضاً التي كانت مهتمَّةً بـديكورِ المنزل، إذ كانت تملك نظرةً جميلةً. أذكرُ أنه أثناء الأسفارِ السياحيَّةِ العائليَّة، كنت ووالدي، نحملُ كاميراتٍ ذات أحجامٍ كبيرةٍ وقتها، ونقضي ساعاتٍ في تصويرِ المباني، والمتاحفِ، والشوارعِ، والطبيعة، ونُحمِّض الأفلام، وعددُها بالعشراتِ من كلِّ رحلةٍ. كنا نسافرُ كثيراً، لا سيما إلى مناطقَ أثريَّةٍ، وكان لذلك تأثيرٌ في نفسي.

في سنِّ الطفولةِ، هل كنت ترافقُ والدك إلى العملِ؟

أديب: كنت أقصدُ مكتبَ والدي، وأحياناً أساعدُه في انتقاءِ الأقمشة، وتقسيمِ المساحة، فيما كانت والدتي، تعملُ هناك على صعيدِ الإدارةِ والإبداع، فغذَّيتُ نفسي بذلك أيضاً، وتدرَّبتُ في سنٍّ صغيرةٍ، حتى قبل دخولِ الجامعة، على برامجَ، منها الأوتوكاد، وعلى رسمِ «الاسكتشات» مع فريقِ عملِ والدي.

هل تتَّفقان على صعيدِ الأساليبِ، وطريقةِ العمل؟

نبيل: دراسةُ أديب الهندسةَ المعماريَّة، يجعلُ عمله، يتكاملُ مع عملي في الهندسةِ الداخليَّة. هو يقومُ أيضاً بتنسيقِ الأعمالِ الفنيَّةِ في بعض مشروعاتي.

كيف يمكن للتصميمِ الداخلي أن يؤدي دوراً في تعزيزِ الاستدامةِ والمسؤوليَّةِ البيئيَّة؟

أديب: في الشقِّ البيئي، للتصميمِ الداخلي دورٌ كبيرٌ، يؤديه في هذا الجانب. من المعلومِ أن البشرَ، يقضون معظمَ أوقاتهم في أماكنَ داخليَّةٍ، ما يستدعي إعادةَ النظرِ في الموادِّ المُستَخدمةِ في التصميم، خاصَّةً أن كثيراً منها، يضرُّ بالبيئةِ، وبصحَّتنا أيضاً! ثم إنه، عوضاً عن التفكيرِ في استيرادِ موادِّ التصميمِ من أماكنَ بعيدةٍ، يجبُ التفكيرُ في تعزيزِ الثقافةِ المحليَّةِ من خلال توظيفِ موادَّ معروفةٍ في مكانِ المشروع، أو إعادةِ استخدامِ الموادِّ، أو الاشتغالِ بموادَّ مُعادٍ تدويرها، وهذا لا يُنقِصُ من قيمةِ التصميم، بل على العكس، يمكن إعدادُ مشروعاتٍ بـمواد مستدامة، وبصورةٍ متطوِّرةٍ مع مراعاةِ معاييرَ عاليةٍ.

تصميم منزل مريح

مهنةُ هندسةِ الديكور والتصميم الداخلي، كانت تُركِّز على الجماليَّاتِ في زمنٍ مضى، فيما هي اليوم تتَّصلُ أكثر فأكثر برفاهيَّةِ سكَّانِ المنزل، وأسلوبِ عيشهم أخيراً، ما مدى دقَّةِ ذلك؟

نبيل: منذ أن بدأتُ بتقديمِ مشروعاتِ تصميمٍ داخلي زمنَ الستينيَّاتِ من القرنِ الماضي، ووصولاً إلى اليوم، كنتُ، وما زلتُ أنظِّمُ لقاءاتٍ عدة مع أصحابِ المشروعات سواء كانوا عائلاتٍ، أو أزواجاً، أو فرادى لمعاينةِ أساليبِ حياتهم، إذ تقعُ على عاتقِ مهندسِ التصميم الداخلي، والمهندسِ المعماري مهمَّةُ تصميمِ منزلٍ مريحٍ لساكنه، مع نُصحِه، وتوجيهه عندما لا يمتلك الخبرةَ اللازمة، ويطلبُ تنفيذَ أمورٍ، ستأتي بنتائجَ غير جماليَّةٍ، أو غير مناسبةٍ، وبالطبع دون أن يتحوَّلَ المشروعُ إلى مرآةٍ لذوقِ المهندس، فهو لا يمتلك الشقَّة، بل إلى إنجازٍ، يفخرُ به في سجله. مع تسليمِ كلِّ مشروعٍ، تتحوَّلُ العلاقةُ بين الطرفَين من مهندسِ تصميمٍ داخلي، وعميلٍ إلى صداقةٍ نتيجةَ الأحاديثِ الطويلةِ التي تتركَّزُ على التفضيلاتِ، والتطلُّعاتِ، وطريقةِ المعيشة. أرى أن هناك جانباً ضمن مهنةِ مهندسِ التصميم الداخلي، يجبُ عليه فعلُه، يُشبه الاختصاصي النفسي بأن يكتشفَ الشخصيَّاتِ، وفي بعض الأحيان أن يُقرِّب وجهاتِ النظر، خاصَّةً بين زوجَين غير متَّفقَين على تصميمِ منزلهما، ومتوتِّرَين، مع أخذِ الميزانيةِ في الاعتبار قبل إعدادِ الخرائط، واتِّخاذِ القرارِ في شأن المواد.

حبُّكَ مهنةَ الهندسةِ، هل جعلك تُشجِّعُ أديب على دخولها، أم القرارَ كان خاصاً به؟

نبيل: تأثَّر كلٌّ من أديب، وبكري، وطارق ابني الأصغر، بـ «جوي»، فيما كريم ابني الأوسط، هو مهندسٌ ميكانيكي، وتقومُ مهنته أكثر على الحساباتِ الدقيقة، وليس على الجماليَّاتِ، والأحلامِ كما في حالتي. بعد أن درستُ التصميمَ الداخلي، عندما كان المنهاجُ يقومُ على المشروعاتِ العمليَّة، ونتيجةً لخبرتي، استنتجتُ أن مَن يتخصَّصُ في الهندسةِ المعماريَّة، تصبحُ لديه خلفيَّةٌ أعمقُ، ومعلوماتٌ أشمل مقارنةً بمهندسِ التصميم الداخلي، وأن مَن يدرسُ الهندسةَ المعماريَّة، يمكن إلى حدٍّ بعيدٍ، أن يقومُ بهندسةِ التصميم الداخلي، لذا دفعتُ بأديب إلى دراسةِ هذا التخصُّص في بيروت، ثم بعد التخرُّجِ، والعملِ معي نحو سبعةِ أعوامٍ، ومساعدتي كثيراً في وقتٍ، كنت أتولَّى فيه مشروعاتٍ بـ «الجملة»، سافرَ إلى نيويورك، وتابعَ دراسةَ الماسترز في تقليدِ الطبيعة (biomimicry: تصميمُ، وإنتاجُ الموادِّ، والهياكلِ، والأنظمةِ المصمَّمةِ على أساسِ الكيانات والعمليَّات البيولوجيَّة).

كلمةٌ منك لوالدكِ في مناسبةِ يومِ الأب؟

أديب: أشكرُ والدي على كلِّ ما علَّمني إياه، وعلى الدعمِ المتواصلِ حتى لا أتبعَ خطواته فحسب، بل وأتخطَّاها أيضاً، وألاحق شغفي بالطبيعة.

ما مشروعاتُكما الأخيرة؟

نبيل: أضعُ اللمساتِ الأخيرةَ على شقَّةٍ في باريس للبناني، تبلغُ مساحتها 350 متراً مربَّعاً، وفي السعودية أتممتُ بـ «جدة البلد» التصميمَ الداخلي لخمسةِ بيوتٍ مرمَّمةٍ، بعضها تحوَّلَ إلى فنادقَ بوتيكيَّةٍ، مع جعل الأسلوبِ «المودرن» الدافئ، والخالد سمتَها، إلى جانبِ التزيينِ بلوحاتٍ لفنَّانين سعوديين. في حين تحوَّل بعضها الآخرُ إلى مكاتبَ.

أديب: التشجيرُ في المدنِ، في لبنان والسعوديَّة والإمارات.

*المصدر: مجلة سيدتي | sayidaty.net
لايف ستايل على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com