لايف ستايل

مجلة سيدتي

حياتنا

مالمو كما لم تريها من قبل.. بين التاريخ الحي والحداثة اللافتة

مالمو كما لم تريها من قبل.. بين التاريخ الحي والحداثة اللافتة

klyoum.com

هل يمكن لمدينة صغيرة نسبياً أن تجمع بين عبق التاريخ وحداثة الحاضر بهذا القدر من التوازن والجمال؟ وهل من الممكن أن تتجولي في شوارعها لتجدي في كل زاوية دليلاً على حقبة مختلفة من الزمن، من العصور الوسطى إلى العمارة المستقبلية؟ مالمو، ثالث أكبر مدن السويد، تطرح على الزائرة هذا النوع من الأسئلة منذ اللحظة الأولى التي تطأ فيها قدميكِ أرض المدينة. فما الذي يجعل مالمو وجهة تستحق الاستكشاف؟ هل هو مركزها التاريخي، غاملا ستادن، حيث تمتزج البيوت نصف الخشبية والساحات الحجرية القديمة بسحر يصعب مقاومته؟ أم لعلّ السر يكمن في التجربة الثقافية التي تقدمها المتاحف مثل موديرنا موزيت مالمو، حيث يُعرض الفن المعاصر في محطة كهرباء قديمة تحوّلت إلى صرح إبداعي نابض بالحياة؟ وماذا عن الحياة اليومية في مالمو؟ هل يكون في قاعة الطعام المفعمة بالنكهات المحلية؟ أم على شاطئ ريبرسبورغ، حيث تلتقي الطبيعة بالنشاط الاجتماعي والحمامات الباردة التقليدية؟ ثم ماذا عن الطابع الجماعي للمطاعم التي تتحدى المفاهيم التقليدية للضيافة وتحوّل تجربة الطعام إلى مشروع مجتمعي حي وأخيراً، هل بإمكانك أن تلمسي روح الفايكنغ القديمة في متحف فوتيفيكين، حيث يُعاد إحياء ماضٍ طويل عبر القرى الخشبية والمعارك التمثيلية؟ في مالمو، كل تجربة تطرح سؤالاً جديداً، وكل زاوية تحمل قصة بانتظار من يكتشفها.

استجمي في أشهر شواطئ مالمو

عندما تُشرق الشمس، يتوجه معظم سكان مالمو إلى مكان واحد: شاطئ ريبرسبورغ. هذا الشاطئ الطويل يُعد وجهة مفضلة لممارسي ركوب الأمواج الشراعي والطائرات الورقية، إلى جانب العائلات التي تستمتع بالرمال وأجواء الصيف. في نهاية أحد الأرصفة، يقع حمّام ريبرسبورغ البارد وهو حمّام تقليدي افتُتح عام 1898 ويُعد من معالم المدينة. يفتح أبوابه طوال العام ويضم مسبحين خارجيين كبيرين في البحر أحدهما للنساء والآخر للرجال وساونات وأحواض استحمام ساخنة تُسخَّن بالحطب ومعالجين بالتدليك ومقهى صغير. في الشتاء، تقوم الزائرات الشجاعات بالاستحمام في المياه الجليدية، ثم يتوجّهن إلى الساونا للتدفئة. وفي أول يوم اثنين من كل شهر، يستضيف الحمام Queer Kallis، حيث تكون جميع المسابح مفتوحة للجميع.

شاهدي الفن داخل موديرنا موزيت مالمو

تحتضن مالمو عدداً من المعارض الفنية المخصصة للفن المعاصر، لكن Moderna Museet Malmö هو بلا شك الأبرز بينها. يشغل المتحف مبنى محطة كهرباء قديم رائع الطراز من عام 1901، أُعيد تصميمه ليكون معرضاً فنياً ويضم ملحقاً عصرياً بُني داخل هيكل التوربين الأصلي. ستجدين فيه عدداً كبيراً من الأعمال الفنية المعاصرة والتركيبية، إلى جانب لوحات لفنانين كبار مثل بيكاسو ودالي.

استمتعي بجولة في أحدث تصاميم العمارة الحديثة

تُعد مالمو متحفاً مفتوحاً يعرض بعضاً من أكثر التصاميم المعمارية المعاصرة تميزاً في السويد. أشهر مبنى في المدينة هو تورنينغ تورسو أو البرج الملتف. صمّمه المهندس المعماري والإنشائي الإسباني سانتياغو كالاترافا وكان في الأصل مجرّد منحوتة مستقلة قبل أن يُعاد تصميمها كبرج سكني متعدد الاستخدامات في منطقة فسترا هامنن، الميناء الغربي. من المباني الحديثة البارزة أيضاً جامعة العالم البحرية المصنوعة من الألمنيوم والزجاج والمطلة على القناة قرب محطة القطار المركزية وهو توسعة نحتية لمبنى قديم يعود إلى عام 1910 كان مقرّاً لقائد الميناء. في مكان قريب، ستجدين مالمو سالوهول قاعة الطعام في مالمو وتُعد مثالاً رائعاً لإعادة استخدام المباني القديمة بطريقة عصرية. بالقرب من غاملا ستادن، يوجد مشروع Slussplan متعدد الاستخدامات الذي بُني عام 2013. يعكس هذا المشروع فهماً عميقاً للهندسة المستدامة والتجديد الحضري. أما مركز المعرفة البحرية Marint Kunskapscenter i Malmö المطلّ على شاطئ ريبرسبورغ، فقد نال إشادة واسعة بفضل تصميمه المبتكر ومنخفض الارتفاع.

اكتشفي قلب مالمو العائد للعصور الوسطى

يطلق السكان المحليون على مركز مدينة مالمو اسم غاملا ستادن أي المدينة القديمة ويتوافدون إلى شوارعه المرصوفة بالحجارة للتسوّق والتلاقي الاجتماعي. يضم هذا الجزء من المدينة ثلاث ساحات تاريخية رئيسية: ستورتيوريت، الساحة الكبرى، ليلا توريت، الساحة الصغيرة وغوستاف أدولف ستورغ التي سُمّيت باسم غوستاف الرابع أدولف، ملك السويد بين عامي 1792 و1809. تُضفي مباني المنطقة الجميلة وطابعها المُدمج وغياب حركة السيارات، أجواءًا مميزة تجعل من استكشافها سيراً على الأقدام أو بالدراجة تجربة ممتعة. أثناء تجوالك في الشوارع، ستلاحظين العديد من المنازل نصف الخشبية وهو الطراز المعماري السائد في السويد خلال العصور الوسطى. أقدم منزل من هذا النوع في المدينة هو ثوتسكا هوسيت عام 1558 ويقع عند زاوية شارعي أوستريغاتان وهملغاتان. ومن الأمثلة البارزة الأخرى، مباني حي القديسة غيرترود وهو مجمّع سكني ذو فناء يقع في العنوان أوستريغاتان 7B. كادت هذه المباني الثلاثة، التي كانت منازل مانور تاريخية، أن تُهدَم في ستينيات القرن الماضي، لولا أن بلدية مالمو قامت بشرائها وتجديدها. ويضم الحي الآن مطعماً ومخبزاً ومحالاً بوتيكية. كما يمكنك مشاهدة المزيد من المباني نصف الخشبية في الشوارع المجاورة. غالباً ما تُبدي الزائرات إعجابهن بعدد المباني المبنية من الطوب الأحمر التي تعود للقرنين الخامس عشر والسادس عشر في غاملا ستادن. يعود تاريخ ليلا توريت إلى عام 1590، ويُعد مركز مشهد الطعام في مالمو، حيث يمكنك الجلوس في الهواء الطلق وسط المطاعم المحيطة بالساحة، أو في الشوارع الضيقة المؤدية إلى كونغس بارك، منتزه الملك.

اطلقي الفايكينغ التي بداخلك في متحف فوتيفيكين

افتتح متحف فوتيفيكين في عام 1995 وهو اليوم وجهة مفضلة للزائرات، حيث يعرض إعادة بناء دقيقة لأكواخ الفايكنغ الأصلية، من منزل زعيم القرية، إلى مقر اليارل قائد القوات، إضافة إلى بيوت بسيطة تعود للصيادين والحرفيين. من أبرز المعالم أيضاً: منجنيق حربي قوي وقاعة كبيرة محاطة بالدروع تُدعى Thinghöll ونموذج دقيق لسفينة فايكنغ خشبية بطول 11 متراً تُدعى Eric Emune وهي واحدة من أربع سفن اكتُشفت في ثمانينيات القرن الماضي عند مصب خليج فوتيفيكن. يفتح المتحف أبوابه في عيد الفصح، ثم من مايو حتى بداية سبتمبر. لكن أفضل وقت للزيارة هو الأسبوع الذي يلي ليلة منتصف الصيف Midsummer Eve، حيث تُقام أسبوع الفايكنغ وهو مهرجان ضخم يضم ورش عمل للحرف اليدوية وعروضًا تمثيلية للمعارك وألعاب فايكنغ ممتعة مثل: شد الحبل، رمي السمك، رمي الفؤوس والرماية. تقع هولفيكن ومتحف فوتيفيكين على بُعد 30 دقيقة بالسيارة من وسط مالمو. وإن كنتِ تفضلين وسائل النقل العام، فبإمكانك ركوب الحافلة رقم 15 التابعة من غاملا ستادن وتستغرق الرحلة حوالي ساعة.

 

*المصدر: مجلة سيدتي | sayidaty.net
لايف ستايل على مدار الساعة