المخرجة كارول منصور: فيلم "حالة عشق" واجب لدعم المقاومة تحت الإبادة في غزة
klyoum.com
أطلقت قافلة بين سينمائيات مساء أمس السبت 17 مايو، أولى عروضها السينمائية لفيلم تسجيلي طويل، وسط حضور جماهيري حاشد في صالة العرض الرئيسية لسينما زاوية. عُرض الفيلم الحائز على عدة جوائز "حالة عشق" للمخرجة الفلسطينية الأصل كارول منصور، وبمشاركة منى الخالدي، وتبع العرض جلسة نقاشية عبر الإنترنت التقى فيها الجمهور مع المخرجتين، وأدار الحوار من فريق القافلة المخرجتان نورهان عبد السلام وابتسام مختار. كما حضر اللقاء بعض أفراد عائلة الدكتور الفلسطيني غسان أبو ستة، الشخصية الرئيسية في الفيلم.
صرّحت المخرجة كارول منصور بأنه لم يكن أمامهما خيار سوى إنجاز هذا الفيلم. فعندما اندلعت حرب السابع من أكتوبر، شعرتا بضرورة التحرك، وفي تلك اللحظة كانتا تتابعان ما يقوم به الدكتور غسان في غزة. وما إن خرج من القطاع، حتى أدركتا أن لا مفر من البدء بتوثيق هذه القصة. وقالت: "لم يكن مهمًّا ما نشعر به، فالفيلم كان بالنسبة لنا واجبًا. إنه كل ما نستطيع، أنا ومنى، أن نقدّمه في مواجهة هذا الألم الهائل والوحشية المفزعة التي تعجز الكلمات عن وصفها". وأضافت أن العمل على الفيلم جرى على مدار الساعة، إذ كانت الأحداث تتسارع بينما كانتا تصوران وتعدّان المونتاج في الوقت ذاته.
وأوضحت منصور أن "حالة عشق" ليس فيلماً إخباريًا، ولا تقريرًا صحفيًا، بل عمل توثيقيّ نابض بالقرب الإنساني. وأشارت إلى أنهما كانتا محظوظتين بقربهما من الدكتور غسان وعائلته، وبالعلاقة القائمة على الاحترام والثقة المتبادلة. وقالت: "رأينا، أنا ومنى، أن هذه لحظة حاسمة تستحق تقديم شخصية تقاوم بشتى الوسائل: بالطب، بالكلمة، وبالصمود".
من جانبها، أكدت المخرجة المشاركة منى الخالدي أن الشروع في تصوير الفيلم بعد بضعة أشهر من اندلاع الحرب كان أولوية قصوى. وأضافت: "كان هدفنا إيصال قصة الدكتور غسان، الذي اختار العودة إلى غزة في ذروة لحظة الإبادة. ما معنى أن يختار الإنسان أن يعيش تحت الإبادة في كل لحظة؟ ولماذا يختار البعض البقاء؟ لماذا يصرّون على النضال، حتى وإن توفرت لهم خيارات أخرى؟". وتابعت: "رغم مرور أكثر من عام على الحرب، فإن النضال لم يتوقف، ولا قرار البقاء تراجع".
يدور الفيلم حول جرَّاح الترميم والتجميل الفلسطيني الدكتور غسان أبو ستة، الذي بعد قضائه 43 يومًا تحت القصف المستمر في غرف طوارئ مستشفيات غزة المكتظة، يجد نفسه وقد تحوَّل إلى رمز للمقاومة الفلسطينية، حيث انتشرت صوره وأخباره عبر مختلف وسائل الإعلام العالمية، راويًا أهوالًا لا تُصدَّق. مخرجتا الفيلم، كارول منصور ومنى الخالدي، الصديقتان المقربتان منذ زمن طويل لعائلة أبو ستة، بدأتا تصوير الفيلم لحظة خروج غسان من غزة، وهما تستكشفان من خلال أحداثه السبب في عودة الطبيب الفلسطيني حامل الجنسية البريطانية إلى غزة مرة بعد مرة، خاصة تحت وطأة حرب تُعدّ الأشرس على غزة من بين ست حروب شهدتها. ومن أين يستدعي الصلابة ليتكبَّد تلك التجربة مرارًا وتكرارًا؟ كيف تتعايش عائلته مع الخوف وعدم اليقين؟ كما تستكشفان "حالة العشق" التي تربط بينهما وبين غزة.
شهد الفيلم عرضه العالمي الأول في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2024، وقد حصل الفيلم على عدد من الجوائز المرموقة، من بينها جائزة أفضل فيلم عربي وجائزة الفيلم التسجيلي الطويل وجائزة الفيلم الفلسطيني (المركز الثاني) من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (CIFF)، بالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل من مهرجان الأرض السينمائي (Al Ard Film Festival)، وتنويه خاص من مهرجان NPFF، كما أُدرِج في القائمة الطويلة للأفلام الوثائقية لجائزة One World Media.
تُعد كارول منصور صانعة أفلام تسجيلية مستقلة لبنانية كندية من أصل فلسطيني، تتمتع بخبرة تمتد لأكثر من 25 عامًا، وقد نالت أفلامها تقديرًا دوليًا واسعًا بمشاركتها في أكثر من 70 مهرجانًا دوليًا وحصدها لعدة جوائز مرموقة. تركز أعمالها على قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، مثل العمالة المهاجرة، واللجوء، والصحة النفسية، والبيئة، والحروب. أما منى الخالدي، فهي باحثة تحمل دكتوراه في سياسات وتخطيط الصحة، وتملك خبرة تفوق 34 عامًا في مجالات التنمية والعدالة الاجتماعية والصحية في لبنان والمنطقة. تؤمن بأهمية الفيلم كأداة لتسليط الضوء على قضايا المهمشين، وقد كرّست منذ عام 2012 جزءًا كبيرًا من عملها لصناعة الأفلام الوثائقية.
ويُعد العرض هو الفيلم الطويل الأول لقافلة بين سينمائيات على شاشة السينما هذا العام، بعد الاقتصار على العروض الافتراضية منذ العام 2020.