ما هو ناسور الولادة؟.. تعرف على الأسباب والأعراض لحماية الأم
klyoum.com
أخر لايف ستايل:
رغم تجديد عقده.. علي البليهي يقترب من الرحيل عن الهلاليعتبر ناسور الولادة من الحالات الطبية الحادة والمسببة للعديد من المشكلات الصحية والاجتماعية. يتسبب هذا المرض نتيجة لمضاعفات الولادة، خصوصا في الحالات التي لا تحصل فيها المرأة على الرعاية الصحية اللازمة أثناء عملية الولادة. لذا، يعد فهم أسبابه، أعراضه، وطرق العلاج ضرورة لتخفيف العبء الصحي والاجتماعي الناجم عنه.
وفي التقرير التالي، نساعد على نشر الوعي حول هذه الحالة، في ظل المساعي الدولية للحد من انتشارها في بعض المناطق، خاصة تلك التي تعاني من سوء الأحوال الاقتصادية. نتعرف معكم على أسبابه وأعراضه وطرق علاجه.
ما هو ناسور الولادة؟
ناسور الولادة هو فتحة غير طبيعية تتكون بين قناة الولادة والأعضاء المجاورة مثل المثانة أو المستقيم. يحدث هذا النوع من الناسور بسبب الضغط طويل المدى على أنسجة الحوض أثناء الولادة، مما يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم إلى تلك الأنسجة، ونتيجة لذلك تموت الأنسجة، مما تسبب بتكوين الفتحة أو الناسور.
من الحالات الشائعة التي يسببها ناسور الولادة هي ناسور مثاني-مهبلي، والذي يحدث بين المثانة والمهبل، وكذلك ناسور مستقيمي-مهبلي. هذه الحالات تعتبر تحديا صحيا كبيرا لما تسببه من اضطرابات نفسية وجسدية كبيرة.
ما هي أسباب ناسور الولادة؟
تتعدد أسباب ناسور الولادة، ولكن العامل الرئيسي يتمثل في الولادات الطويلة والصعبة التي لا يتم إدارتها طبيا بشكل صحيح. في البلدان النامية، يعتبر سوء وصول النساء إلى خدمات الرعاية الصحية أثناء الولادة أحد الأسباب الأساسية لتزايد حالات الناسور.
الولادة المنزلية
تشير دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 80% من حالات ناسور الولادة في أفريقيا جنوب الصحراء تعود إلى الولادات المنزلية بدون إشراف طبي. هذه الدراسة تسلط الضوء على الدور المحوري للرعاية الصحية المتخصصة في الوقاية من الناسور.
الأسباب الأخرى
الزواج المبكر والحمل في سن صغيرة يؤدي إلى عدم اكتمال نمو الحوض.
عدم توفر عمليات القيصرية في الوقت المناسب للحالات التي تحتاجها.
التهابات أو عدوى بعد الولادة تؤدي إلى ضعف الأنسجة.
الصدمات الجسدية أثناء الولادة مثل استخدام أدوات طبية بشكل خاطئ.
ما هي أعراض ناسور الولادة؟
تتفاوت أعراض ناسور الولادة وفقا لموقعه وحجمه، ولكن هناك مجموعة من الأعراض الشائعة التي يجب أن نتعرف عليها.
أعراض شائعة
تسرب البول أو البراز بشكل غير إرادي من المهبل.
تكرار الالتهابات في الجهاز البولي أو المهبلي.
رائحة كريهة مستمرة.
عدم القدرة على السيطرة على الفضلات.
مشاكل اجتماعية ونفسية مثل العزل الاجتماعي والشعور بالإحراج.
على الرغم من إمكانية ظهور الأعراض فور حدوث الناسور، توجد حالات يتأخر فيها ظهور الأعراض لبضعة أيام أو حتى أسابيع بعد الولادة، مما يسبب تأخيرًا في التشخيص والعلاج.
تأثير الأعراض
في إحدى الدراسات المنشورة في مجلة "لانسيت"، تبين أن النساء المصابات بناسور الولادة يعانين من معدلات مرتفعة للعزل الاجتماعي، حيث وجد أن حوالي 60% منهن تعرضن للنبذ الاجتماعي بسبب الرائحة الكريهة الناتجة عن التسرب المستمر.
هل يؤثر الناسور على الولادة الطبيعية؟
نعم، ناسور الولادة يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على القدرة على الولادة الطبيعية. إذا لم يتم علاجه، فإنه قد يؤدي إلى تدهور حال الأنسجة العضلية في منطقة الحوض، مما يزيد من احتمال الحاجة إلى عمليات قيصرية في المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لناسور الولادة أن يزيد من خطر حدوث مضاعفات أثناء الولادة التالية، مثل النزيف الحاد أو تمزق الرحم. لذلك العلاج المبكر يلعب دورا هاما في تحسين فرصة الولادة الطبيعية للنساء المصابات.
كذلك من المهم للنساء اللواتي يعانين من ناسور سابق أو تم علاجهن منه أن يكون لديهن خطة ولادة مخصصة تقدمها فرق طبية متخصصة لتقليل المخاطر المحتملة خلال الحمل والولادة.
مضاعفات ناسور الولادة
إذا ترك ناسور الولادة دون علاج، فإنه يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات الجسدية والنفسية والاجتماعية.
المضاعفات الجسدية
التهابات مزمنة في الجهاز البولي.
تشكل ندبات أو تلف دائم في الأنسجة المُحيطة.
نقص التغذية بسبب عدم الإحساس بالجوع الناجم عن الضغوط النفسية.
المضاعفات الاجتماعية
تتضمن العزلة والإقصاء بسبب التسرب غير الإرادي.
الجانب النفسي
تعاني النساء المصابات من اكتئاب شديد واضطرابات في تقدير الذات. وفقا لدراسة نشرتها اليونيسف، أشارت إلى أن حوالي 85% من النساء المتأثرات بناسور الولادة يعانين من اضطرابات نفسية بما في ذلك اكتئاب شديد وقلق مستمر، مما يزيد الحاجة إلى الدعم النفسي والاجتماعي لهن.
ما علاج ناسور الولادة؟
يتم علاج ناسور الولادة غالبا من خلال الإجراءات الجراحية التي تهدف إلى إصلاح الفتحة غير الطبيعية بين الأعضاء المصابة. تشمل خيارات العلاج:
الجراحة الترميمية
هي الإجراء الأساسي لعلاج الناسور وإصلاح الأنسجة المتضررة.
العلاج الطبي الوقائي
علاج ضروري لتجنب الالتهابات المحتملة بعد الجراحة.
تأهيل نفسي
إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي لدعم المرأة بعد العلاج.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن اتخاذ خطوات وقائية تشمل تعزيز التوعية حول الولادات الآمنة وتقديم خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة للنساء أثناء الحمل والولادة.
نجاح عمليات العلاج
في تقرير لمنظمة "Fistula Foundation"، تمت الإشارة إلى أن نسبة نجاح عمليات علاج ناسور الولادة تصل إلى أكثر من 90% إذا تم إجراؤها بواسطة خبراء في الوقت المناسب. وكانت النساء اللواتي تلقين العلاج الجراحي يتمتعن بتحسن كبير في نوعية حياتهن.
الوقاية من ناسور الولادة
تعتبر الوقاية جزءا لا يقل أهمية عن العلاج. يمكن تحقيق الوقاية من ناسور الولادة من خلال عدة استراتيجيات فعالة:
تعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر الزواج المبكر والحمل في سن صغيرة.
تقديم خدمات رعاية صحية عالية الجودة أثناء الحمل والولادة.
زيادة عدد مراكز الولادة الطارئة في المناطق الريفية.
لعبت العديد من المنظمات الصحية الدولية دورا كبيرا في تقليل نسب ناسور الولادة من خلال إطلاق حملات تعليمية وتوفير رعاية مجانية للنساء في المناطق المعرضة للخطر.
على سبيل المثال، في إثيوبيا، أتاحت مبادرات منظمة الصحة العالمية تحسين خدمات الولادة في المستشفيات المحلية وتقليل عدد الحالات الجديدة لناسور الولادة بنسبة 40% منذ عام 2010.