فيروز وابنها زياد الرحباني: من “سألوني الناس” إلى “كيفك إنت”... دايماً بالآخر في وقت فراق
klyoum.com
أخر لايف ستايل:
بالفيديو.. رحلة أوسكار دي لارنتا من ريشة فنان لصانع الأحلاملم تكن علاقتهما مجرد أم وابن، بل كانت حكاية لحنٍ طويل، كتبه هو بأنفاسها، وغنّته هي بوجعه. من فيروز التي أهدت للعالم صوتًا من نور، إلى زياد الرحباني الذي مزج الحنين بالتمرّد، كانا معًا نبضًا واحدًا... واليوم، يتوقّف النبض، لكن اللحن لا يموت."
أمٌ لا تتكلم... وابنٌ يُغني عنها
في عالمٍ اعتادت فيه الأمهات أن يتحدثن بفخرٍ عن أبنائهن، اختارت السيدة فيروز الصمت. لم تقل كلمة علنية واحدة تصف بها زياد الرحباني، ابنها والموسيقار والمتمرّد والمحبّ. لكنها منحته أثمن ما تملك: صوتها. وكأنها تقول له وللعالم: "هذا هو ابني، فاستمعوا إليه بصوتي".
الميلاد في ظلّ الأسطورة
وُلد زياد عام 1956 لأبوين استثنائيين: فيروز، الصوت الذي وحّد العرب على الحنين، وعاصي الرحباني، العقل الموسيقي الذي أعاد صياغة الذوق اللبناني. كبر زياد في بيت لا يشبه سواه، يتنفس الفن ويعيش بين النوتات والمسرح والاختلاف. ورغم علاقته الفنية المبكرة بوالده، بقيت والدته فيروز النافذة الأصدق نحو التعبير العاطفي والفني.
وبعد انفصال فيروز عن عاصي في السبعينيات، وُضع زياد أمام مفترق طريق شخصي وفني، ظل فيه في المنتصف، يحاول رسم هويته بعيدًا عن الظلال الثقيلة للوالدين، دون أن يتنكر لهما.
فيروز وزياد: شراكة فنية غيّرت الأغنية العربية
حين لحّن زياد أولى أغنياته لفيروز "سألوني الناس" عام 1973، وهو لم يتجاوز السابعة عشرة، أدرك القليلون أن هذا التعاون سيغيّر ملامح الأغنية العربية.
أبرز محطات هذا التعاون:
"كيفك إنت" (1987): أغنية اختزلت في ثلاث دقائق وجع الحب، وتجديدًا لصوت فيروز بطريقة لم يعرفها الجيل الجديد.
"بالي"، "ولا كيف"، "مش كاين هيك تكون"، "أنا عندي حنين"، "بصراحة": أعمال أعادت تقديم فيروز كامرأة حقيقية، لا فقط رمزًا سماويًا، تحمل وجع القلب والخذلان والعتاب الصامت.
لقد فتح زياد بابًا جديدًا لجمهور فيروز، بابًا أقرب، إنسانيًّا، صادقًا، وتركه مواربًا على جرحٍ جميل.
علاقة شخصية معقّدة... لكنها محكومة بالحب
لم تكن العلاقة بين فيروز وزياد سهلة. كان زياد ناريًا، صريحًا، حادًا في مواقفه، ناقدًا حتى لإرث والده وعمه، لكنه لم يخفِ يومًا حبّه لأمه. بل ظلّ يعتبرها مرآته الأصدق، ويقول عنها: "في شي بصوت فيروز بيخلّي الواحد يوقف كل شي ويفكر. صوتها بيشبه الصمت اللي بيفكر بصوت عالي."
ورغم التوترات العائلية التي طفت أحيانًا على السطح، بقيت الموسيقى الأرض التي التقيا عليها، والحقيقة الوحيدة التي لم تختلف.
فيروز لا تتحدث... لكنها غنّت زياد
رغم صمتها الدائم، غنّت فيروز من ألحان وكلمات زياد أكثر مما غنّت لأي ملحن آخر بعد الأخوين رحباني. أعطته صوتها، ومنحها كلماته، وولد من هذا التبادل عصرٌ جديد للأغنية اللبنانية.
لم تحتج فيروز أن تقول: "أنا أحبك يا زياد"، فقد غنّت ذلك آلاف المرات، بين سطور "كيفك إنت" و"ولا كيف" و"بالي".
زياد عن فيروز: صوت الشعب
كان زياد يؤمن أن ما يهم في صوت فيروز ليس طهارته فحسب، بل صدقه. في لقاء إذاعي نادر، قال: "أنا أعطيت فيروز كلام عادي، بيحكيه الناس، وهي خلّت الناس تحسّ إن هالكلام بيخصّن."
لقد جعل من فيروز لسان حال الناس، لا مجرد نشيد فوقيّ يُبجّل من بعيد.
برحيل زياد، لم تخسر فيروز ابنها فقط، بل خسرت أيضًا رفيق دربٍ فني، شريك وجعٍ، وصوتًا آخر كان يعبّر عنها دون أن ينطق باسمها. وكعادتها، لم تصدر بيانًا. لم تبكِ في العلن، ولم تتكلم.
لكن الصمت الذي طالما شكّل لغة الحبّ بينهما، صار الآن مرثية أبلغ من الكلام.
أغنية لا تموت
زياد، الذي تمرّد على كل شيء، بقي وفيًّا لحنان أمّه. وفيروز، التي لم تقل الكثير، قالت كل شيء حين غنّت كلماته.
لقد كتب كلٌّ منهما عمره بصوت الآخر. ومع أن الموت فصل الجسد، فإن الموسيقى، تلك التي أحبّاها معًا، باقية... باقية كنغمة أخيرة في أغنية لم تنتهِ.
قد يعجبك صورة جديدة تجمع فيروز وأولادها زياد وريما وهلي في ذكرى رحيل عاصي الرحباني
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».