لايف ستايل

فوشيا

مشاهير

هند صبري ودرة وعائشة بن أحمد.. تونسيات تألقن في الدراما المصرية

هند صبري ودرة وعائشة بن أحمد.. تونسيات تألقن في الدراما المصرية

klyoum.com

في زمن تجاوزت فيه الثقافة العربية حدود الجغرافيا واللهجات، أصبح الفن أداة فعّالة للتقارب والتواصل بين الشعوب.

وقدمت النجمات التونسيات في الساحة الفنية المصرية نموذجًا بارزًا لهذا الانفتاح، إذ نجحن في بناء أسماء راسخة لدى الجمهور العربي. هند صبري، درة زروق، عائشة بن أحمد، لم يقتصر دورهن على الظهور فقط، بل تركن بصمات واضحة جعلتهن جزءًا أصيلًا من المشهد الدرامي والسينمائي المصري.

هند صبري: صوت الإنسان قبل الممثلة

منذ أن أطلت على الجمهور في فيلم "مذكرات مراهقة" عام 2001، لفتت هند صبري الأنظار بموهبتها الفطرية واختياراتها الذكية. لم تتقيد بنمط تمثيلي محدد، بل تنقلت بين الكوميديا (عايز حقي) والدراما الاجتماعية (أحلى الأوقات)، مرورا بأفلام ذات طابع ثقيل مثل عمارة يعقوبيان.

تميزت هند بتوجهها نحو أدوار تحمل بعدا إنسانيا، أبرزها في أسماء، الذي ناقش الوصم الاجتماعي ضد المصابين بفيروس نقص المناعة، وقد حقق هذا الدور صدى واسعا وجوائز عديدة. كما واصلت تميزها في أعمال مثل الجزيرة، الكنز، الفيل الأزرق 2، كيرة والجن، فقد جمعت بين الجودة الفنية والجماهيرية.

أما في الدراما التلفزيونية، فقد أثبتت حضورها في أعمال متنوعة كـ"عايزة أتجوز"، "حلاوة الدنيا"، "هجمة مرتدة" و"البحث عن علا"، فقد جسّدت مشاعر المرأة بتفاصيلها الدقيقة، مقدّمة نموذجا بطوليا مختلفا عن السائد.

درة زروق: ما بين الجاذبية والرسالة

انطلاقة درة زروق في مصر كانت قوية من خلال مشاركتها في فيلم "هي فوضى"، لتبدأ بعدها رحلة فنية تميزت بالتنوع والاتزان.

مزجت بين الأعمال ذات البُعد الفكري مثل "مولانا" و"الشيخ جاكسون"، وبين أفلام جماهيرية مثل "تصبح على خير" و"عنترة ابن ابن شداد"، في محاولة واضحة للجمع بين الرسالة الفنية والجاذبية الشعبية.

في الدراما، أثبتت نفسها بأدوار مختلفة قدمتها في مسلسلات مثل "العار"، "الزوجة الرابعة"، و"سجن النساء"، فقد تنوعت شخصياتها ما بين القوية، الشعبية، والمضطربة نفسيًا. هذا التنوع منحها قاعدة جماهيرية واسعة، ورسّخ حضورها كممثلة تعرف كيف تختار ما يعكس تحولات المجتمع المصري.

عائشة بن أحمد: الصعود بهدوء وثقة

رغم حداثة تجربتها مقارنة بزميلتيها، استطاعت عائشة بن أحمد أن تحجز لنفسها موقعا بارزا في الوسط الفني المصري. دخولها من خلال فيلم "الخلية" شكّل بداية قوية، أعقبتها مشاركات مميزة في أفلام مثل "الفلوس" و"ريتسا"، فقد أظهرت ميلًا لاختيار أدوار تحمل عمقا دراميا بعيدا عن التكرار.

في مجال الدراما، برزت في "نسر الصعيد"، لتتوالى بعدها مشاركات ناضجة مثل دورها في "لعبة نيوتن" الذي نال استحسان النقاد، ثم تألقت في ""مذكرات زوج، بحيث قدمت شخصية الزوجة المتسلطة بأسلوب متزن يجمع بين الأداء النفسي والواقعي.

عائشة تمثّل اليوم نموذجا للممثلة التي تعرف قيمة الانتقاء، وتدرك أن البطولة لا تعني الحضور المكثف بقدر ما تعني ترك أثر صادق في وجدان المشاهد.

ما سر هذا الحضور التونسي اللافت في مصر؟

ما حققته هؤلاء النجمات لا يُختصر في عدد الأعمال أو الجوائز، بل في مدى اندماجهن مع الشخصية المصرية. برعن في التحدث باللهجة المحلية، وتقمّصن الأدوار حتى نسي الجمهور في كثير من الأحيان جنسيتهن الأصلية.

النجاح هنا لم يكن مجرد عبور لحدود اللهجة أو اللكنة، بل كان نتيجة فهم عميق لروح الشخصية المصرية، وهو ما جعل حضورهن طبيعيا ومحببا.

من الخصوصية التونسية إلى الفضاء العربي

هند، درة، وعائشة لم يقدمن أنفسهن فقط بصفتهن ممثلات وافدات من تونس، بل مبدعات عربيات جسّدن التنوع الثقافي العربي في أرقى صوره. نجاحهن في مصر يؤكد أن الانتماء الفني لا تحكمه الجنسية، بل القدرة على تمثيل هموم الناس ومشاعرهم.

لقد أسهمن في بناء جسر ثقافي وفني بين تونس ومصر، وفي الوقت نفسه، قدمن صورة مشرفة عن المرأة التونسية التي تجمع بين الذكاء الفني، والوعي المجتمعي، والقدرة على التأثير في الشارع العربي.

*المصدر: فوشيا | foochia.com
لايف ستايل على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com