3 توابل تتداخل مع أدويتك وتفسد مفعولها.. موجودة في كل مطبخ
klyoum.com
أخر لايف ستايل:
أحمد الفيشاوي يهاجم منتقدي ارتدائه الحلق والجمهور يردلطالما أضفت التوابل لمسة مميزة ونكهة فريدة إلى أطباقنا حول العالم، بدءا من رشة القرفة العطرية على وجبة الإفطار، مرورا بلمسة الكركم الذهبية في أطباق الكاري، وصولا إلى نكهة الزنجبيل الدافئة في المخبوزات.
وعلى مر القرون، لم يقتصر استخدام التوابل على تعزيز مذاق الطعام فحسب، بل حظيت بتقدير كبير في الطب التقليدي لخصائصها العلاجية المزعومة. لكن هل يمكن لهذه المكونات الطبيعية، التي غالبا ما نستخدمها بكميات قليلة، أن تتداخل مع فعالية أدويتنا الحديثة؟
في التقرير التالي، نستعضر معكم 3 توابل يحذر الأطباء من تداخلها أحيانا مع بعض الأدوية، بشكل يمكن أن يؤدي إلى عواقب يجب الحذر منها.
توابل تفسد مفعول الأدوية
في عالم الأعشاب والتوابل، يبرز 3 أنواع كعناصر طبيعية تحمل في طياتها فوائد صحية واعدة، إلا أن استخدامها المتزامن مع بعض الأدوية قد ينطوي على مخاطر محتملة تستدعي الانتباه والحذر.
القرفة
دعونا نتناول القرفة كمثال. هذه التوابل العطرية، المستخلصة من لحاء أشجار القرفة، تحتوي على مركبات نشطة مثل سينامالديهيد ويوجينول وكومارين. ويستخدم زيت القرفة، المستخرج من اللحاء أو الأوراق، بشكل شائع في صناعة نكهات الطعام والعطور والمستحضرات العشبية.
وقد ربطت العديد من الدراسات بين القرفة ومجموعة واسعة من الفوائد الصحية المحتملة، فهي غنية بمضادات الأكسدة التي تحارب تلف الخلايا، وقد تساعد في تقليل الالتهابات، وتنظيم مستويات السكر في الدم، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وحتى تحسين وظائف الدماغ.
إلا أن دراسة حديثة أجرتها جامعة ميسيسيبي أثارت بعض المخاوف بشأن إمكانية تأثير القرفة سلبا على فعالية بعض الأدوية. فقد أظهرت الاختبارات المعملية أن مركب سينامالديهيد الموجود في القرفة قد ينشط مستقبلات في الجسم تسرع من عملية إزالة الأدوية، مما قد يقلل من تأثيرها العلاجي.
وعلى الرغم من أن هذا البحث لا يزال في مراحله الأولية ولم يجر اختباره بعد على البشر، إلا أنه يطرح تساؤلات مهمة حول كيفية تفاعل القرفة مع الأدوية الحديثة التي نتناولها.
من المهم أيضا الانتباه إلى نوع القرفة المستخدم. القرفة الشائعة الموجودة في معظم محلات السوبر ماركت، والمعروفة باسم قرفة كاسيا، هي أقل تكلفة وأكثر توافرا وتأتي من مناطق مختلفة في آسيا. في المقابل، قرفة سيلان، وموطنها الأصلي سريلانكا، عادة ما تكون أغلى ثمنا.
وقد أظهرت الدراسات أن قرفة كاسيا تحتوي على مستويات أعلى من مركب الكومارين الطبيعي، الذي قد يلحق الضرر بالكبد عند تناوله بجرعات كبيرة.
تجدر الإشارة إلى أن الكومارين يعتبر أيضا مضادا للتخثر، أي أنه يساعد على منع تكون الجلطات الدموية، وهي خاصية مفيدة في بعض الحالات الطبية ولكنها قد تكون خطيرة عند دمجها مع أدوية تسييل الدم مثل الوارفارين.
وقد ظهرت بعض التقارير الفردية التي تشير إلى أن تناول مكملات القرفة يمكن أن يزيد من خطر النزيف عند تناولها بالتزامن مع مضادات التخثر، ويعتقد أن ذلك يرجع إلى تأثير الكومارين على إنزيمات الكبد المسؤولة عن تكسير بعض الأدوية مثل الوارفارين.
بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن القرفة قد تتفاعل أيضا مع أنواع أخرى من الأدوية، بما في ذلك مسكنات الألم ومضادات الاكتئاب وأدوية علاج السرطان وأدوية السكري.
الكركم
يعرف الكركم بلونه الأصفر النابض بالحياة واستخدامه التقليدي في الطهي والأغراض الطبية. يحتوي هذا التابل الثمين على مركب الكركمين، الذي يحظى بتقدير واسع النطاق لخصائصه القوية المضادة للالتهابات والأكسدة.
ومع ذلك، لا يزال فهمنا لتفاعلات الكركم مع الأدوية محدودا نسبيا. تعتمد معظم المعلومات المتوفرة لدينا على دراسات أُجريت في المختبر وعلى الحيوانات، والتي قد لا تعكس دائما بدقة كيفية تفاعل هذه المادة مع جسم الإنسان.
تشير بعض الأدلة الأولية إلى أن الكركمين قد يؤثر على عملية استقلاب بعض الأدوية في الجسم، وذلك بشكل خاص عن طريق التدخل في عمل إنزيمات الكبد المسؤولة عن تفكيك هذه الأدوية.
وهذا يعني أن الكركم قد يتفاعل مع أنواع مختلفة من الأدوية، بما في ذلك مضادات الاكتئاب، وأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، وأدوية العلاج الكيميائي لمرض السرطان، وبعض أنواع المضادات الحيوية.
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الكركم خصائص طبيعية لتخفيف الدم، مما قد يعزز تأثير الأدوية المضادة لتخثر الدم مثل الوارفارين والأسبرين، وبالتالي يزيد من خطر حدوث نزيف.
وقد أشارت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أيضا إلى أن الكركم قد يساعد في خفض مستويات السكر في الدم، مما يعني أنه قد يزيد من فعالية أدوية علاج مرض السكري أو هرمون الأنسولين، ويحتمل أن يؤدي إلى انخفاض مفرط في سكر الدم.
علاوة على ذلك، فقد تبين أن الكركم يساهم في خفض ضغط الدم. وعند استخدامه بالتزامن مع أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، قد يؤدي ذلك إلى انخفاض كبير وغير مرغوب فيه في ضغط الدم.
من المهم التأكيد على أن هذه التأثيرات المحتملة ترتبط في الغالب بتناول مكملات الكركم بجرعات عالية، وليس بالكميات الصغيرة التي تُستخدم عادةً في الطهي لإضافة النكهة واللون إلى الطعام.
الزنجبيل
يعتبر الزنجبيل من التوابل الأخرى التي تحظى بتقدير كبير لفوائدها الصحية، وخاصة قدرتها على تخفيف الغثيان وتأثيراتها المضادة للالتهابات. ومع ذلك، فإن مركباته النشطة، بما في ذلك الجينجيرول، قد تؤثر أيضا على كيفية معالجة الجسم للأدوية المختلفة.
يمتلك الزنجبيل خاصية تخفيف الدم بشكل طفيف، مما يعني أن دمجه مع الأدوية المضادة لتخثر الدم قد يزيد من خطر حدوث نزيف.
أما بالنسبة لتأثير الزنجبيل على مرض السكري، فإن الأدلة العلمية لا تزال غير قاطعة. ففي حين تشير بعض الدراسات إلى أن الزنجبيل قد يساعد في خفض مستويات السكر في الدم، إلا أن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث الشاملة لفهم تأثيره بشكل كامل عند تناوله جنبا إلى جنب مع أدوية علاج مرض السكري.
في النهاية، من المهم التأكيد على إن رغم الإمكانات العلاجية الواعدة التي تحملها بعض التوابل مثل القرفة والكركم والزنجبيل، فمن الضروري توخي الحذر واستشارة الطبيب قبل تناولها بجرعات كبيرة أو استخدامها بشكل منتظم، خاصة للأشخاص الذين يتناولون أدوية مزمنة.
يمكن أن يساعدنا ذلك على لتجنب أي تفاعلات دوائية محتملة قد تؤثر على فعالية العلاج أو تزيد من خطر حدوث آثار جانبية غير مرغوب فيها.