لايف ستايل

مجلة سيدتي

صحة و جمال

ما هو أثر القهوة على مقاومة الأنسولين؟ دراسات علمية تُجيب

ما هو أثر القهوة على مقاومة الأنسولين؟ دراسات علمية تُجيب

klyoum.com

ارتبط استهلاك القهوة بانخفاض خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وفق بعض الدراسات الرصدية الصغيرة.

وقد أظهرت دراسة كورية كبيرة أن شرب القهوة السوداء، وخاصة بين النساء، ارتبط بتحسين التحكم في الجلوكوز وانخفاض مقاومة الأنسولين، مما يسلط الضوء على الدور المحتمل للقهوة في الصحة الأيضية.

لكن لدى مرضى السكري، فإن القهوة قد ترفع من نسبة السكر في الدم بعد تناول الطعام، وفق دراسات أخرى.

فما هو أثر القهوة على مقاومة الأنسولين؟.. إليك الإجابة وفق الدراسات المتوافرة:

القهوة أكثر السوائل استهلاكاً حول العالم؛ إلا أن الدراسات الحالية أظهرت نتائج متباينة حول تأثيرها الصحي، وفق موقع News Medical Life sciences.

رغم أن كل كوب إضافي من القهوة قد يُقلل من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بنسبة 6%، بغض النظر عن احتوائه على الكافيين، إلا أن الأمر لا يزال غير واضح تماماً.

وقد أفادت دراسات سابقة أُجريت في المختبر وفي الجسم الحي أن البوليفينولات الوفيرة في القهوة يُمكن أن تُحسّن حساسية الأنسولين، وهو أمر بالغ الأهمية لتجنّب الوصول إلى مرض السكري وتقليل مقاومة الأنسولين.

رأي طبيبة حول الصلة بين القهوة والأنسولين

"سيّدتي" توجهت بالسؤال إلى الدكتورة نيفين بشير ( (أستاذة محاضرة ودكتورة في علم التغذية وتنظيم الوجبات واختصاصية بالكيمياء العضوية وحائزة على دكتوراه في الهندسة الغذائية والبيوتكنولوجيا) حول علاقة القهوة بمستوى الأنسولين فأجابت:" الكافيين يرفع مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم، وبالتالي يمكن أن يؤثر في قدرة الجسم على خفض الوزن، ويؤدي إلى ما يسمى inhibition of glucose uptake من العضلات، مما يمكن أن يؤثر على الأنسولين، حيث يُمكن أن يصبح الشخص الذي يتناول القهوة بإفراط خلال النهار وعلى المدى الطويل، مصاباً بما يسمى بمقاومة الأنسولين.

وخصوصاً الأشخاص الذين يتناولون القهوة مع السكر، فهم بذلك يزيدون من الحالة سوءاً ويصبح تأثير الكافيين مزدوجاً، وذلك من خلال السكر الذي يؤثر بالطبع على مستويات الأنسولين وقد يؤدي إلى مقاومة الأنسولين ورفع مستوى السكر في الدم".

القهوة والسكر في الدم

تناول الكوريون، من عينة الدراسة التي تعود إلى عدة سنوات، 315 غراماً من إجمالي السوائل للفرد، منها 108 غرامات من القهوة.

تُستهلك أنواع مُختلفة من القهوة في كوريا الجنوبية، ويُشكل مزيج القهوة سريعة التحضير، الغني بالسكر والأحماض الدهنية المُشبعة، جزءاً كبيراً من سوق القهوة الكوري.

وحتى الآن، لم تُراعِ سوى دراسات قليلة نوع القهوة عند تقييم العلاقة بين تناول القهوة واستقلاب الجلوكوز.

تم الحصول على البيانات من المسح الوطني الكوري للصحة والتغذية (KNHANES) بين عامي 2019 و2021. وسؤِل ما مجموعه 7453 بالغاً تتراوح أعمارهم بين 19 و 64 عاماً عن كمية القهوة التي يتناولونها ونوعها على مدار 24 ساعة.

كان نوع القهوة المُبلغ عنه إما قهوة سوداء أو قهوة مع سكر و/أو مع كريمة. صُنف المشاركون الذين يشربون القهوة كالآتي:

في الدراسات الوبائية واسعة النطاق، يُقاس معدل مقاومة الأنسولين عادةً باستخدام نموذج تقييم التوازن الداخلي لمقاومة الأنسولين (HOMA-IR). وقد ارتبطت قيم HOMA المرتفعة تاريخياً بزيادة خطر الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي مثل ارتفاع ضغط الدم وداء السكري من النوع الثاني.

وفي الدراسة الحالية، تحقق الباحثون في تأثير استهلاك القهوة على مختلف علامات أيض الجلوكوز، بما في ذلك الهيموجلوبين A1c (HbA1c)، وHOMA-IR، وHOMA-β، والجلوكوز الصائم، ومستويات الأنسولين الصائم.

قد تهمك قراءة فوائد القهوة العربية للنساء.. لن تصدقي مفاعيلها

نتائج دراسة حول تناول القهوة ومقاومة الأنسولين

ارتبط تناول كوبين من القهوة يومياً بانخفاض خطر ارتفاع مستوى الأنسولين الصائم (HOMA-IR) بنسبة 23%.

بالنسبة للقهوة السوداء، انخفضت مستويات HOMA-IR والأنسولين الصائم بنسبة 26 و21% على التوالي لدى من تناولوا كوباً واحداً أو أقل من القهوة السوداء يومياً.

لم يُلاحظ أي انخفاض ملحوظ في مستويات HOMA-IR أو الأنسولين الصائم لدى من تناولوا كوبين أو أكثر من القهوة يومياً. ولم يؤثر إضافة السكر و/أو الكريمة إلى القهوة على هذا الارتباط.

أظهرت النساء اللواتي شربن كوبين أو أكثر من القهوة تحسناً ملحوظاً في مستويات HOMA-IR والأنسولين الصائم بنسبة 27 و30% على التوالي.

وتضاعفت هذه الفوائد لدى النساء اللواتي تناولن ثلاثة أكواب أو أكثر يومياً، حيث انخفض مستوى HOMA-IR والأنسولين الصائم بنسبة 34 و36% على التوالي.

ولم يُلحظ أي فارق يُذكر في مستويات HOMA-IR أو الأنسولين الصائم عند إضافة السكر و/أو الكريمة.

ومع ذلك، أظهرت النساء اللواتي شربن القهوة السوداء مقاومةً أفضل للأنسولين وأيضاً للجلوكوز مقارنةً بمن أضيف إليهن السكر و/أو الكريمة.

وارتبط تناول كوبين من القهوة السوداء يومياً بانخفاض بنسبة 36% في كل من مستويات HOMA-IR والأنسولين الصائم.

قد تُعزى الاختلافات الملحوظة بين الجنسين إلى اختلاف مستويات الجلوبيولين الرابط لهرمون (SHBG)، وهي منخفضة لدى العديد من مرضى السكري من النوع الثاني، ولكنها أعلى لدى النساء بسبب وجود هرمون الاستروجين.

كما أن النساء أقل عرضة للتدخين، مما قد يُعزز دور النظام الغذائي في الحفاظ على استقلاب الجلوكوز.

لم يُربط أي اختلاف كبير في HbA1c أو HOMA-β باستهلاك القهوة، مما يُؤكد نتائج دراسات سابقة.

تُقلل القهوة من مؤشرات استقلاب الجلوكوز عن طريق تحسين حساسية الأنسولين بدلاً من تعزيز وظيفة خلايا بيتا. وقد افترض الباحثون أن هناك عدة آليات مختلفة قد تكون على صلة في تأثيرات القهوة المضادة للسكري، ويُعزى بعضها إلى الخصائص المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة للكافيين ومركّبات القهوة الأخرى، وانخفاض امتصاص الجلوكوز، وانخفاض إطلاقه من الكبد.

يرتبط تناول كوبين أو أكثر من القهوة السوداء يومياً بمقاومة الأنسولين لدى النساء الكوريات. لكن تبقى هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات المستقبلية للتحقق من صحة هذه النتائج.

كيف يؤثر الكافيين على سكر الدم؟

تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني يتفاعلون مع الكافيين بشكل مختلف. يمكن أن يرفع الكافيين مستويات السكر في الدم والأنسولين لدى المصابين بهذا المرض، وفق WebMD.

أجرى أحد الأبحاث دراسة على أشخاص مصابين بداء السكري من النوع الثاني تناولوا حبة كافيين بتركيز 250 مليغراماً على الإفطار وحبة أخرى على الغداء. هذه الكمية تعادل شرب كوبين من القهوة تقريباً مع كل وجبة.

والنتيجة: ارتفع سكر الدم لديهم بنسبة 8% مقارنةً بالأيام التي لم يتناولوا فيها الكافيين. كما ارتفع مستوى السكر لديهم بنسبة أكبر بعد كل وجبة.

يعود ذلك إلى أن الكافيين يمكن أن يؤثر على كيفية استجابة الجسم للأنسولين، وهو الهرمون الذي يسمح للسكر بدخول الخلايا وتحويله إلى طاقة.

قد يقلل الكافيين من حساسية الأنسولين. هذا يعني أن خلايا الجسم لا تتفاعل مع الهرمون بنفس القدر الذي كانت تتفاعل به سابقاً. فهي لا تمتص نفس القدر من السكر من الدم بعد الأكل أو الشرب. هذا يدفع الجسم إلى إنتاج المزيد من الأنسولين، وبالتالي ترتفع مستوياته بعد الوجبات.

إذا كنتِ مصابة بداء السكري من النوع الثاني، فإن جسمك لا يستخدم الأنسولين جيداً. بعد الوجبات، يرتفع مستوى السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي. قد يُصعّب الكافيين خفضه إلى المستوى الصحي، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مفرط في مستوى السكر في الدم. مع مرور الوقت، قد يزيد هذا من احتمالية إصابتك بمضاعفات داء السكري، مثل تلف الأعصاب أو أمراض القلب.

*ملاحظة من "سيّدتي" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.

*المصدر: مجلة سيدتي | sayidaty.net
لايف ستايل على مدار الساعة