لايف ستايل

فوشيا

مشاهير

مها المصري: لا أبحث عن الحضور بل القيمة.. وعائلتي مصدر سعادتي

مها المصري: لا أبحث عن الحضور بل القيمة.. وعائلتي مصدر سعادتي

klyoum.com

استطاعت الفنانة السورية القديرة مها المصري أن تحجز لنفسها مكانة خاصة في قلوب المشاهدين عبر مسيرة غنية بالنجاحات، جمعت فيها بين قوة الحضور ورهافة الإحساس، قدمت خلالها أدواراً خالدة وشخصيات تنبض بالحياة وتلامس الإنسان، بأداءٍ وصل إلى الوجدان وترك أثراً لا يمحى في ذاكرة الجمهور.

في حوار الأسبوع مع موقع "فوشيا"، تحدثت مها المصري عن رحلتها الفنية الطويلة، مع إضاءة على بعض جوانب حياتها الخاصة.

مها المصري لـ"فوشيا": رحلتي مع الفن لم تكن مفروشة بالورود

تمتد مسيرتك الفنية لأكثر من أربعة عقود، كيف تصفين هذه الرحلة؟

رحلتي مع الفن لم تكن مفروشة بالورود، بل مليئة بالتحديات واللحظات التي اختبرت شغفي وإصراري. منذ بداياتي كنتُ مؤمنة أن الفن ليس مجرد ألوان على لوحة أو صوت على مسرح، بل رسالة وإحساس وحكاية تلامس القلوب. تعلمتُ أن الصبر مفتاح النجاح، وأن الفشل أحياناً يكون معلماً أعظم من النجاح. مررتُ بلحظات شك، لكنني في كل مرة كنتُ أعود لأكتشف أن الفن هو المتنفس الذي يمنحني حياة جديدة. كبرتُ مع جمهوري وكبر جمهوري معي، وكل عمل قدّمته كان ثمرة تجربة ومرحلة من حياتي، يحمل جزءاً من روحي وذكرياتي. واليوم، عندما أنظر إلى الوراء، لا أرى مجرد مسيرة فنية، بل حياة مليئة بالشغف، بالدموع والابتسامات، بالسهر والعمل الشاق، وباللحظات التي تجعل كل التعب يستحق العناء. الفن كان بيتي وملاذي، وسيبقى دائماً صوتي الذي لا يخبو، وجسري نحو الخلود.

غبتِ لموسمين متتالين عن الشاشة، فما الأسباب؟

الغياب كان نتيجة مزيج من الأمور، منها رغبتي في منح نفسي بعض الراحة وإعادة شحن طاقتي، وأيضاً لأن بعض العروض لم تتوافق مع ما أبحث عنه من قيمة فنية حقيقية. وبكل الأحوال، غيابي لا يعني النهاية، فالفن لا يقاس بعدد الظهور. قد أغيب أحياناً بسبب ظروف شخصية، أو لأنني أرفض تقديم دور لا يليق بتاريخي وجمهوري.

هل تلقيتِ عروضاً لأعمال فنية واعتذرتِ عنها؟

نعم، حصل ذلك عدة مرات. السبب كان دائماً أن الدور لم يكن يضيف إلى مسيرتي أو لا يتوافق مع رؤيتي الفنية، فأنا اليوم أكثر حرصاً ومسؤولية في الاختيار.

ما المعايير التي تدفعك لقبول أو رفض دور معين؟

أبحث عن النص الجيد، وعن شخصيات عميقة، ومنتج يحترم الفنان. لا أقبل بالأدوار السطحية أو التي لا تضيف قيمة، بعد هذه السنوات، لكل دور أقدّره وقيمته الفنية. لا أبحث عن أي دور لمجرد الحضور، بل عما يترك بصمة في وجدان الجمهور.

برأيك، هل الدراما السورية تهمش نجومها المخضرمين؟

بصراحة، هناك توجه نحو الوجوه الشابة، وهذا طبيعي في أي صناعة فنية، لكنني أؤمن أن الخبرة والتجربة لها مكانة دائمة، والجمهور يقدّر من منحوا الدراما روحها عبر السنين. ولا يمكن القول إن جميع المخضرمين مهمّشون بشكل مطلق.

هل لا زال لديك صداقات تجمعك مع بعض الزميلات؟

بالطبع، بعض الصداقات تبقى رغم مرور السنوات والتغيرات في الحياة والعمل. الفن عالم مليء بالتقلبات والمنافسة، لكن هناك روابط صادقة تتجاوز كل ذلك. الصديقات اللواتي تشاركنا معاً لحظات الإبداع والتحدي ما زلن جزءاً من حياتي.

مها المصري: "الفصول الأربعة" مرآة حقيقية للمجتمع السوري

تشاركين صوراً من مسلسل "الفصول الأربعة" دوماً، هل لديك حنين دائم لهذه الحقبة؟

بلا شك، "الفصول الأربعة" كان تجربة فنية وثقافية مهمة، والجمهور تعلق بها. الصور مجرد تذكار لمرحلة مليئة بالإبداع والعمل المشترك الرائع. هذا العمل كان مرآة حقيقية للمجتمع السوري، أظهر العلاقات الأسرية والتحديات اليومية بأسلوب واقعي مؤثر. وسيبقى خالداً في ذاكرتي وذاكرة الجمهور.

هل يمكن للدراما اليوم أن تقدم أعمالاً بجماهيرية تمتد كل هذه السنوات؟

الذوق والجمهور تغيّرا اليوم، لكن النص الجيد والتمثيل المبدع يخلقان دائماً جمهورهما. وأعتقد أن الدراما السورية تمتلك الخبرة والقدرة الإبداعية لتقديم أعمال مشابهة، بشرط الالتزام بالعناصر الفنية الجيدة.

هل تتابعين بعض الأعمال المعربة؟

أحياناً بحسب الوقت المتاح، لكنني أركز أكثر على الدراما العربية لأنها الأقرب لواقعنا الثقافي. هذا النوع من الدراما يشكل تجربة مهمة ومشجعة، وأنا أؤمن بأن كل عمل درامي جيد يمكن أن يجد مكانه، لكن السر يكمن في الواقعية والإخراج المتقن. وربما أشارك في الدراما المعربة إذا قُدم لي نص جيد، فأنا منفتحة على أي تجربة جديدة تحمل قيمة فنية تصل للجمهور بصدق.

اتجهتِ إلى عالم البزنس وافتتحتِ صالون تجميل، لماذا لم تستمري؟

الصراحة، لم أشعر بالشغف الكافي لهذا المجال، وحبي للفن كان دائماً أكبر. إضافة إلى أن المشروع يتطلب متابعة يومية ووقتاً مفتوحاً، وهو لم يكن متاحاً لي.

ما سر محافظتك على لياقتك حتى الآن؟

الأمر يعود أساساً إلى الانتظام بممارسة الرياضة، مع تناول الغذاء الصحي قدر الإمكان، وهو جزء من اهتمامي بصحتي.

كيف تبدو حياة مها المصري اليوم بعيداً عن الشاشات وخلف الكواليس؟

هادئة ومستقرة، أستمتع بالقراءة والسفر وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، وأمارس هواياتي التي لم تسمح بها الانشغالات السابقة.

مها المصري: دخلت عالم "التيك توك" بناء على رغبة المتابعين

الفصول الأربعة الجزء الثاني حلقة أربع عيون إخراج الرائع الرحل حاتم علي تأليف دلع الرحبي وريم حنا #إجتماعي #سوريا #أحلى الذكريات

نلاحظ تواجدك الدائم مع أولادكِ وشقيقاتكِ، كم تأخذ الحياة العائلية حيزاً من وقتك؟

الحياة العائلية تحتل جزءاً كبيراً من يومي، فهي مصدر سعادتي وراحتي، ومن دونها لا أستطيع الشعور بالتوازن النفسي. عائلتي أولوية كبرى، وهي مصدر الحب والدعم والأمان. أحاول دوماً أن أكون موجودة مع أفراد عائلتي، أشاركهم اللحظات السعيدة وأقف إلى جانبهم في الصعوبات.

تعرضت ابنتك ديما بياعة لانتقادات بسبب بث مباشر على السوشيل ميديا، ما تعليقك؟

الموضوع كان سوء تفاهم. ابنتي ديما لم تخرج ببث مباشر كما قيل، بل أعادت نشر منشور تداوله كثيرون قبلها. لكن بعض الأشخاص استغلوا الأمر للتحريض ونشر الشائعات لغايات نجهلها. وأنا متأكدة أن من يسيء من وراء الشاشات هم مجموعة من الصغار الذين يرون أنفسهم قضاة على مواقع التواصل الاجتماعي. ديما وضحت الأمر بنفسها، لكن الافتراء ازداد بعد كل توضيح بكثير من الكلام الفارغ.

لماذا قررتِ دخول عالم "تيك توك"؟

دخلت عالم "التيك توك" بناء على رغبة المتابعين الذين ألحوا عليّ للانضمام، بهدف التواصل معهم. وبالفعل وجدتُ متعة في هذا التواصل من خلال المواضيع المطروحة، لأنني حريصة على الظهور اللائق بعيداً عن الجولات والأحكام وتلك الأمور، مع الحفاظ على شخصيتي واحترامي. لذلك لم أظهر يوماً لمجرد الظهور فقط. بل أقدّم محتوى هادفاً عن أعمال وذكرياتي الفنية، ولم ولن أتطرق أبداً إلى حياتي الخاصة.

لكن بعض الفنانين ينتقدون دخول النجوم لعالم "التيك توك"!

أحترم جميع الآراء، علماً أن كثيراً من الفنانين المهمين يتواصلون عبر "التيك توك"، ولم أشعر أن ذلك يقلل من قيمة الفنان أو من مسيرته الفنية.

هل هناك أي أعمال فنية مقبلة؟

هناك بعض النقاشات حول مشاريع مستقبلية، وإذا وجدت النص الجيد والظروف المناسبة، فأنا مستعدة للعودة للتصوير في سوريا بكل حب واعتزاز.

*المصدر: فوشيا | foochia.com
لايف ستايل على مدار الساعة