دينا عبد الله: الطفلة المعجزة التي تربّت في حضن الكبار.. وتشتاق للكاميرا من جديد
klyoum.com
أخر لايف ستايل:
مصر- مد ساعات العمل ببعض فروع البنوك حتى الـ5 مساءدينا عبدالله، الطفلة المعجزة التي خطفت قلوب المشاهدين بأدائها البريء والمؤثر في فيلم "الحفيد"، تظل واحدة من أبرز الوجوه الفنية في مصر بعد نجاحها المبهر في طفولتها، استمرت دينا في مسيرتها الفنية وقدمت العديد من الأعمال كممثلة شابة، محاولةً بذلك الحفاظ على مكانتها في الوسط الفني، ومع ذلك، وبعد فترة من النشاط الملحوظ، اتجهت دينا لمجال الإعلام، حيث قدمت برنامج "حبيب الملايين" لمدة 7 سنوات، والذي كان مخصصاً لتكريم كبار النجوم وتسليط الضوء على إنجازاتهم الفنية.
وخلال هذه الفترة، استضافت العديد من عمالقة الفن، وقدمت لهم الاحترام والتقدير في حياتهم المهنية، وبعد ذلك، اختفت دينا عبدالله عن الأضواء، تاركةً وراءها تساؤلات حول مسارها الفني وما آلت إليه حياتها بعد ذلك... "سيدتي" تستعيد معها مسيرتها التي تركت أثراً كبيراً في قلوب الملايين.
دينا عبد الله
في البداية.. سألناها كيف كانت بدايتك في السينما كطفلة؟
قالت قبل فيلم الحفيد قدمت فيلم السلم الخلفي، وكان دور خادمة صغيرة لا تتجاوز 3 سنوات، وكان الفيلم يقدم حياة الخادمات مع اختلاف سنهن وطبيعتهن، وكان دوري صعباً للغاية، الخادمة الصغيرة التي تعامل معاملة قاسية من سيدة المنزل حتى تلقى حتفها وتموت بعد وقوعها من شباك المنزل، وقد تم ترشيحي عن هذا الدور لجائزة الطفلة المعجزة من وزير الثقافة وقتها، لكن للأسف لم يتمكنوا من الوصول لنا، كنا مسافرين، بعد ذلك رشحت لفيلم الحفيد، وكان المخرج عاطف سالم صديقاً للعائلة، وبعد الحفيد رشحت مرة أخرى من وزير الثقافة لمنحي جائزة الطفلة المعجزة، وحصلت عليها لنجاحي في دوري في فيلم الحفيد.
أنت من أسرة فنية، فأختك الكبرى هي أيضاً الطفلة المعجزة إيناس عبد الله... كيف دخلتما للوسط الفني؟
كانت البداية بأختي إيناس، فقد سبقتني بسنوات، فأمي كانت تحب التمثيل وأثناء دراستها في الجامعة كانت وقتها فكرة التمثيل مرفوضة من جدي لأنه كان يعمل مستشاراً، وكان حازماً جداً، كانت أمي تقوم بالتمثيل في كلية الحقوق في مسرح الجامعة وأخواها الاثنان يدرسان في ألمانيا، حيث تم ترشيح أحدهما لمنصب ثقافي كبير، وكان يجري لقاء في التلفزيون، فقال لأخته -أي أمي- أن تأتي معه لأنها تحب الإعلام، وذهبت أمي معه، وكانت إيناس معها -وكان سنها يبلغ من العمر ثلاث سنوات- ذهبوا للسيدة همت مصطفى وكانت في ذلك الوقت رئيس التلفزيون ولمحت همت مصطفى إيناس ورأت أن لديها ميولاً فنية، فقالت لأمي بنتك لازم تمثل، ثم دخل مخرج عند همت مصطفى وعرض عليها رواية أبطالها ثلاثة منهم طفلة، ثم قال المخرج لأمي إنه يرشح إيناس لدور الطفلة في الرواية، ولكن أبي رفض لأننا كنا ندرس في مدارس فرنسية راهبات، وكانت مدارس صعبة وتحتاج مذاكرة وتحتاج تفرغاً، ووالدي كان يعمل وكيل نيابة، فكان يقول لأمي كيف تمثل ابنتي، ولكن أمي أقنعته، وبدأت إيناس تمثل وتصبح طفلة مشهورة، ثم جاءت بعد ذلك أختي إيمان والتي تعمل صحفية في جريدة الأخبار مثّلت عملاً واحداً فقط، ولم تكمل المسيرة لأنها لم تحب الفن، ثم جاء دوري وعرض علي دور في فيلم السلم الخلفي، ونجح الفيلم نجاحاً كبيراً، وكان دوري مؤثراً جداً فيه، بعدها أسند لي المخرج عاطف سالم دوراً في فيلم الحفيد، وكان صديقاً للعائلة، وكنت أمثل مع كبار الفنانين كالأستاذ مدبولي ومدام كريمة مختار، وجميعهم اعتبروني ابنتهم المدللة، يعاملونني بدلع، ويفرحون لوجودي وأحياناً يعطونني شيكولاته أو آيس كريم أو الأشياء التي يحبها الأطفال.
أما المخرج عاطف سالم، فقد كان بعد كل مشهد يصفق لي ويقبلني، فقد كان يقول لي أنت تمثلين بتلقائية وبراءة شديدة، فقد كنت أظهر على شاشة السينما شقية، وأتكلم كثيراً رغم أنني في الواقع هادئة جداً ومؤدبة جداً، وكنت في المدرسة من أشطر البنات، كان التمثيل بالنسبة لي ونجاحي فيه، يحفزني كي أذاكر أكثر وأحقق نجاحاً أكبر في دراستي، نشأت وسط الفنانين الكبار، وعندما كبرت، كنت كلما قابلت أستاذ نور الشريف أو مدام ميرفت أمين أو أستاذ مدبولي أو طنط كريمة، يقولون لي بنتنا اللي كانت طفلة وربناها على إيدينا كبرت، وبقت مدموازيل.
بعد ذلك قدمتِ فيلم أميرة حبي أنا مع السندريلا سعاد حسني، وكنت تقومين بدور أختها الصغرى... ما الذي تبقى في ذاكرتك من مشهد تصفيفها لشعرك وكانت تبكي؟
وقتها كان عمري ست سنوات، عندما جسدت دور الأخت الصغرى للفنانة الكبيرة سعاد حسني في فيلم أميرة حبي أنا، لن أنسى أبداً هذا المشهد الذي تألمت فيه كثيراً عندما كانت تصفف شعري، وكانت مندمجة اندماجاً شديداً وتبكي كما كتب المشهد، لكنني كنت أصبر على الألم، وتحملت بشكل كبير حتى لا تفقد اندماجها، حتى قال المخرج حسن الإمام ستوب، انفجرت في البكاء من طول صمتِ الألم الذي شعرت به في هذا المشهد، وبعد انتهاء المشهد أخذتني الفنانة سعاد حسني في حضنها، فقد كانت طيبة القلب وجميلة الروح، واعتذرت لي واعتذر لي كل فريق العمل واحتضنوني وأحضروا لي آيس كريم حتى يتم تهدئتي، سعاد حسني كانت فعلاً حنونة وطيبة، ودائماً تقابلني بابتسامتها الساحرة وتحتضنني، وهذا ما حدث في مشهد آخر أقول لها عايزة مايوه بيكيني... بعد المشهد قالت لي أنت سكر وجميلة واحتضنتني، وقالت لي هذا المشهد من أجمل المشاهد التي صورتها معك.
ومن الذكريات التي لا أنساها، أن الفنان مصطفى فهمي رحمه الله كان مدير تصوير فيلم أميرة حبي أنا، وكان يداعبني، وكان أحياناً كثيرة مع المخرج حسن الإمام يشرحون لي المشهد، وأفهمه جيداً، وكان طيب القلب وكان يداعبني كثيراً، والمفارقة أني مثلت أمامه عندما كبرت في مسلسل باب النجار ونقوش من ذهب وعطاء بلا حدود، وكنت أقدره وأحبه كثيراً، ومثلت أيضاً مع الفنان حسين فهمي عندما كبرت في فيلم ليالي ياسمين، وكنت أقوم بدور ابنته في الفيلم.
محطة أخرى نتوقف فيها مع دينا عبد الله وهي فيلم عالم عيال عيال، ماذا عن ذكرياتك في هذا الفيلم؟
قالت: لم أنس أبداً إمبراطور السينما رشدي أباظة الذي مثلت معه، فيلم عالم عيال عيال، وأتذكر أن المخرج عمر عبد العزيز كان مساعداً لشقيقه المخرج محمد عبد العزيز مخرج فيلم عالم عيال، حيث حكى لي أن رشدي أباظة كان يقول لهما البنت الجنية دي بتخطف الكاميرا مني، وكان رشدي أباظة مشهوراً بأنه يخطف الكاميرا من أي ممثل، كان الفنان رشدي أباظة كريماً وحنوناً أتذكر أنه كان يضحك معي ويداعبني وكان كريماً جداً، ويحضر ولائم لفريق العمل وعمال الاستوديو بصفة دائمة، ولا أنسى أبداً المشهد الذي جمع بيني وبين رشدي أباظة وسمير غانم والفنانة سميرة أحمد، عندما دخل علينا الفنان سمير غانم كطبيب، وكان له بعض القفشات المضحكة، وقال في المشهد الهكسوس... أنتم الهكسوس... في هذه اللحظة لم أكن أعي أو أفهم لماذا وقع رشدي أباظة من الضحك، وكان المخرج محمد عبد العزيز يقول له ستوب، ويعيد المشهد، مرات ومرات... ولكن عندما كبرت فهمت جيداً الإفيه الذي أراد الفنان سمير غانم أن يقوله، وعندما استضفت الفنان سمير غانم في برنامج حبيب الملايين تذكرنا هذا المشهد جيداً وضحكنا.
إليك "سيدتي" في منزل عبد الحليم حافظ مع المخرج محمد كمال الشناوي
الفنانة مديحة كامل... قمتِ بالتمثيل أمامها في فيلم الاحتياط واجب وكان عمرك 12 عاماً وفيلم آخر عندما كبرتِ وكنت في الجامعة هو فيلم المزاج... ماذا عن ذكرياتك مع هذه الفنانة الجميلة؟
مديحة كامل كانت جميلة الروح طيبة القلب، مثلت أمامها وأنا عمري 12 عاماً فيلم الاحتياط واجب مع الفنان أحمد زكي، وفي هذا الوقت كانت الفنانة مديحة كامل تنتج بعض الأفلام مدبلجة للأطفال، وكنت أنا أقوم بدور البطولة فيها، ثم مثلت معها فيلم المزاج وكنت وقتها طالبة في الجامعة، وكانت تعتبرني مثل ابنتها ميريهان، وكنت أنا وابنتها قريبتين في السن، وتصادقنا أنا وميريهان، وكانت مديحة كامل سعيدة بهذه الصداقة، لأنها كانت تراني بنتاً متربية ومؤدبة ومن بيت مبادئ وأصول وكانت تحبني لأنها كانت تربي ميريهان على القيم والمبادئ... قبل فيلم المزاج، عرض علي أفلام فيها قبلات وارتداء مايوه فرفضتها جميعاً، وكانت لي بعض الشروط في أي دور، ولهذا رفضت أفلاماً كثيرة، كان من الممكن أن تجعلني من نجمات الصف الأول... في مرحلة الجامعة كانت المرحلة الذهبية بالنسبة لي، قمت بتمثيل مسلسلات بنات الأصول ومسلسل غلط البنات والكهف والوهم والحب وفيلم المزاج وغيرها من الأعمال، فقد عملت مع كبار المخرجين والمؤلفين.
مرحلة مسلسل ليالي الحلمية كانت من أجمل المراحل التي مثلت فيها، فقد عملت مع المخرج الكبير إسماعيل عبد الحافظ، والذي أضاف لي الكثير بجانب أنني كنت في غاية السعادة بعملي مع الفنانة لوسي، وكنت أقوم بدور ابنتها في مسلسل ليالي الحلمية، فهي كانت من الشخصيات الجميلة الحبوبة طيبة القلب كثيراً، وكانت تشجعني بشكل كبير وعملت أيضاً مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ في مسلسل شراقي، وتوالت أمالي بعد ذلك.
بعد تخرجي كنت دائماً أنظر للفن على أنه هواية وليس وظيفة، وهكذا غرس أبي وأمي فيّ هذه الفكرة، أي أن الفن هواية نقدم الأعمال التي نشعر بأنها ستضيف لي أو أنني أحب الدور، وأن أعمل في الفن في الوقت المناسب لظروفي ووقتي.
قمتِ باحتراف العمل الإعلامي كمذيعة حوالي سبع سنوات، عندما قدمتِ برنامجك الناجح حبيب الملايين، وكنتِ تعتمدين على استضافة كبار النجوم لتكريمهم في حياتهم... ما ذكرياتك عن هذا البرنامج؟
هذا البرنامج كنت أقدمه كرسالة، فأنا أريد أن أكرّم النجوم الكبار في حياتهم، وحصلت على تقدير كأحسن مذيعة في الوطن العربي بفضل هذا البرنامج، وكنت في حواراتي مع النجوم الكبار أكون معتدلة في الأسئلة ولا أجرح أو أتدخل في خصوصيات حياتهم، كما يفعل البعض، والحمد لله كنت أسجل مع كل فنان بالحلقتين والثلاثة، وأحياناً خمس ساعات وكنا نذيع الحلقات، ممكن حلقات فنان واحد يكون على نص شهر أو على شهر كامل، فهذا البرنامج أعتبره أرشيفاً لهؤلاء الفنانين الكبار، أرشيف كامل عن حياتهم وعن محطاتهم الفنية، أرشيف ممكن يرجع إليه كثير من العاملين في مجال الإعلام، فقد قمت باستضافة عدد كبير من النجوم مثل عبد المنعم مدبولي وعمر الحريري وعزت العلايلي وكمال الشناوي ولبنى عبد العزيز وصباح وشويكار وعبد الرحمن الأبنودي والدكتورة عبلة الكحلاوي وسمير غانم ولبلبة ونيللي، ولا أنسى الحلقة الأولى التي قدمتها مع الراحل عبد المنعم مدبولي، وكانت أولى حلقات البرنامج، وقلت له أثناء الكواليس أنا خايفة يا بابا جداً، فقال لي طبيعي أنت خائفة وأنا مرعوب، فقد أعطاني رسالة من خلال هذه الجملة أن من يخاف هو الذي ينجح، ولكن الثقة الزائدة هي بداية الفشل.
منذ 10 سنوات وأنت بعيدة عن التمثيل، وكنتِ متواجدة كمذيعة وبعد ذلك ومنذ أربع سنوات أصبحت ترفضين حتى تقديم البرامج... لماذا هذا الابتعاد؟
منذ 10 سنوات انشغلت بعمل الماجستير والدكتوراه، وسافرت للخارج وتمت خطبتي ولكن لم تكلل بالزواج، وكنت أعتذر عن أي دور يعرض علّي في ذلك الوقت، بدأت أقول للوسط الفني أنني سأكون مذيعة فقط، وسأبتعد عن التمثيل وبالفعل نجحت بالإعلام كمذيعة، وكنت أقوم بتدريس الإعلام في بعض الجامعات الخاصة. في هذه الفترة ظهرت فنانات جديدات وانشغلت بمرض والدي فتوقفت عن عملي كمذيعة، وكنت أرفض عروض بعض البرامج، فأنا أهلي رقم واحد في حياتي، والآن أنا أعيش مع أمي أرعاها، ولكني أشتاق كثيراً للتمثيل، ولو عرض عليّ دور مناسب لتاريخي، فلن أتردد، والتمثيل وحشني جداً أيضاً اشتقت للعمل الإعلامي وتقديم البرامج، فقد قدمت برامج ناجحة.
من هم النجوم المفضلون لك وتحبين الوقوف معهم أمام الكاميرات؟
أتمنى أمثل أمام أحمد عز وكريم عبد العزيز وأحمد السقا ومحمد رمضان ومصطفى شعبان، ومن الممثلات أتمنى الوقوف أمامهم جميعاً، فكلهن موهوبات، ولديهن نضوج كبير، وأحب أن أوجه التحية لسيادة المستشار تركي آل شيخ هذا الرجل الذي أحترمه كثيراً، فهو يحب المصريين ويقوم بتكريم فناني الزمن الجميل بكل حب وتقدير، وأتمنى تقديم عمل درامي أقوم بتأليفه وانتهيت من كتابة عدة حلقات منه، يدور عن حالة التآخي بين مصر والسعودية.
"هكذا كانت دينا عبد الله... الطفلة التي نشأت في بيت الفن وتربت على أيدي الكبار، ونضجت بين عدسات الكاميرا ووهج الأضواء، لتصبح نموذجاً للفنانة المثقفة، التي اختارت أن تسير بخطى ثابتة، بعيداً عن الضوضاء، محافظة على مبادئها واختياراتها، وبين حنينها للتمثيل، واشتياقها للكاميرا، ووفائها لأسرتها، تبقى دينا عبد الله صورة جميلة في ذاكرة المشاهد العربي، تحمل في ملامحها رقة الطفولة، ونضج التجربة، وصدق الحضور، ونحن في سيدتي ننتظر عودتها إلى الشاشة، سواء كممثلة أو مذيعة، لتضيء مجدداً كما أضاءت من قبل".
من عالم الفن ما رأيك بالاطلاع على هذا اللقاء مع جيهان عبدالمنعم أخت السندريلا