درويش … كسر تابوه البطولة المطلقة وهل كل ما هو قديم يلمع؟
klyoum.com
أخر لايف ستايل:
نجاة الفنانة ليلى علوي من حادث سير مروعيقول المثل الإنجليزي: Old is gold أي كل ما هو قديم ذهبي، ربما لذلك نميل للحنين إلى الماضي ويلعب الكثير من الفنانين على هذه الفكرة، ولذلك جذب برومو فيلم درويش الناس حيث تعود أحداثه لأربيعنات القرن الماضي وخاصة أن فريق العمل يحمل أسماءً كبيرة وذات موهبة حقيقية.
وعلى ذكر فريق العمل، فينجح المخرج وليد الحلفاوي في استغلال فريقه الموهوب بكل عمل استغلالا جيدا، ويمشي على كسر فكرة البطولة المطلقة والتي يصر البعض على التمسك بها فيما لا يعرفون أن نادرا ما يحافظ النجم على كونه نجما في الصف الأول وبطلا فريدا لكل عمل، والاعتماد على فنانين أصحاب أسماء كبيرة بجواره فيه أمان لاستمرارية النجم كنجم شباك.
فبطل فيلم درويش هو الفنان عمرو يوسف الذي يأخذنا مع درويش في رحلة مشوقة بالعودة للماضي في فيلم يجمع بين نوعية أفلام اللايت كوميدي والأكشن.
وتليه في البطولة بأداء مميز الفنانة دينا الشربيني التي تلعب دور زبيدة، ثم تأتي أسماء المواهب الكبيرة بعدهما مثل: خالد كمال، محمد شاهين، ويليهما استغلال المواهب الشابة: تارا عماد، مصطفى غريب وأحمد عبد الوهاب وإسلام حافظ وإن تمنيت استغلال موهبة حافظ بشكل أكبر.
وربما لم يلعب شاهين دور النبيل عماد بأفضل أداء له خاصة بعدما تعودنا منه على الأروع، ولكن حقق النقاط المرجوة في إظهار تفاصيل الشخصية من سماجة وادعاء قلة الفهم حتى ظهور ملامح مختلفة للشخصية بنهاية العمل، فيما جاء دور عباس طالوش مناسبا للفنان خالد كمال بملامحه الذي يعرف يستغلها لتصبح حادة خاصة في لحظات الصمت، فأفادت طبيعة شخصية طالوش.
ولكن مازال يحب وليد الحلفاوي وضع بصمته في فكرة ظهور ضيوف الشرف وإن لم يوفق فيها أحيانا، فاختار ظهور الفنان هشام ماجد بلا مبرر كما فعل في ظهور الفنان الدسوقي في كتالوج بشكل مقحم أيضا، وإن كان ظهور الفنانة الكبيرة يسرا بصوتها كراوي للقصة وظهورها بمشهدين موفق بنهاية العمل.
و لعب مصطفى غريب دور عدلي بنفس تفاصيل شخصية عرابي في أشغال شقة ـتقريباـواستغلاله بالمشاهد الكوميدية بنفس أسلوب كوميديا الفارس والإفيه، فيما جاء دور الفنان أحمد عبد الوهاب كعامل مساعد لغريب بالمشاهد الكوميدية معه ومع عمرو يوسف، وإن لم يكن أدائهما (غريب وعبد الوهاب) أفضل أداء بأول نصف ساعة من الفيلم.
لم درويش أفضل أفلام هذا الموسم؟
فكرة العمل جاءت قوية منذ المشهد الأول لموقف سابق جذب المشاهد من بداية الفيلم وأوهمنا أنه يمشي بشكل السرد اللا خطي، كذلك الاعتماد على جمال الصورة من استخدام ملابس واكسسوارات هذه الفترة كان من عوامل جذب الجمهور.
الكادرات المميزة
فمن استغلال عنصري الملابس والديكور جاء كادرا لتصوير القصر بالدرون وحديقته من أفضل كادرات العمل، وكذلك كادر الجمع بين البالون العائم في السماء والقمر ليلا، وكادرا يجمع بين درويش وكاريمان بحديقة المنزل، والمشهد الشهير الذي ظهر في البرومو بمطاردة الشرطة لدرويش وهو يتصدر نصف الشارع.
كذلك جاءت حركة الكاميرا لتلعب على إدخال المشاهد لقلب الحدث والتفاصيل، وهذا ما يظهر جمال السينما واستخدام الكاميرا والفرق بينها وبين مشاهد المسرح.
فعلى سبيل المثال: المشهد الذي بدأ به الفيلم كمحرك للأحداث وهو وقوع درويش من فوق سريره، تم استخدام حركة الكاميرا فيه من أسفل بشكل مرتبك أدخلنا في حالة التشويش التي حدثت الدرويش بعد وقوعه من فوق السرير وغيابه عن الوعي لفترة.
وحركة الكاميرا التي جاءت لأسفل للنبيل لتقليل من شأنه وتصدير بورتريه له في منتصف الكادر فوقه كعلامة على استغلال الشخصية لتحريك
الحدث.
وحركة الكاميرا في رصد التفاصيل مثل تفاصيل التدخين وشرب الخمر من الإسفنجة وغيرها تحسب لمدير التصوير والمخرج وليد الحلفاوي.
وجاء استغلال الموسيقى الكلاسيكية مع تنفيذ الخطط ناجحا أيضا أو الموسيقى التي تعتمد على الإيقاع السريع بالجيتار مع حركة الكاميرا السريعة
واستغلال شريط الصوت بسماع تحركات درويش بالمشاهد العنيفة واستغلال فكرة السلو موشن أحيانا بها (الحركة البطيئة)
جاءت في العارضة
نقاط أخرى جعلت العمل كاللاعب الذي أخذ الملعب جريا وقارب أن يحرز هدفا ثم جاءت الكرة في العارضة.
فكرة الفيلم المشوقة، حقبة الأربيعنات، فريق عمل هام؛ كل هذه العوامل وغيرها مما ذكرت كانت من الممكن أن تجعل درويش فيلما رائعا وليس أفضل أفلام الموسم، ولكن مثلا كثرة استخدام الفلاش باك لشرح المفاجأت الدرامية بالخطط لم يكن موفقا من السيناريست وسام صبري والتعامل مع الجمهور على أنه قليل الذكاء، فيما كثرة المفاجأت الدرامية بالخطط لم تكن موفقة من الأساس، وكان يكفي مفاجأة للجمهور بتويستات لها مبررا يدعم القصة، ولكن يبدو أن وسام صبري أراد مفاجأة للجمهور طوال الوقت كي لا يجعل نهايات الخطط متوقعة، ولكن كثرة هذا الشرح للجمهور جعل الفيلم طويلا بلا منطق رغم استخدام الصراع المتصاعد الذي حقق عنصر تشويق للمشاهد.
وكما استغل المخرج وليد الحلفاوي الموسيقى بشكل جيد كما قلت بالسابق، استخدمها بوفرة شتت المشاهد، خاصة في مشهد مواجهة هامة بين درويش وكاريمان كان لابد للحوار أن يكون بطله.
وكما ينجح وليد الحلفاوي في اختيار فريق عمله بذكاء واستغلال مواهب قوية، ولكن يغيب عن استغلال بعض المواهب بشكل أكبر مثل إسلام حافظ أو محمود السراج.
أيضا يغيب أحيانا من توجيهاته من بعض المشاهد التي لم يكن أداء فريقه فيها أفضل أداء خاصة أنهم أصحاب موهبة قوية ويستطيعون تقديم ما هو أفضل. ويبدو أن نقطة اللعب على استغلال المواهب دون بطولة مطلقة يفضلها الفنان عمرو يوسف الذي شارك بفيلم "ولاد رزق" بنفس الفكرة، كذلك يتعاون مرة أخرى مع السيناريست وسام صبري بعد فيلم "شقة"
إجمالا أرى أن الفيلم يستحق المشاهدة وإن كان لابد ألا يغفل صناع السينما بوجه عام عن هذه النقاط لأن السينما المصرية تستحق دائما ما هو أفضل من ذلك.