زياد الرحباني... بدّك تفلّ؟ فلّ .. بس بالنسبة لبكرا شو؟
klyoum.com
أخر لايف ستايل:
هدى المفتي تكشف أسرار حياتها وحقيقة ارتباطها بـ ويجزلا أملك شجاعة زياد الرحباني عندما قال: "إذا بدّك تفلّ... فلّ! بس إمشي ع جنب، لا تشغلّي تفكيري. لكنني، ومنذ إعلان خبر وفاته، ظللت أتمسك بسراب أن تكون مجرد شائعة، وأردّد في داخلي: "ما تفل.... لكنه فعلها، ورحل"، لتخسر الموسيقى الشرقية أحد أكثر مجدديها تأثيرًا في الوجدان العربي. فنان عَبَرَ فوق جسر طويل بين التراث الأصيل والطابع العصري، مشيّدًا مسارًا موسيقيًا ومسرحيًا وفكريًا لم يشبه أحدًا، ولم يشبهه أحد.
إرثٌ من الإبداع بين فيروز وعاصي
وُلد زياد عام 1956، في بيت يعرّف باللحن والكلمة، فهو ابن السيدة فيروز والملحن الكبير عاصي الرحباني. رافق والده في البروفات وتربّى على أنغامه، لكنه اختار أن يكوّن صوته الخاص.
كان مزيجًا من الجينات الرحبانية وعقل الجاز العصري، يُلحن وهو غاضب، يكتب وهو يضحك، ويعزف وهو يواجه هذا العالم المعقّد.
ورغم انفصال والديه، ظل يكنّ احترامًا كبيرًا لمسيرة والده، لكنه اختار أن يُعبّر بطريقته الخاصة، إذ قال: "أنا مش ضد التراث، بس ضد تكراره."
تجربة خالدة مع السيدة فيروز
لم يكن التعاون بين زياد ووالدته السيدة فيروز مجرد تجربة فنية، بل كان حالة نادرة من التكامل العاطفي والفني.
أعاد تقديم صوت فيروز بلغة جيله، فغنّت من كلماته وألحانه: "كيفك إنت"..."مش كاين هيك تكون"... وغيرها.
هذه الأعمال مثلت مرحلة انتقالية لصوت فيروز، من الرومانسية الحالمة إلى الواقع المُعاش، وكانت جسورًا بين أجيال.
المسرح كمنبر للمقهورين
في المسرح، أطلق زياد صرخته الكبرى. مسرحيات مثل "بالنسبة لبكرا شو"، "نزل السرور"، "فيلم أميركي طويل"، لم تكن عروضًا مسرحية فقط، بل بيانات احتجاج اجتماعي.
فيها قال: "ما خلّونا نحبّ ع راحتنا، ما خلّونا نحلم ع ذوقنا، حتى الحزن بدّن ياه يكون متل حزنن."
كان يُعرّي الواقع، بسخرية ذكية، وموسيقى تُبكي وتضحك في آن واحد، وكلمات كأنها تنقل همّك الشخصي أنت كمُشاهد، كأنها كُتبت لك، عنك.
تأثيره على جيل بأكمله
منذ الثمانينيات وحتى اليوم، لم يتوقف تأثير زياد. كان صوته صوت جيل يشعر بأنه بلا أمل.أغنياته تتردد حتى اللحظة في المقاهي، والسيارات، والقلوب، مثل: "عودك رنان"، "بما إنّو"،"ليش تأخرتي"، وغيرها، وكلها تشهد على حضور لا يموت.
صوتٌ لا يشيخ... موسيقى لا تُنسى
أدخل زياد الجاز إلى الشرق، والمسرح إلى البيوت، والحقيقة إلى الفن. لم يركب موجة، بل صنعها. لم يبحث عن التصفيق، بل عن المعنى.
"أنا ما عندي وطن، عندي زاكرة وطن." هكذا كان يرى العالم. بألمه، بمرحه، بخيبته الكبيرة. كان صادقًا حدّ الألم، وقاسيًا كمن لا يملك ترف المجاملة.
وداع لا يشبه الغياب
رحل زياد، لكن لم يغب. سيبقى حيًا ما دام هناك شاب يبحث عن جملة يقول فيها شيئًا مختلفًا، ما دام هناك بيت عربي يُشغّل أغنية لأن "ماشي الحال"، وما دام هناك فنان يتعلّم أن يكون صادقًا أولًا، ثم موهوبًا.
فلّ زياد، لكنه ما غاب.
قد يعجبك صورة جديدة تجمع فيروز وأولادها زياد وريما وهلي في ذكرى رحيل عاصي الرحباني
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».