لايف ستايل

مجلة سيدتي

موضة

موضة الأزياء الفنتدج.. هل تجسد أسلوب حياة أم ترند شبابي؟

موضة الأزياء الفنتدج.. هل تجسد أسلوب حياة أم ترند شبابي؟

klyoum.com

في السنوات الأخيرة، شهدنا تحولاً كبيراً في تفضيلات جيل الألفية وجيل "Z" تجاه الموضة. لم تعد الموضة الحديثة السريعة هي الخيار الأول، بل أصبح البحث عن القطع القديمة والمستعملة "Vintage" هو الاتجاه السائد. فماذا وراء هذا الهوس العالمي بالأزياء القديمة؟ وهل هو مجرد نزعة جمالية، أم أن هناك أسباباً نفسية واقتصادية أعمق؟

يختار الكثير من الشباب اليوم الأزياء القديمة كوسيلة للتعبير عن الذات والهوية. على عكس الموضة السريعة التي تُنتج بكميات ضخمة، تحمل كل قطعة "Vintage" طابعاً فريداً وتاريخاً خاصاً، وهو ما يعزز الإحساس بالتميز والخصوصية.

من الناحية النفسية، يشعر الشخص الذي يرتدي قطعةً نادرةً ومميزةً بأنه مختلف، ومتصل بزمنٍ أو ثقافة مضت. هذا الإحساس بالحنين إلى الماضي، حتى وإن لم يكن الفرد قد عاشه، يُعرف في علم النفس بـ"Nostalgia Driven Behavior"، وهو دافع قوي في تحديد خيارات الاستهلاك اليوم.

قد يهمك أيضاً: كيف تُحافظين على مظهر ملابسك الجديد بالغسل اليدوي؟

التأثير الاقتصادي: كيف تغيّر سوق إعادة البيع الفاخر؟

مع تنامي الاهتمام بالأزياء القديمة، ظهرت منصات رقمية ضخمة مختصة في بيع وشراء الأزياء المستعملة. هذه المنصات لا تقتصر على القطع الكاجوال فقط، بل تشمل علامات فاخرة مثل غوتشي وشانيل ولويس فويتون Louis Vuitton وفالنتينو Valentino وارديم Erdem وغيرها. وثمة مواقع الكترونية أتاحت من خلال منصتها المجال لتأجير حقائب راقية معروفة، وذلك للحد من الإنفاق غير المبرر، ولتقليص ابتياع تصاميم لا حاجة لها، وهي غالباً ما تستند على رغبة مؤقتة بفعل رواج صيحة ما وسرعان ما تخبو لحيل الندم بسبب إنفاق مبايغ طائلة على قطعة آنية غير قابلة للاستعمال من موسم لآخر.

الموضة المستدامة: قرار أخلاقي أيضاً

في ظل تصاعد القلق حول التغير المناخي، يرى الكثير من الشباب أن شراء الملابس القديمة خيار أكثر أخلاقية من دعم صناعة الموضة السريعة، التي تُعتبر من أكثر الصناعات تلويثاً للبيئة. ارتداء قطعة مستعملة يُطيل عمرها الافتراضي ويقلل من حجم النفايات. كما تُشير دراسات إلى أن إعادة استخدام قطعة ملابس واحدة يمكن أن تُخفض من انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 70% مقارنة بشراء قطعة جديدة.

الجيل الجديد يعيد تعريف الفخامة

لم تعد الفخامة مرتبطةً بالحداثة واللمعان. بل أصبحت الفخامة اليوم تعني الندرة، الجودة، والتاريخ. ولذلك، بدأنا نرى دور أزياء كبرى تتعاون مع متاجر إعادة البيع، مثل تعاون غوتشي Gucci مع منصة Vestiaire Collective لتعزيز ثقافة الموضة الدائرية.

الأزياء القديمة لم تعد موضة عابرة، بل أصبحت حركة ثقافية، نفسية، اقتصادية، وبيئية. ومع استمرار نمو وعي الجيل الجديد، من المتوقع أن تصبح الموضة المستعملة هي المعيار، لا الاستثناء.

تابعي ايضاً: تنسيق الأزياء بالذكاء الاصطناعي وتأثيره على عملية التسوق

 

*المصدر: مجلة سيدتي | sayidaty.net
لايف ستايل على مدار الساعة