الفصام وأعراضه.. حقائق يجب معرفتها عن مرض نفسي معقد
klyoum.com
الفصام هو أحد الأمراض النفسية المعقدة التي تؤثر على عقل الفرد وطريقة تفكيره وسلوكه. يعرف هذا الاضطراب بأنه حالة مزمنة تؤثر على حياة الشخص وتجعل من الصعب عليه التمييز بين الواقع والخيال.
ومع تزايد الاهتمام بالصحة النفسية، بات من الضروري فهم هذا المرض بشكل أعمق للتعامل معه ومساعدة المرضى الذين يعانون منه. لذلك، نستعرض في التقرير التالي كل ما تريد معرفته عن الفصام، أعراضه وصفات الشخصية الفصامية، وهل يمكن علاجها أم لا؟
ما هو مرض الفصام؟
مرض الفصام، أو كما يعرف أيضا بالشيزوفرينيا، هو اضطراب عقلي يؤثر على وظائف الدماغ ويؤدي إلى انحرافات في التفكير والإدراك والعاطفة. يتميز الفصام بأعراض مثل الهلوسة، الأوهام، وصعوبة التفكير بوضوح.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني حوالي 1% من سكان العالم من الفصام، مما يظهر انتشار هذا المرض بشكل كبير رغم صعوبة تشخيصه.
ويعتقد العلماء أن الفصام ناتج عن خلل في التوازن الكيميائي في الدماغ، خاصة في مستويات الدوبامين والسيروتونين. أيضا، تلعب العوامل الوراثية دورا كبيرا، إذ أن أفراد الأسرة المصابين قد يزيدون من خطر الإصابة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي عوامل بيئية مثل صدمات الطفولة أو التعرض للإجهاد الشديد إلى زيادة احتمالية الإصابة بالفصام.
ما الفرق بين الذهان والفصام؟
الذهان والفصام هما مصطلحان غالبا ما يخلط بينهما. على الرغم من أن كلاهما يشملان تجربة اضطرابات عقلية، إلا أن الفصام يعتبر حالة طويلة الأمد، بينما الذهان يشير عادة إلى نوبات قصيرة الأمد. الذهان يمكن أن يكون عرضا للفصام، لكن ليس كل حالات الذهان تعتبر فصاما.
تشابه الأعراض بين الذهان والفصام
الأعراض المشتركة بين الذهان والفصام تشمل الهلوسة السمعية والبصرية، الأوهام، وتشتت التفكير. لكن في حالات الذهان قد تكون هذه الأعراض مؤقتة نتيجة للأدوية أو الإجهاد الشديد، بينما في الفصام تكون مزمنة وتتطلب علاجًا طويل الأمد.
حالات دراسية لتوضيح الفرق
على سبيل المثال، يمكن للشخص الذي يعاني من الذهان بسبب الإجهاد أن يعود إلى حالته الطبيعية بعد انتهاء الظروف المسببة. أما شخص يعاني من الفصام، فقد تستمر الأعراض بصرف النظر عن الظروف المحيطة، وتتطلب جلسات علاجية مستمرة للتغلب عليها.
ما هي صفات الشخصية الفصامية؟
الشخصية الفصامية تتميز بعدد من السمات التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالفصام أو تظهر كمؤشر مبكر لوجود المرض. على سبيل المثال، الانعزال الاجتماعي، التفكير المتردد، وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر بشكل صحيح. وفيما يلي، نستعرض السمات الأساسية للشخصية الفصامية:
الانعزال الاجتماعي
يميل الأشخاص المصابون بالفصام إلى العزلة وعدم التفاعل الاجتماعي.
اللامبالاة العاطفية
قد يظهرون عدم الاكتراث بالمواقف التي تتطلب ردود فعل عاطفية واضحة.
الأفكار المتكررة
كثيرا ما يعانون من التفكير الزائد أو الانغماس في أفكار غير منطقية.
يدعم هذا التحليل عدد كبير من الدراسات التي أُجريت على الأشخاص قبل ظهور الأعراض الكاملة للفصام، حيث يظهر تغير تدريجي في السلوكيات والانعزالية الاجتماعية.
ما هي أعراض الفصام؟
تعتبر أعراض الفصام متنوعة، ويمكن تصنيفها إلى أربع فئات رئيسية: هلوسات، أوهام، أعراض سلبية، وأعراض إدراكية. تظهر الأعراض بشكل تدريجي وغالبا ما يراها الأشخاص المحيطون بالشخص المصاب قبل أن يلاحظها الفرد نفسه.
الهلوسات والأوهام
الهلوسة هي إحدى العلامات البارزة للفصام، حيث قد يسمع المرضى أصواتا أو يرون أشياء غير موجودة. الأوهام تشمل المعتقدات غير الواقعية مثل اعتقاد الشخص أنه مراقب أو أن لديه قدرات خارقة. على سبيل المثال، قد يعتقد أحد المرضى أنه يتلقى رسائل سرية من أجهزة الراديو.
الأعراض السلبية
تشمل الأعراض السلبية فقدان الاهتمام بالأشياء اليومية، صعوبة التعبير عن المشاعر، وانخفاض مستويات التحفيز.
الأعراض الإدراكية
الأعراض الإدراكية تشمل صعوبة التركيز، بطء معالجة المعلومات وضعف الذاكرة قصيرة المدى.
كيف تكون نوبة الفصام؟
يمكن أن تحدث نوبات الفصام بشكل مفاجئ أو تدريجي. في أثناء هذه النوبات، يعاني المرضى من تقلبات حادة في المزاج، تزايد الهلوسات، وأضعاف الوهم بالواقع. قد تتضمن أيضا عدم القدرة على التفاعل مع الآخرين والشعور الدائم بالإرهاق.
تشخيص النوبات
تشخيص النوبات يعتمد على مراقبة المرضى خلال فترة زمنية معينة، والاستماع لتجاربهم المليئة بالاضطرابات. في بعض الحالات، قد تزداد تكرارية النوبات بسبب عدم الالتزام بالعلاج الطبي أو التعرض لضغوط نفسية شديدة.
خطورة النوبات
أظهرت دراسة عام 2020 أن 60% من المرضى الذين يتعرضون لنوبات تنخفض لديهم مستويات النشاط العصبي في أجزاء معينة من الدماغ. مما يفسر عدم قدرتهم على التعامل مع المحفزات الخارجية بفاعلية.
هل يمكن الشفاء من الفصام؟
علاج الفصام يتطلب استراتيجية شاملة تعتمد على الأدوية، العلاج النفسي، والدعم العائلي. يلعب العلاج المبكر دورا محوريا في تحسين نوعية الحياة وتقليل شدة الأعراض. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هو علاج الفصام؟
العلاج الدوائي
تشمل الأدوية المستخدمة لعلاج الفصام مضادات الذهان مثل الكويتيابين وأولانزابين. تعمل هذه الأدوية على تعديل التوازن الكيميائي في الدماغ لتقليل الهلوسة والأوهام. وفقا للإحصائيات، حوالي 70% من المرضى يستجيبون بشكل إيجابي لمضادات الذهان.
العلاج النفسي والإرشادي
جلسات العلاج النفسي تعتبر ضرورية لتعليم المرضى كيفية التحكم في الأعراض والتواصل بشكل فعال. الإرشاد السلوكي يساعد المرضى على تطوير مهارات اجتماعية ودعم علاقاتهم مع الآخرين.
دور الأسرة والمجتمع
الدعم العائلي والاجتماعي له تأثير كبير على نجاح علاج الفصام. يشير تقرير صادر عن جمعية الصحة النفسية إلى أن المرضى الذين يحصلون على دعم قوي من أسرهم يتحسنون بنسبة 80% مقارنة بمن يعانون من عزلة اجتماعية.
العلاجات البديلة والمساعدة
إلى جانب العلاج التقليدي، هناك بعض العلاجات البديلة مثل العلاج بالموسيقى والاسترخاء. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أن المرضى الذين شاركوا في جلسات الاسترخاء المنتظمة شعروا بتحسن ملحوظ في مستويات الهلوسة.
في النهاية، من المهم التأكيد على إن الفصام مرض معقد يحتاج إلى فهم شامل ودعم فعال من المحيطين بالمريض. لذلك، فإنتوفير المعلومات اللازمة وإزالة الوصمة الاجتماعية المرتبطة به يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في حياة المرضى.
وبنهج متكامل بين الطب النفسي والعلاجات البديلة، يمكن تحسين جودة حياة المصابين بشكل كبير.