لايف ستايل

ميديا البلد

حياتنا

الجميلة البدينة… هكذا واجهت التنمّر

الجميلة البدينة… هكذا واجهت التنمّر

klyoum.com

كتبت نوال نصر في "نداء الوطن" تضحك من قلبِ قلبها لكلِ من هم حولها، وتتكلم بعينيها قبل اللسان، وتضع يدها على "بطنِها" مرات وكأنها تتحسس جنينها المنتظر، وهي تقلّبُ بين صورِها وصور البنات اللواتي تنافسن معها في حفل ملكة جمال البدينات. نراها تقرأ في التعليقات السخيفة الكثيرة على صورها: "طبلة"، "بقرة"، "لحم لحم"، "مكعكعة"، "ملظلظة"… هي سمعت طوال عمرها "تنميراً" كثيراً وأجابت دائماً بابتسامتها الواثقة: "الناصح بيمشي وبيبيّن وبيقعد وبيزيّن". فهل ثقة نغم أبو مجاهد بنفسِها جعلتها بالفعل لا بمجرد القول تدير ظهرها الى كل المعتوهين الذين يتنمرون على "كيلوغرامات إضافية" ولا يعيرون انتباهاً لقصر نظرهم وقباحة عقولهم أم وراء إبتسامتها الرائعة وجع كامن كثير؟

إسمها نغم أبو مجاهد. أصلها من بتاتر. هي صبيّة بدينة لكن جميلة جداً، لذا استحقت أن تتوّج قبل أعوام وصيفة أولى لملكة جمال بدينات العرب. والمرأة البدينة حتى لو كانت آية في الجمال هي، في منظور البعض، قبيحة. فماذا في منطوق نغم؟ ماذا في رحلتها مع البدانة وما رافقها من تنمير؟

في بتاتر إلتقيناها. جميلة جداً. خسرت من وزنها لكن حملها عاد وزادها وزناً. طولها 1,63 سنتيمتراً ووزنها كان 109 كيلوغرامات. والآن؟ تضحك كثيراً مرددة: "ما رح خبركم".

عانت نغم الكثير من التنمر حول جسدها السمين وسمعت، مثلها مثل كثيرات، من يقولون لها: "هذا الرجل لا يحبك بل يضحك عليك" فقط لأنك سمينة والفتاة السمينة لن تجد، بحسب هؤلاء، من يحبها". هي سمعت كثيراً أيضاً من يدعوها بأسلوب فيه كثير من الفظاظة والتنمر الى "تخفيف الأكل". هي نصيحة يعتقدها من يوجهها "ذهبية" غير أن نغم ومثيلاتها تنزل عليهنّ تلك النصيحة كما السيف المسنن. والدة نغم وتدعى سمر كانت تقول لها في البداية أيضاً حين تكونان وحدهما: "خففي أكل" لكنها حرصت ألا تفعل ذلك أمام الناس لأنها تعرف وقع هذه الجملة على الفتاة البدينة.

ad

نغم أو "نانا" كما يدللونها في البيت جميلة جداً وفخورة بنفسِها جداً وهي قادرة، بدلالِها، على أسر القلوب وجذب العيون. أهل وديع، وهو وحيد البيت، لم يأبهوا لشكلها. وقلة من الأهالي يتصرفون كما تصرفوا.

ضرس نغم على الطعام "جيد جداً" وهي تحب الطهي و"نفسها على الطعام طيّب". والسمنة بدأت تظهر عليها بعمر العشر سنوات وكم سمعت من يومها حتى اليوم (بعدما بلغت حالياً سن السادسة والعشرين) من يهمس في أذنيها: "أنت أمورة لكن جمال الفتاة في رشاقتها". فالمجتمع الشرقي يؤطر الفتاة في أفكار وأشكال محددة تسقط فريستها كثيرات.

التعليقات التي سمعتها نغم "تجرح" واستمرّت تحت وطأتها أعواماً طويلة ومديدة. والتعليقات نفسها تتردد في آذان فتيات بدينات كثيرات وتشي بحجم التنمر في مجتمع لا يبالي غالباً إلا بالشكل. ومن تلك التعليقات التي يصعب محوها: "بتاكل الدجاجة بريشها حين تجوع" و"يقطع حلاكي" و"تافهة" و"استحي" و"هيدي البقرة اللي بتعمل "لافاش كيري" و"ما في مسابقة ملكة جمال البقر" و"أهلك مش شايفين زنودك المرهرطه" وواحدة من بنات جنسها أرسلت لها رقم إختصاصية في التغذية! نغم أبو مجاهد وقفت أمامنا مليئة بالثقة بالنفس لكن هناك مئات آلاف الفتيات أمثال نغم ما زلن يعانين من التنمر من دون "حول لهنّ ولا قوة" على القول بصوت عال: من فضلكم إحترمونا فنحن أناس لدينا مشاعر.

The post الجميلة البدينة… هكذا واجهت التنمّر appeared first on We Make News 24.

*المصدر: ميديا البلد | mediaelbalad.com
لايف ستايل على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com