دليلك لحماية مؤسستك من “فومو”الذكاء الإصطناعي
klyoum.com
اتبع الخطوات المذكورة أدناه إذا كنت ترغب بتطبيق مثمر للذكاء الإصطناعي
فومو (FOMO) لمن لا يعرفه هو كمصطلح اختصار لعبارة Fear Of Missing Out، وتعني “الخوف من فوات الشيء”. هي حالة يشعر فيها الشخص بالقلق من فقدان أحداث أو تجارب مهمة إذا لم يقم بها. وفي أغلب الأوقات لا يعرف الأشخاص الذين تتملكهم هذه المشاعر حقيقة ما يعتقدون أنّهم يفوِّتونه إلا أنهم في قلقٍ دائم من استمتاع الآخرين من دون أن يكونوا معهم.
يمكن أن نتفهم أن تصبح هذه “المتلازمة” ملازمة للأشخاص المدمنين لوسائل التواصل الاجتماعي، ولكن أن نراها وقد أصابت الكثير من مؤسسات عبر العالم فهذا أمر جد خطير.
لماذا هو خطير؟ لأنه لا يؤثر على فرد أو أفراد، بل على الدول والمؤسسات ومنتسبيها وميزانياتها.
وكيف أصيبت هذه المؤسسات بالفومو؟
لا أظن أنكم ستتفاجؤون لو قلت أن الذكاء الاصطناعي هو السبب!
فهَبة الذكاء الاصطناعي التوليدي التي انطلقت مع “تشات جي بي تي” وأخواته أذهلت الجميع، ولعبت على الأوتار الحساسة لكل منهم. لن أتكلم هنا عن الأشخاص العاديين فتجاربهم معها لا تعد ولا تحصى، بل عن المؤسسات.
أهم الأوتار الحساسة التي لعب عليها بائعو حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي كانت فكرة زيادة الكفاءة والانتاجية وتوفير النفقات، وإمكانية الاعتماد على نوع جديد من “الموظفين” واسعي العلم والاطلاع، يمكن أن يعملوا 24 ساعة في اليوم من دون كلل أو ملل، أو طلب تأمين صحي، أو استراحة تدخين أو غداء، ولا إجازات حمل ورضاعة. هذا عدا عن مساعدته المسؤولين في اتخاذ القرارات “الصحيحة” بسرعة، وكما نشروا الادعاء التخديري غير الدقيق الذي يقول “لن يأخذ الذكاء الاصطناعي وظيفتك، بل سيأخذها شخص يستطيع أن يستخدم الذكاء الاصطناعي”، قالوا للمؤسسات الكلام نفسه، “إذا لم تبدأوا باستخدام هذا الذكاء الآن فمن المؤكد أن منافسيكم سيقومون بذلك قبلكم وعندها لن تقوم لكم قائمة”.
ومن هنا جاء دور الفومو الذي استطاع البائعون الأذكياء استغلاله بكل ما تحمل الكلمة من معنى لإقناع العديد من المؤسسات عبر العالم بتوقيع عقود بملايين الدولارات قبل أن يسبقهم منافسيهم لذلك.
ولم تكد تمر أشهر قليلة حتى بدأنا نرى إعلانات مثل: “تعلن الشركة/المؤسسة الفلانية عن توقيع عقد بكذا مليون مع شركة xyz المشهورة لتطبيق حلول الذكاء الاصطناعي التي تنتجها في جميع اعمالها”.
وتأتي الصدمة: لم يتم سوى تطبيق بعض الحلول “الذكية” في قطاعات محدودة فقط في المؤسسة، على عكس المتوقع. ثم اكتشاف حقيقة أن تجار الذكاء الاصطناعي المدفوعون بهاجس السيطرة على أكبر عدد من الزبائن الزموا هذه الشركات بالعديد من العقود وزينوا لهم العديد من الخيارات التي قد لا يحتاجون أصلا لاستخدامها.
من المسؤول عن ذلك؟
إنه الفومو يا أعزائي!
وعلى فكرة حتى كبرى شركات التقنية تقع في أخطاء من هذا النوع، فما بالك بمن هم غير متخصصين أصلا؟
والأمثلة على ذلك كثيرة، منها ما قامت به شركة “آي بي أم” العريقة عندما فصلت 8000 (ثمانية آلاف!) من موظفيها بعد تطبيقها نظام AskHR، لتكتشف بعدها أنها كانت مخطئة بذلك، فأعادت تعيين العديد منهم وبخاصة في المجالات التي تتطلب التفكير الاستراتيجي والتسويق وهندسة البرمجيات وفي كل ما يتطلب إشرافًا بشريًا، وبخاصة في السيناريوهات المعقدة!!
أما عن الأخطاء المحرجة التي تسبب بها تطبيق الذكاء الاصطناعي للشركات الكبرى، مما دفعها للتوقف عن استخدامه في بعض المجالات فحدث ولا حرج، ويمكن أن نذكر من غير تفصيل شركة أبل، وأمازون، وماكدولندز، والطيران الكندي ومدينة نيويورك، وغيرها.
قد تسأل: ما الحل؟ وكيف يمكنني أن استفيد من الذكاء الاصطناعي من دون أن أتخلف عن الركب أو أن يسبقني المنافسين؟
لمساعدتك قمت بإعداد النقاط التالية التي أظن أنها ستساعدك على تطبيق ناجح للذكاء الاصطناعي في مؤسستك. لا أدعي أنها كاملة، إلا أنها كفيلة بتوفير الجهد والوقت. طبقها وستكون أمورك طيبة بإذن الله.
وكما يقال: ما خاب من استشار