الدكتورة الإماراتية نبراس القحطاني.. رحلة من التميز والإلهام في الطب
klyoum.com
أخر لايف ستايل:
عمر تاني.. كارمن سليمان تطرح جديدها من أصح غلطةبين دفء شمس الصحراء الذهبية وروعة المدن الحديثة وهدوء الواحات، تسطر المرأة الإماراتية قصة نجاحها بعزيمة وإصرار. من القاعات الحكومية إلى مختبرات البحث والمستشفيات، ومن المشاريع الريادية إلى ميادين العلم، تركت بصمة لا تُنسى، مؤكدة أن الإرادة والطموح قادران على تحويل كل حلم إلى واقع ملموس.
الدكتورة نبراس القحطاني: رحلة نجاح المرأة الإماراتية في الطب
في هذا الإطار الملهم، وتزامناً مع يوم المرأة الإماراتية، أجرينا حوارًا مع الدكتورة نبراس القحطاني، استشارية طب الغدد الصماء للأطفال في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، التي تحدثت عن رحلتها المهنية الملهمة والمليئة بالتحديات والإنجازات، وعن تجربتها كامرأة إماراتية تسعى إلى الجمع بين الإبداع الطبي وخدمة المجتمع، لتكون مثالًا حيًا على التميز والإلهام النسائي في مجال الصحة.
ما الذي دفعك لاختيار طب غدد الأطفال؟ وكيف بدأت رحلتك في هذا المجال؟
اخترت طب غدد الأطفال لأنه يجمع بين الدقة العلمية والتأثير الإيجابي طويل المدى على حياة الأطفال. أكثر ما جذبني هو التعامل مع حالات مثل تأخر النمو والسكري، حيث يمكن للتشخيص المبكر والعلاج المناسب أن يُحدث فرقًا كبيرًا في مستقبل الطفل.
بدأت رحلتي مع هذا التخصص خلال فترة التدريب السريري، أعجبتني طبيعة العلاقة طويلة الأمد مع المرضى وعائلاتهم، وكيف أن المتابعة المنتظمة تخلق رابطًا إنسانيًا يجعل العمل أكثر من مجرد ممارسة طبية. بعد ذلك، قررت التعمق في هذا المجال.
ما أكثر حالة طبية أثّرت في حياتك المهنية؟
من أكثر الحالات التي تركت أثرًا عميقًا في حياتي المهنية كانت صبر الأمهات، التي لديها أكثر من طفل واحد مصاب بمرض السكري من النوع الأول. هي لم تتحدَّ المرض مرة واحدة، بل ثلاث مرات متتالية… ومع ذلك، لم تنهَر، لم تشتكِ، ولم تُظهر ضعفها أبدًا. بل كانت تقف كالجبل، شامخة، قوية، تُخبئ قلقها خلف ابتسامة مطمئنة، وتُواجه الحياة بيقين ورضا.
كانت تستيقظ ليلًا لتفحص مستويات السكر في دم أطفالها، وتحمل معها الأجهزة أينما ذهبت، متأهبة دائمًا لأي طارئ. رأيت فيها مثالًا حيًا لمعنى الصبر العملي اليومي… ليس بالكلام، بل بالفعل المستمر والعطاء المتواصل.
هذه الأم لم تُلهمني فقط، بل غيّرت نظرتي للمهنة… فهمت أن العمل مع المرضى لا يقتصر على تقديم العلاج، بل يتطلب احتراما وتقديرا للصبر العظيم الذي يعيشونه بصمت.
ماذا يعني لك يوم المرأة الإماراتية، خاصة أنكِ امرأة تعملين في المجال الطبي؟
يوم المرأة الإماراتية هو فرصة للفخر والامتنان. فهو يذكرني بمدى الدعم الذي تحظى به المرأة في دولتنا، ويعكس التقدير الحقيقي لدورها في بناء المجتمع، سواء كانت أمًا، قائدة، أو طبيبة.
كطبيبة، أشعر بمسؤولية مضاعفة لأكون قدوة للفتيات الصغيرات، ولأسهم في خدمة ورفعة مجتمعي من خلال مهنتي. هذا اليوم يعزز شعوري بالانتماء والعزيمة للاستمرار في تطوير نفسي والمساهمة في قطاع الرعاية الصحية الذي يمثل أولوية وطنية.
كيف ترين تطور دور المرأة الإماراتية في قطاع الصحة بالإمارات؟
دور المرأة الإماراتية في قطاع الصحة شهد نقلة نوعية ملهمة، خاصة في السنوات الأخيرة، بفضل دعم القيادة وتمكين المرأة في جميع المجالات. نشهد اليوم طبيبات إماراتيات يتفوقن في أدق التخصصات الطبية مثل جراحة الأعصاب، الغدد الصماء، وطب الأطفال، ويقمن بدور قيادي في تطوير الرعاية الصحية.
هذا التطور لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة رؤية وطنية واضحة وثقة بأن المرأة قادرة على تحقيق التميز العلمي والمهني. وأنا فخورة بأن أكون جزءًا من هذا الحراك، وأسعى بدوري للمساهمة في رفع مستوى التخصص والمهنية في القطاع الطبي.
ما التحديات الخاصة التي واجهتيها كامرأة إماراتية في مجال تخصصك؟ وكيف ساعدك تمكين المرأة في تجاوزها؟
أحد أبرز التحديات التي واجهتها كان تحقيق التوازن بين متطلبات التخصص الطبي الدقيق، كالطب والغدد الصماء، وبين مسؤولياتي الأسرية والاجتماعية.
لكن بفضل دعم الدولة لتمكين المرأة، سواء من خلال التعليم، التدريب، أو فرص التخصص، استطعت تجاوز هذه التحديات. التمكين لم يكن فقط بالفرص، بل أيضًا بالثقة والدعم المستمر الذي شجعني على المضي قدمًا، وتحمّل المسؤولية بثقة، من دون أن أتنازل عن دوري كامرأة وأم.
كيف توازنين بين حياتك المهنية المتطلبة وحياتك الشخصية واهتمامك بنفسك؟
التوازن ليس سهلاً، خاصة في مهنة الطب التي تتطلب الكثير من الوقت والجهد، لكنني تعلمت أن التنظيم وتحديد الأولويات هما الأساس. أحرص على تخصيص وقت لعائلتي مهما كانت ضغوط العمل، وفي الوقت نفسه، لا أغفل عن الاهتمام بنفسي، سواء بالراحة، الرياضة، أو لحظات بسيطة من الهدوء تعيد لي التوازن.
أؤمن أن المرأة لا تحتاج أن تختار بين النجاح المهني أو الشخصي، بل يمكنها أن تحقق كليهما إذا وازنت بين العطاء للآخرين والاهتمام بذاتها. وهذا ما أسعى إليه كل يوم.
لو كتبت كتابًا عن تجربتك كطبيبة وأم، ما العنوان الذي تختارينه ولماذا؟
أختار عنوان: :بين نبضين: وسماعة"
لأنه يلخّص رحلتي بين نبض الحياة المهنية كطبيبة، ونبض الأمومة الذي لا يقل مسؤولية أو حبًا. هذا العنوان يعكس كيف عشتُ كلا الدورين بتحدياتهما، وتقاطعهما اليومي، وكيف يمكن للمرأة أن تكون قوية في مهنتها، ودافئة في بيتها، دون أن تتخلى عن أحد الجانبين.
لو لم تكوني طبيبة متخصصة في طب الغدد الصماء للأطفال، ماذا كنتِ تحلمين أن تكوني؟
لو لم أكن طبيبة، لربما اخترت أن أكون مصممة ديكور أو مهتمة بعالم الأناقة والجمال. لدي شغف كبير بالتفاصيل، وتنسيق الألوان. أؤمن أن الجمال ليس فقط في المظهر، بل في الشعور الذي يتركه المكان أو الأسلوب تمامًا كما في الطب، حيث نهتم بتفاصيل الحالة لصنع فرق حقيقي في حياة الآخرين.
ما أبرز إنجازات المرأة الاماراتية التي تلهمك ولماذا؟
أبرز إنجاز هو دخول المرأة الإماراتية عالم القيادة السياسية لم يكن أمرًا رمزيًا أو شكليًا… بل جاء عن كفاءة، جدارة، وثقة من القيادة الرشيدة.
يُلهمني أن تكون هناك وزيرة شابة مثل شما المزروعي، التي عُينت وزيرة في عمر 22 عامًا، وأصبحت مثالًا حيًا على أن "العمر ليس عائقًا، والجنس ليس حدًا، والطموح هو مفتاح كل باب".
ما أهمية وجود نماذج إماراتية ناجحة لتحفيز الجيل الجديد من الفتيات؟
عندما ترى الفتاة امرأة إماراتية من بيئتها وثقافتها قد حققت إنجازات كبيرة، تبدأ بالتفكير: إذًا هي قدرت… أنا بعد أقدر. وتشجعها على العمل والاجتهاد أكثر.
ما الرسالة التي توجهينها للفتيات اللواتي يرغب في تحقيق مكانه قياديه في مجالاتهن؟
أيتها الفتاة الإماراتية، أنتِ تنتمين لوطن يؤمن بقدرات المرأة، وأعطاها المساحة لتتقدم، تتعلّم، وتُبدع.
طموحكِ اليوم ليس حلمًا مستحيلًا، بل هو مسؤولية جميلة تجاه نفسك ومجتمعك ومستقبلك.