لايف ستايل

مجلة سيدتي

موضة

ما الفرق بين أزياء الهوت كوتور الراقية وعروض الموضة الجاهزة؟ إليك الجواب..

ما الفرق بين أزياء الهوت كوتور الراقية وعروض الموضة الجاهزة؟ إليك الجواب..

klyoum.com

يُعَدّ خطّا الأزياء الراقية والملابس الجاهزة فئتين متميزتين في صناعة الأزياء. فالأزياء الراقية تصاميم حصرية، مُصممة خصيصاً لإرضاء النخبة، وهي مُتقنة التنفيذ من أجود خامات القماش، وهي مطرّزة بحِرفية عالية يدوية في مشاغل الدار. وللحصول على تصنيف "هوت كوتور"، يجب على دُور الأزياء استيفاء معايير صارمة، مثل صنع ملابس مصممة حسب الطلب. أما بالنسبة لخط الملابس الجاهزة؛ فهي تُصنّع بكميات كبيرة في المصانع وبمقاسات متفاوتة، وهي مُصممة خصيصاً لتُلبّي تطلعات فئة أوسع من الزبائن، من دون أيّة تعديلات تُذكر، وتكون بالعادة منفَّذة من أقمشة جيدة ولكن بأسعار مقبولة؛ لتُوازن عاملي الجودة والكُلفة.

ومع اقتراب العد العكسي لأسبوع الهوت كوتور في باريس، قد يبدو من المفيد شرح الفرق بين هذين الخطّين في صناعة الملابس.

غالباً ما يرتبط مصطلح الهوت كوتور بدُور الأزياء الباريسية، التي تستوفي معايير محددة وضعتها غرفة التجارة والصناعة الفرنسية، وهي تنطبق على قِلة من الدُور العالمية، التي يحق لها أن تعرض ضمن الروزنامة الرسمية للحدث. ففي جوهرها، تُمثل الأزياء الراقية مثالاً للفخامة والحصرية، بينما تُقدّم الملابس الجاهزة نهجاً عملياً وأكثر سهولة في الوصول إلى الموضة.

ما الفرق بين الملابس الجاهزة والملابس الجاهزة؟

في مصنع الملابس الجاهزة، تنقسم صناعة الملابس إلى عدد كبير من الخطوات، ومنها: القص حسب معايير ثابتة، والتفصيل حسب القياس والخياطة التي تتم بواسطة أجهزة موحدة؛ مما يجعل الإنتاج أسهل وأقل كُلفة.

لايزال تجميع الملابس يقتضي تدخُّلاً بشرياً على يد عمال يثبّتون الإبزيم أو يصنعون فتحات الأزرار. تُعتبر صناعة الألبسة الجاهزة تجارة مربحة، بدليل لجوء الدُور المصنِّعة للكوتور بتصنيعها. ومن أبز العلامات التي تطلق مجموعات جاهزة، هي: بوتيغا فينيتا Bottega Venetta، ولويس فويتون Louis Vuitton، وغوتشيGucci، وبراداPada، وكالفن كلاين Calvin Klein، وتومي هيلفيغر Tommy Hilfiger.

كم سعر الملابس الجاهزة؟

تتفاوت أسعار الملابس الجاهزة بشكل كبير، ويمكن أن تتراوح من بضع عشرات الدولارات إلى الآلاف للعلامات التِجارية الشهيرة. يعتمد التسعير على جودة القماش والتفصيل واسم الماركة المدوّنة على القطعة؛ فالماركة العالمية تختلف عن الماركات التِجارية من حيث التقييم. أضيفي إلى ذلك أن شكل المتجر وموقعه، يلعب دَوراً في تحديد الثمن، وعدد القطع المتوفرة من كلّ موديل. فكلما خفّت الكمية ارتفع الثمن، واقتربنا من مفهوم Pret A Couture.

كما تنظّم الدُور المعروفة عروضاً ضمن أسابيع الموضة الجاهزة التي تجري مرتين سنوياً، الأول في سبتمبر والثاني في فبراير. وهي تنظَّم في عواصم المدن الأربع، في كلٍّ من: باريس وميلانو ولندن ونيويورك.

أما أشهر أسابيع الموضة فهي:

- أسبوع الموضة في نيويورك (فبراير وسبتمبر).

- أسبوع الموضة في لندن (فبراير وسبتمبر).

- أسبوع الموضة في ميلانو (فبراير وسبتمبر).

- أسبوع الموضة في باريس (فبراير/مارس وسبتمبر/أكتوبر).

تُقام أسابيع الموضة الرئيسية الأربعة بالتتابع كلّ ستة أشهر، ويتنقل الوكلاء، ومحررو الموضة، والمشاهير، من بلد إلى آخر لمتابعة العروض مباشرة. وتحرص النجمات على الظهور بتصاميم من المجموعات الجديدة.

تُسمى القطع المعروضة على منصات العرض: عينات ملابس أو Prototype Sample، ويبدأ إنتاجها بعد العرض لتباع إلى تجار التجزئة، ولا تُقدّم طلبات الإنتاج إلى المصانع إلا بعد أن يُقدِّم تجار التجزئة طلباتهم إلى ماركات الملابس.

الأزياء الراقية هل تستحق ثمنها المرتفع؟

تصل أسعار القطعة الواحدة من 10.000 دولار إلى 150.000 دولار أمريكي. فالكوتور كلمة فرنسية تعني الخياطة الرفيعة التي تُصنع يدوياً على يد خياطين متخصصين، غالباً ما يستخدمون أقمشة فاخرة وعالية الجودة بتفاصيل جميلة، مثل التطريز. قد يستغرق تنفيذ فستان واحد نحو ألفي ساعة من العمل اليدوي، وغالباً ما يتم تنفيذ قطعة واحدة فقط من كلّ تصميم؛ بناء على طلب المرأة وبحسب مقاييسها وذوقها. كما تُعَدّ الأزياء الراقية حِكراً على النُخبة، ولا يستطيع شراءها إلا عددٌ قليل من الناس. لذا تتكتم الدُور العالمية على أسعارها.

يتولى اتحاد الأزياء الراقية والموضة (المعروف سابقاً باسم الغرفة النقابية للأزياء الراقية) تحديد أهلية دُور الأزياء والمصممين الذين يندرجون ضمن خط الكوتور. لقد تأسس الاتحاد (FHCM) عام 1868، وهو يرعى مصالح صناعة الموضة الفرنسية، ويهتم بتنظيم أسبوع الهوت كوتور في باريس، والإشراف على وضع جدول العروض الرسمي، الذي تحرص الدُور غير المنضمة إلى الاتحاد، على إدراج عروضها بالتزامن مع الحدث؛ لاغتنام فرصة تواجُد الشُراة وهواة الموضة للترويج لمجموعاتهم الراقية، ولكنها لا تلبّي المعايير الفرنسية بكاملها.

فللحصول على صفة مصمم كوتور، يجب على دُور الأزياء تلبية معايير صارمة، مثل: تصميم ملابس مخصصة للعملاء الأفراد، وامتلاك ستوديو في باريس يضم 15 موظفاً على الأقل بدوام كامل. كما يجب أن تكون التصاميم مصنوعة يدوياً باستخدام تقنيات الأزياء الراقية التقليدية، ويجب عرض المجموعات مرتين سنوياً خلال الجدول الرسمي في باريس. ومن الدُور العالمية المندرجة في الاتحاد، نذكر: شانيل، وديور، وجيفنشي، وفالنتينو، وإيلي صعب.

أما بالنسبة إلى عدد دُور الأزياء والمصممين الضيوف؛ فهو محدود ويتغير كلّ موسم حسب القواعد المنصوصة. ومن بين هؤلاء المصممين الذين نالوا هذا التقدير: إيريس فان هيربن، وفيكتور آند رولف. ومن بين المصممين الذين هم أعضاء دائمون في المجلس الاستشاري للأزياء الراقية: ميزون مارتن مارجيلا، وجيامباتيستا فالي، وأديلين أندريه، ومحمد آشي، وجورج حبيقة، وزهير مراد.

أما بالنسبة إلى جدول أسبوع الهوت كوتور في باريس؛ فهو يقام مرتين سنوياً؛ حيث يعرض المصممون إبداعاتهم الحِرفية المتميزة، من خلال عروض مذهلة تقام في كلٍّ من شهري يناير ويوليو.

فلقد كان عرض شانيل من أبرز العروض في يوليو 2016. إذ تحوّلت قاعة العرض في غراند باليه إلى مشغل أزياء راقية، تَغَصُّ بلفائف القماش وطاولات التصميم وتماثيل نصفية، واستُقبل المدير الإبداعي كارل لاغرفيلد آنذاك برفقة أربع خيّاطات من مشغل شانيل.

الأزياء الراقية: تاريخ عريق يعود إلى القرن التاسع عشر

في عام 1858، افتتح المصمم المبدع تشارلز فريدريك وورث، وهو خياط إنجليزي مقيم في باريس، دارَ أزياء خاصةً به؛ إذ كان أول من وقّع على ملابسه وطلب من الزبائن الدفع قبل استلام طلباتهم. كما كان أولَ من نظّم عروض أزياء. كما حَذَتْ دُور أزياء أخرى حذْوَه، وبدأت بالتخصص في الأزياء الراقية. في عام 1868، تأسست "نقابة الأزياء والموضة والخياطين" لحماية مستقبل الأزياء الراقية. في عام 1945، سُمّيت "اتحاد الأزياء الراقية والموضة".

وكانت رمزاً للثراء والمكانة الاجتماعية.

ولكنها في المقابل، كانت مصدرَ إلهام في صناعة الأزياء الجاهزة، التي ركّزت على تقليد خط الأزياء الراقية بأسعار معقولة.

وفي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، تعرّضت الأزياء الراقية لضغوط بسبب رواج شعبية الملابس الجاهزة، ولكنها اليوم ترمز إلى الحِرفية والحصرية في مجال صناعة الموضة.

لقد بدأت موضة الملابس الجاهزة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، واستمرت في النموّ بعد الحرب العالمية الثانية. ولم يكن هذا راجعاً فقط إلى الثورة الصناعية؛ بل أيضاً إلى التغيّرات الاجتماعية. بدأ الناس يرتدون ملابس تتناسب أكثر مع أسلوب حياتهم، ولم تعُد دليلاً على مكانتهم الاجتماعية؛ فتزايد الإقبال على الملابس الجاهزة، وبقيت الأزياء الراقية حِكراً على المناسبات الرسمية والأعراس.

وفي القرن التاسع عشر، بدأ الناس يرتادون المتاجر لشراء الأزياء الجاهزة، وكان الإنتاج الضخم هو المحرّك الرئيسي لهذا القطاع. احتوت المتاجر الكبرى على مجموعات الملابس الجاهزة وعُرضت بأسعار ثابتة. كانت فرنسا رائدة في تصنيع الأزياء الجاهزة، إلا أن بُعد المسافة صعّب على الدول الأخرى اقتناء التصاميم الفرنسية الجاهزة، ومنها الولايات المتحدة الأمريكيةـ مما تسبب في مشكلة استدركها الأخوان إيرليش عام 1903، حين قررا افتتاح متجر للأزياء الفرنسية متعدد الأقسام في نيويورك. وسرعان ما بدأ هذا النمط من الأزياء الجاهزة بالانتشار خارج نطاق المصممين الفرنسيين، بدافع من نجوم هوليوود، الذين غالباً ما ساهموا في زيادة شعبية التصاميم العصرية.

*المصدر: مجلة سيدتي | sayidaty.net
لايف ستايل على مدار الساعة