لايف ستايل

في فن

مشاهير

أسعار النفط تسجل أكبر انخفاض منذ عام 2021 بسبب رسوم ترامب الجمركية

أسعار النفط تسجل أكبر انخفاض منذ عام 2021 بسبب رسوم ترامب الجمركية

klyoum.com

تعرضت أسعار النفط في الأسبوع الأول من شهر أبريل لضربة مزدوجة مسجلة أكبر انخفاض منذ عام 2021، حيث فرضت الولايات المتحدة رسوم جمركية شاملة على جميع الواردات، بالإضافة إلى زيادة غير متوقعة في إمدادات أوبك بلس، مما أدى إلى تراجع أسعار النفط العالمية بمقدار 10 دولارات للبرميل.

أدى التأثير المُجتمع لرسوم "دونالد ترامب" الجمركية على الواردات وقرار أوبك بلس غير المُوفق بتسريع إنهاء تخفيضات الإنتاج والإجراءات

الانتقامية الصينية، إلى تراجع أسعار النفط العالمية بمقدار 10 دولارات للبرميل، حيث انخفض خام برنت إلى ما دون 65 دولار للبرميل لأول مرة منذ أغسطس 2021.

ردًا على الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس ترامب، أعلنت وزارة المالية الصينية أنها ستفرض رسومًا جمركية إضافية بنسبة 34% على جميع السلع المنتجة في الولايات المتحدة اعتبارًا من 10 أبريل (بالإضافة إلى الرسوم الجمركية الحالية يصل اجماليها إلى 54%)، مع إضافة سبعة معادن أرضية نادرة إلى قائمة بكين للرقابة على الصادرات، وقد أدت علامات حرب تجارية واسعة (والتي قد تبطئ الاقتصاد العالمي) إلى تدهور الأسواق المالية العالمية، مع الشعور بآثارها على سوق السلع الأساسية أيضًا.

وقد أصدر صندوق النقد الدولى تحذيرًا من تبعات الرسوم الجمركية الأمريكية علي الواردات الأمريكية والاجراءات المتبادلة الناتجة عنها، وقال أنها تُشكّل "خطر كبير" علي صحة الاقتصاد العالمى، وقد يؤدي ذلك إلى احتمالية خفض صندوق النقد الدولي لتوقعاته لنمو الناتج المحلى الإجمالى العالمى بنحو 3.3% في 2025 -2026.

سوق النفط يواجه "ضربة رباعية"

صرح "أولي هفالبي" محلل تداول السلع في بنك سكاندينافيسكا إنسكيلدا بانكين إيه بي (SEB)، بأن سوق النفط واجه ضربة رباعية والتي دفعت الأسعار إلى الانخفاض الحاد خلال أيام التداول الأربعة الماضية.

وأوضح هفالبي في التقرير أن الرسوم الجمركية الأمريكية وزيادة إنتاج أوبك بلس والرد الصيني على التعريقات وتخفيضات الأسعار السعودية، شكلت هذه الضربة الرباعية، مشيرًا إلى أن أسعار خام برنت "انخفضت بمقدار 13 دولار للبرميل (أي ما يعادل 21%) منذ أعلى مستوى لها يوم الأربعاء الماضي (2 أبريل) مسجلةً انخفاضًا كبيرًا في أربعة أيام تداول فقط"، ليتراجع خام برنت عند مستوي 62.8 دولار مسجلًا أدني مستوياته منذ فبراير 2021.

وقال هفالباي في التقرير: "كشفت الولايات المتحدة يوم الأربعاء في الثاني من أبريل عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية الفردية وتفاعل السوق بسرعة، حيث نفذ ترامب وعده بإعادة التوازن إلى الوضع التجاري للولايات المتحدة مع العالم، هدفه الرئيسي هو بيئة تجارية أكثر توازنًا، مما أدى بطبيعة الحال إلى إضعاف أسعار خام برنت".

وتابع: "من المرجح أن يُثير فرض رسوم جمركية صارمة على نطاق واسع المخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي مما قد يُضعف الطلب العالمي على النفط، هذا الغموض الاقتصادي الكلي، وخاصةً فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، يدعو إلى توخي الحذر بشأن وتيرة نمو الطلب".

وأشار هفالباي في التقرير إلى أنه بعد فترة وجيزة، أعلنت أوبك بلس عن خطط لزيادة الإنتاج في مايو بمقدار 411 ألف برميل يوميًا، "متجاوزةً التوقعات السابقة بزيادة كل ثلاثة أشهر"، وأكدت أوبك أن أساسيات السوق القوية والتوقعات الإيجابية كانت وراء هذا القرار، وأضاف أن القرار نابع على الأرجح من الإحباط داخل الكارتل، لا سيما بعد أشهر من الإنتاج الزائد من كازاخستان والعراق.

وأشار محلل SEB في التقرير إلى أنه يوم الجمعة الماضي (4 أبريل) ورغم إغلاق السوق الصينية، صدرت مؤشرات قوية من الصين حول كيفية تعاملها مع الرسوم الجمركية الأمريكية، وقال: "من الواضح أن الصين ترد بالمثل، حيث فرضت رسومًا جمركية بنسبة 34% على جميع السلع الأمريكية، وهذه الخطوة تثير مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي بسبب انخفاض التجارة العالمية، مما سيضعف الطلب العالمي على النفط مستقبلًا".

وتستعد الدول في جميع أنحاء العالم لفرض رسوم على الولايات المتحدة ردًا على الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب على أكثر من 180 دولة، وقد أدت اشتعال الحرب التجارية والتي قد تؤدي إلى ركود اقتصادي عالمية إلى اضطراب الأسواق المالية العالمية، مع الشعور بآثارها على سوق السلع الأساسية أيضًا.

وأشار هفالباي في التقرير إلى أنه في بداية هذا الأسبوع، استمرت أسعار النفط في الانخفاض بعد أن خفضت المملكة العربية السعودية سعر خامها الرئيسي بأكبر قدر في أكثر من عامين، حيث قامت المملكة العربية السعودية بخفض سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف بمقدار 2.3 دولار للبرميل لآسيا في مايو، بينما خُفِّضت الأسعار أيضًا إلى أوروبا والولايات المتحدة".

وفي تقرير SEB، قال هفالباي إن هذه العوامل الرئيسية الأربعة هي التي دفعت الانخفاض الهائل في الأسعار خلال أيام التداول الأربعة الماضية، وذكر أن الموضوع الرئيسي هو الخوف من ضعف الطلب وزيادة العرض، لقد أثارت الحرب التجارية المتصاعدة مخاوف بشأن ركود عالمى متوقع مما أدي إلي تباطؤ الطلب، وتفاقم نتيجة الارتفاع الكبير المفاجئ فى الإنتاج من منظمة أوبك بلس"، وتابع: "مع ذلك، يجدر التساؤل عما إذا كان السوق يقلل من تقدير خطر نشوب صراع بين الولايات المتحدة وإيران هذا العام".

وتابع: "لقد أدى التعبئة العسكرية الأمريكية ومقاومة إيران للدبلوماسية إلى زيادة خطر نشوب صراع عسكري محتمل"، وفي ظل هذه الظروف، نواصل توقعاتنا بوصول سعر برميل النفط إلى 70 دولار لهذا العام، وقد يبلغ متوسط سعر خام برنت 75 دولار للبرميل في الربع الأول من عام 2025.

وقد تواجه العقود الآجلة للنفط الخام تواجه مزيدًا من الانخفاض مدفوعًا بتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث أثار فرض كلا البلدين رسومًا جمركية أعلى مخاوف بشأن ركود عالمي محتمل، مما قد يُضعف الطلب على النفط، لقد أدى هذا الخوف إلى انخفاض حاد في الأسعار وقد يواصل المتداولون احتساب مخاطر الركود، مما يُثقل كاهل السوق.

علاوة على ذلك، فإن قرار أوبك بلس بزيادة إنتاج النفط يُثقل كاهل السوق، وقد عدّلت المجموعة خططها الإنتاجية، حيث تهدف الآن إلى إضافة 411 ألف برميل يوميًا في مايو، وهو ما يزيد بكثير عن 135 ألف برميل يوميًا المتوقعة سابقًا، وفقًا لما ذكره، ومن المتوقع أن تُفاقم هذه الزيادة في العرض، التي تُعاكس تخفيضات الإنتاج السابقة، تخمة المعروض الحالية في السوق.

وبالنظر إلى الطلب في تحليل السوق، يقول هفالباي إن آسيا شهدت انخفاضًا في واردات النفط في الربع الأول من عام 2025، مع انتعاش طفيف في مارس، وحذر قائلًا: "ومع ذلك، قد يظل الطلب تحت الضغط في ظل الظروف الاقتصادية الحالية الأوسع"، ويشير هذا المزيج من ضعف الطلب وتزايد العرض إلى أن توقعات أسعار النفط الخام هبوطية في الوقت الحالي.

يعتقد بعض الخبراء أن ترامب يبدو مرتاحًا للغاية إزاء الوضع المتدهور في سوق النفط، وستظل قدرة السوق على تسعير النمو ومخاطر الركود مُشكّلة حتى تُعرف سلسلة البيانات الاقتصادية لشهر أبريل (التي تبدأ في تحديد تداعيات معدلات التعريفات الجديدة) في وقت لاحق من هذا الشهر، ولكن حتى ذلك الحين، ما لم نحصل على مع وجود دليل ملموس على تراجع التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين وأوروبا، سيواصل السوق تراجعه في توقعاته للطلب على النفط الخام، في حين أن خفض أرامكو السعودية لأسعار النفط للعملاء الرئيسيين ودعوات أوبك بلس للضغط من أجل زيادة أكبر في الإنتاج، يُثقل كاهل أسواق النفط الخام ويُجبر المتداولين على بيع الأسعار المرتفعة.

تراجع واردات آسيا في الربع الأول يُظهر مشاكل الطلب على النفط الخام

تراجعت أسعار النفط الخام بعد أن أحدث الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تغييرًا جذريًا في التجارة العالمية، لكن صدمة رسوم ترامب الجمركية تُخفي أيضًا بعض الضعف الكامن في الطلب الذي كان قائمًا بالفعل، وتحديدًا ضعف الواردات في الربع الأول في آسيا التي تعد أكبر منطقة مشترية للنفط الخام في العالم.

ووفقًا للبيانات التي جمعتها شركة LSEG لأبحاث النفط، استوردت آسيا 26.44 مليون برميل يوميًا من النفط الخام في الربع الأول، بانخفاض قدره 640 ألف برميل يوميًا عن 27.08 مليون برميل يوميًا للفترة نفسها من عام 2024، ويتناقض هذا الانخفاض في الواردات مع توقعات منظمات مثل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية بأن آسيا ستقود نمو الطلب العالمي على النفط في عام 2025.

وإذا كان هناك جانب إيجابي طفيف في ضعف واردات آسيا في الربع الأول، فهو أنها أظهرت بالفعل بوادر انتعاش في مارس، استوردت المنطقة 27.39 مليون برميل يوميًا في مارس بزيادة عن 25.44 مليون برميل يوميًا في فبراير وهو رقم يتماشى تقريبًا مع 27.33 مليون برميل يوميًا المسجلة في مارس من العام الماضي، وفقًا لبيانات بورصة لندن.

قادت الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم الانتعاش في مارس، حيث وصلت شحناتها البحرية إلى 10.14 مليون برميل يوميًا وهو أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر، وبإضافة واردات خطوط الأنابيب، يصل إجمالي واردات الصين من النفط الخام في مارس إلى 11.04 مليون برميل يوميًا متجاوزًا 10.42 مليون برميل يوميًا في أول شهرين من العام، ولكنه لا يزال أقل من 11.6 مليون برميل يوميًا المسجلة في مارس 2024.

ومن الجدير التساؤل عن سبب استيراد الصين وبقية دول آسيا كميات أكبر من النفط الخام في مارس مقارنةً بالشهرين الأولين من عام 2025، هناك عدة عوامل مثل إعادة تخزين المصافي للمخزونات بعد الصيانة المخطط لها واستباقًا للارتفاع الموسمي في الطلب مع انتهاء فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، ولكن من المرجح أن يكون العامل الأهم هو السعر، حيث تم ترتيب معظم الشحنات التي وصلت في مارس في وقت كانت فيه أسعار النفط الخام العالمية تتجه نحو الانخفاض.

جولدمان ساكس يُخفض سعر النفط المستهدف

خفّض جولدمان ساكس الأسبوع الماضي متوسط سعر خام برنت لعام 2025 بنسبة 5.5% ليصل إلى 69 دولار للبرميل، بينما من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 66 دولار للبرميل، وأشار البنك الاستثماري إلى تزايد المخاطر على النفط نتيجةً لحرب تجارية عالمية مُحتدمة، والتي قد تُؤدي إلى ركود اقتصادي، كما حذّر جولدمان ساكس من أن أي إجراءات تتخذها منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها لزيادة الإنتاج قد تؤثر سلبًا على أسعار النفط.

قال "تاماس فارغاس" المحلل في شركة بي في إم أويل أسوشيتس: "تصاعدت الحرب التجارية وتزايدت مخاوف الركود وبالتالي سيتأثر نمو الطلب على النفط بشكل كبير"، إن إعفاء واردات الطاقة الأمريكية وإعلان أوبك بلس عن مفاجأة مدوية بإعادة إضافة المزيد من النفط في مايو عما كان مخططًا له سيُفاقم الوضع، مما سيؤدي إلى استمرار التقلب وتزايد المخاطر، ومن المستحيل حاليًا التنبؤ بموعد عودة الإقبال على النفط والأسهم.

*المصدر: في فن | filfan.com
لايف ستايل على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com