مصرع 5 أشخاص في مأساة فيضانات أستراليا
klyoum.com
في بلدة صغيرة قرب مدينة Taree، لم يتبقَ من منزل "جانيت" سوى سقف مائل بالكاد يظهر فوق سطح المياه.
كانت تهمّ بالخروج حين اندفعت السيول من خلف التلال كوحش غاضب، جرفت أمامها الطرق، الأسوار، وحتى السيارات المتوقفة.
"لم أتمكن حتى من إنقاذ صورة أمي"، تقول جانيت والدموع تنساب على وجنتيها، مضيفةً: "كل شيء ذهب خلال دقائق".
في مشهد يتكرر في بلدات ومزارع الساحل الشرقي لأستراليا، تواصل السلطات سباقها مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد أن ضربت فيضانات مفاجئة مناطق شاسعة من ولاية نيو ساوث ويلز، مخلفةً خمسة قتلى على الأقل، وآلاف المشردين.
السماء لم تكفّ عن المطر لخمسة أيام متتالية، وبلغ منسوب الأمطار في بعض المناطق مستويات قياسية، تخطت 420 ملم خلال 48 ساعة. الطرق غرقت، الجسور انهارت، والمزارع تحولت إلى بحيرات موحلة.
الضحايا والدمار
أُعلن عن وفاة رجل ثمانيني أمس بعد العثور عليه داخل مركبته التي جرفتها المياه، وقال مسؤول في شرطة الولاية إن أربعة أشخاص آخرين لقوا حتفهم في حوادث متفرقة مرتبطة بالفيضانات. ومع تضاؤل فرص النجاة في بعض المناطق المنعزلة، يتخوّف السكان من ارتفاع عدد الضحايا.
تم إجلاء نحو 50 ألف شخص من مناطق الخطر، معظمهم من Hunter Valley وMid North Coast، فيما لجأ البعض إلى أسطح المنازل في انتظار المساعدة.
الإنقاذ تحت الخطر
على الأرض، تعمل فرق الإغاثة لساعات متواصلة، مدعومة بطائرات مروحية وزوارق مطاطية، حيث تم تنفيذ أكثر من 1,500 عملية إنقاذ حتى الآن. وفي المناطق التي عُزلت كليًا، تم استخدام طائرات بدون طيار لإيصال الأدوية والمؤن.
في تصريح له، قال رئيس الحكومة الفيدرالية أنتوني ألبانيز إن هذه الكارثة "تختبر صمود الأستراليين"، مضيفًا: "سنُعيد البناء، لكن علينا أولًا أن نمر من هذا الجحيم بسلام".
الخطر لم ينتهِ بعد
رغم أن الأمطار بدأت بالانحسار، إلا أن الأنهار ما تزال تهدد بالفيضان مجددًا. وأصدر مكتب الأرصاد الجوية تحذيرات جديدة من موجة ثانية محتملة مطلع الأسبوع القادم، بفعل جبهة باردة تتقدم نحو الشرق.
السلطات تُبقي المدارس مغلقة في معظم المناطق المنكوبة، فيما تستعد لجولة جديدة من الطوارئ، وسط مطالبات بتسريع إيصال التعويضات والمساعدات للمتضررين.
بين الطين والدموع
في إحدى نقاط الإيواء قرب Port Macquarie، يعزف متطوع على الغيتار لتخفيف التوتر عن الأطفال الذين لا يدركون ما حدث تمامًا، لكنهم يدركون أنهم فقدوا شيئًا كبيرًا.
"بيتنا مش موجود"، تقول طفلة تُدعى إيمي، بينما تعصر بين أصابعها دمية مبللة بالطين.