رائدة الأعمال جوانا حمدان: أقدم المجالس بصورة معاصرة
klyoum.com
أخر لايف ستايل:
بتوقيع جان لويس صبجي.. مايا دياب تخطف القلوب بفستان رائهتستلهمُ رائدةُ الأعمالِ الإيطاليَّة من أصولٍ لبنانيَّةٍ جوانا حمدان من المجلسِ البدوي التقليدي، لتُقدِّم كنبَ مجالسَ، يتحدَّثُ لغةً معاصرةً، وقابلاً للتكيُّفِ مع أي ثقافةٍ، ومساحةٍ اجتماعيَّةٍ، مع وضعِ الاستدامةِ والحِرفيَّة في الاعتبار. جوانا، وُلِدَت في لبنان عامَ 1984، وفي سنِّ الخامسةِ، غادرت وطنها مع عائلتها إلى كومو في إيطاليا، وهي منطقةٌ معروفةٌ بتقاليدها النسيجيَّة الغنيَّة، بما في ذلك إنتاجُ الحريرِ، والتطريزاتُ الدقيقة، ما أثَّر في تشكيلها. بعد متابعةِ تعليمها العالي في ميلانو، حصلت على درجةِ الماجستير في الاتِّصالات المؤسَّسيَّة، وإثرَ تجاربَ، أغنتها عبر أدوارٍ، قامت بها في المعارضِ، والأحداثِ واسعةِ النطاق، والوكالاتِ الرقميَّة، والعلاقاتِ العامَّة، وعقب فهمٍ قوي ومتكاملٍ لاستراتيجيَّاتِ الاتِّصال وتطويرِ العلاماتِ التجاريَّة، انتقلت في 2014 إلى بريانزا، وهي منطقةُ التصميمِ المعترفُ بها دولياً في إيطاليا، حيث تملَّكت شركةً لتصنيعِ الأثاث. وبحلولِ 2021، عزَّزت خبرتها وحِرفيَّتها من خلال إنشاءِ علامتها التجاريَّة الخاصَّة التي سمَّتها «جوانا حمدان». تتحدَّثُ رائدةُ الأعمالِ في الحوارِ الآتي مع «سيدتي» عن كنبِ المجالسِ المنخفض، وكيفيَّةِ صنعه بصورةٍ راقيةٍ وبسيطةٍ، وتأثيراتِ إيطاليا عليها، مع التركيزِ على عالمِ الأثاث في الوقت الراهن.
الحرير الفاتن في طفولتي
ما أبرزُ ذكرياتِ طفولتكِ حول الأقمشة، وكيف أثَّر والدكِ عليكِ في هذا الإطار؟
بدأتُ رحلتي في مجالِ الإبداعِ بعد انتقالي من لبنان إلى إيطاليا، وتحديداً إلى مدينةِ كومو، التي تشتهرُ بتراثها الغني في مجالِ المنسوجات. في ذلك الوقتِ، كان والدي يعملُ في شركةٍ، تزوِّدُ عدداً من أرقى دورِ الأزياءِ الإيطاليَّة بـالمنسوجات، لذا نشأتُ مُحاطةً بالحريرِ الفاتن، والتطريزاتِ المُعقَّدة. كانت الأقمشةُ دائماً جزءاً من عالمي. أتذكَّرُ أنني كنت شغوفةً بالملمسِ، والألوانِ، والحِرفيَّة التي تكمنُ وراءها، وكيف يمكنها أن تحكي قصَّةً دون كلماتٍ.
كنب المجالس
في التقاليدِ الشرق أوسطيَّة، يعني المجلسُ مكاناً للتفاعلِ الاجتماعي، ويُمثِّل المطرحَ الذي يُعبِّر فيه المضيفُ عن جوده. ما نظرتُكِ الخاصَّةُ إلى تصميمِ كنبِ المجالس؟
يُمثِّل المجلس قلبَ الضيافةِ في ثقافةِ الشرق الأوسط. إنه أكثر من مجرِّدِ مكانٍ. هو تجربةٌ، ورمزٌ للكرمِ والألفة. إنه المكانُ الذي تتدفَّقُ فيه المحادثاتُ، وتُحتَرمُ التقاليدُ، ويشعرُ الضيوفُ بالترحيبِ الحقيقي. في «جوانا حمدان»، أتبنَّى، مع فريقِ العمل، هذه الفلسفةَ في التصاميم حيث صالاتُ الجلوسِ، تُعزِّز التواصلَ، وتُجسِّد الفخامةَ والراحة. سواءَ توزَّعت قطعُ الأثاثِ المذكورةُ في بيئةٍ تقليديَّةٍ، أو معاصرةٍ، تبقى روحُ المجلسِ التي تجمعُ الناس معاً جوهرَ ما نقومُ به.
اللمس والعمق
عرفت صناعةُ كنبِ المجالس تحديثاتٍ عدة، شملت الموادَّ والأنماط، ما الموادُ الرئيسةُ واتِّجاهاتُ التصميمِ لهذه القطعِ من الأثاث خلال العامِ الجاري؟
تُحدِّد الاستدامةُ، والموادُّ الجاذبةُ للحواسِ اتِّجاهاتِ كنبِ المجالس العامَ الجاري، إذ من الواضحِ أن هناك تركيزاً متزايداً على الموادِّ عاليةِ الأداء المُعاد تدويرها، أو القابلةِ لإعادةِ التدوير، والأنسجةِ العضويَّة، واللمساتِ النهائيَّة الشبيهةِ بالحجر، والأخشابِ المستدامةِ، والممزوجةِ بالتكنولوجيا المبتكرةِ لتعزيزِ المتانة. لناحية الأنماط، هي تتحوَّلُ نحو الزخارفِ الدقيقةِ المستوحاةِ من الطبيعة، مع التركيزِ على اللمسِ والعمق.
المساحة الاجتماعية
هل أثاثُ «جوانا حمدان» الفاخرُ مُصمَّمٌ بشكلٍ خاصٍّ للمجالسِ الخارجيَّة، أم يمكن تعديله ليناسبَ مساحاتٍ أخرى؟
قطعُ أثاثِ «جوانا حمدان» مستوحاةٌ بشكلٍ كبيرٍ من مفهومِ المجلس، لكنْ هذه القطعُ مصمَّمةٌ لتكونَ قابلةً للتكيُّف، علماً أن فكرةَ المساحةِ الاجتماعيَّة الجاذبة، تتجاوزُ الثقافاتِ، وهذا هو السببُ في أن قطعنا، تتناسبُ بسلاسةٍ مع التراسات الحديثة، واليخوتِ الفاخرة، والأفنيةِ الخاصَّة، وحتى البيئاتِ الحضريَّة المُعاصرة.
للاطلاع على المقابلة في النسخة الديجيتال من «سيدتي»، اضغط(ي) هنا
تأثيرات إيطالية
ما التأثيراتُ الإيطاليَّة في «جوانا حمدان»، ولماذا تستمرِّين في التركيزِ على تصميمِ كنبٍ منخفضٍ وفخمٍ في آنٍ واحدٍ؟
يقومُ التصميمُ الإيطالي بدورٍ أساسٍ في عمليَّتنا الإبداعيَّة، خاصَّةً لناحيةِ السعي إلى الرقي، والحِرفيَّة، والجماليَّات الخالدة. إن مزيجَ الشكلِ والوظيفة، والاهتمامَ الدقيقَ بالتفاصيل عناصرُ، ندمجها بكلِّ قطعةِ أثاثٍ، علماً أن الفخامةَ، تدورُ حول الرقي البسيط، وليس المبالغة. يعكسُ التصميم المنخفض لكنبِ المجلس شعوراً بالارتباطِ والترابط، وتقاليدَ الجلوسِ في الشرق الأوسط، والأناقةَ المعماريَّة المعاصرة.
كيف تصفين الواقعَ الحالي للأثاثِ في العموم؟
يقعُ تصميمُ الأثاثِ اليوم عند مفترقِ طرقٍ بين الإبداعِ والأصالة، فمن ناحيةٍ هناك توجُّهٌ نحو الموادِّ الذكيَّة، والتكاملِ الرقمي، ومن ناحيةٍ أخرى، نشهدُ عودةً إلى الحِرفيَّة اليدويَّة، وروايةِ القصصِ ذات المغزى من خلال القطع، علماً أن التصاميمَ الأكثر إقناعاً، هي تلك التي تربطُ بين هذَين العالمَين، وتوفِّرُ الاستدامةَ، والقدرةَ على التكيُّف، والعمقَ العاطفي.
ماذا عن الاستدامةِ في صناعة الأثاث؟
الاستدامةُ جزءٌ لا يتجزَّأ من فلسفتنا. نحن نُعطي الأولويَّة للموادِّ ذات المصادرِ المسؤولة، ونُقلِّل من النفاياتِ أثناء الإنتاج، ونصنعُ قطعاً، تدومُ وقتاً طويلاً بدلاً من استبدالها بصورةٍ متواترةٍ. أيضاً نستكشفُ التشطيباتِ المبتكرةَ والصديقةَ للبيئة، والأقمشةَ القابلةَ لإعادةِ التدوير التي توازنُ بين الفخامةِ والمسؤوليَّة البيئيَّة. هدفنا صناعةُ أثاثٍ خالدٍ، يُقلِّل من الحاجةِ للاستهلاكِ واسعِ الانتشار.
الحرفية
هل قطعُ الأثاثِ في «جوانا حمدان» مصنوعةٌ بصورةٍ يدويَّةٍ؟
الحِرفيَّةُ أساسُ عملنا. في «جوانا حمدان» تُصنَع كلُّ قطعةٍ بعنايةٍ فائقةٍ باستخدامِ تقنيَّاتٍ، تحترمُ التراثَ والابتكارَ في آنٍ واحدٍ، ونؤمنُ بأن الفخامةَ الحقيقيَّة، تأتي من الخبرةِ، ومعرفةِ كيفيَّة تشكيلِ، ونسجِ، وتجميعِ الموادِّ بطريقةٍ، تُعزِّز جمالها، وتطيلُ عمرها.
ما العمرُ الافتراضي لقطعِ الأثاثِ المنزلي، وما الدورُ الذي تقومُ به الاتِّجاهاتُ في هذه الصناعة؟
يجبُ أن تُبنى المفروشاتُ لتدومَ عقوداً من الزمن، وليس لفصولٍ معيَّنةٍ حصراً. وفي حين تُؤثِّر الاتجاهات في الجماليَّات، يتجاوزُ التصميمُ الحقيقي أي موضةٍ عابرةٍ، لذا نركِّزُ على تصميمِ قطعٍ ذات أناقةٍ خالدةٍ، تتطوَّر مع بيئتها بدلاً من أن تصبح قديمةَ الطراز. الجودةُ، والراحةُ، والارتباطُ العاطفي، هي ما يُحدِّد طولَ العمرِ في التصميم.
الذكاء الاصطناعي
في أي مراحلَ من عملكِ يتمُّ استخدامُ الذكاءِ الاصطناعي؟
في «جوانا حمدان»، نركِّزُ على مصادرَ، تتمثَّلُ في الحِرفيَّة، والماديَّة، واللمسةِ الإنسانيَّة للوصولِ إلى الفخامةِ الحقيقيَّة. وفي حين يعملُ الذكاءُ الاصطناعي على تحويلِ عديدٍ من الصناعات، يظلُّ نهجنا مُتجذِّراً بعمقٍ في التقنيَّات الحِرفيَّة، والحدس التصميمي. مع ذلك، ندركُ إمكاناتِ الذكاءِ الاصطناعي في مجالاتٍ مثل التصوُّر الرقمي، وتحسينِ العمليَّات، ونبقى منفتحين على استكشافِ كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُكمِّل، وليس أن تحلَّ بدلَ أصالةِ التصميمِ المصنوع يدوياً.
ما النصيحةُ التي تُقدِّمينها لكلِّ امرأةٍ قبل شراءِ الأثاث؟
الجماليَّاتُ ضروريَّةٌ في تصميمِ الأثاث، لكنْ الأناقةُ الحقيقيَّة، تأتي من التوازنِ بين الشكلِ والوظيفةِ والحِرفيَّة. عند اختيارِ قطعةِ أثاثٍ، لا تُفكِّري في جاذبيَّتها البصريَّة فقط. اهتمِّي كذلك بجودةِ الموادِّ، والراحةِ التي تُوفِّرها، وكيفيَّة دمجها بمساحتكِ. يجب أن تكون القطعةُ المصمَّمة جيداً خالدةً، وجميلةً اليوم، وأكثر أهميَّةً بمرورِ الوقت. لا تتعلَّقُ الفخامةُ بمظهرِ الأثاثِ فحسب، بل وبالشعورِ الذي ينتابكِ أيضاً عند استخدامِ القطعة، والأجواءِ التي تخلقها.
يتَّصفُ أثاثُ «جوانا حمدان» بطابعه البدوي، هل صحيحٌ ذلك؟
يعكسُ أثاثنا روحَ الضيافةِ، والتكيُّف، والاتِّصالَ بالطبيعة، وهي تقاليدُ متجذِّرةٌ في البدو، لا سيما من خلال المقاعدِ المنخفضة، والأنسجةِ الغنيَّة، والتركيزِ على الراحةِ الجماعيَّة. في الوقتِ نفسه، تُترجِم تصاميمنا هذه العناصرَ إلى لغةٍ حديثةٍ، ما يجعلها في متناولِ الجميع، وذات صلةٍ بالمساحاتِ الفاخرةِ المعاصرة.
جنباً إلى جنبٍ مع كنبِ المجالس، ما العناصرُ الأخرى التي تتضمَّنها أحدثُ مجموعاتكِ؟
نصمِّمُ سجَّادنا الخاصَّ، والطاولاتِ المنخفضة، والفوانيسَ مثل «مصباح نورا المحمول»، إضافةً إلى الإكسسواراتِ التي تُثري الأجواء. يتَّسمُ نهجنا بالشموليَّة حيث نختارُ عناصرَ، تتناغمُ في الوظيفةِ والجماليَّات، ما يحوِّلُ المساحاتِ المنزليَّة الخارجيَّة إلى بيئاتٍ اجتماعيَّةٍ.