لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ٥ أب ٢٠٢١
كفاكم كذباً على الأطفال والمُراهقين بإخبارهم تلك القصص حيث الخيال يُصبح لدَيهم حقيقة والوعود إنتظارًا سيطول ويتحوّل إلى مرارة. فقصص الحبّ التي نسمعُها لا تتحقّق إلا نادرًا والواقع ليس زهريّ اللون. لَم أرَ في حياتي فتاة قرويّة تلتقي بأمير يتزوّجُها ويعيشان سويًّا سعداء حتى آخر أيّامهما، أو بِفقير يعثرُ على كنز سحريّ يجلبُ له الخيرات والمحبّين. حتى علاقاتنا اليوميّة تتّسمُ في غالب الأحيان بالخذلان والمصلحة والغشّ، ونجدُ أنفسنا نبحثُ على مدار الساعة على بصيص يُعيدُ لنا أملنا بالبشريّة. لا تقولوا عنّي إنّني مُتشائم بل إبحثوا وقولوا لي حقًّا إن كنتُ مُخطئًا أم لا. فقسم كبير منّا يهوى الكذب على نفسه ليتمسّك بخيوط السعادة الخياليّة قائلاً لنفسه: 'ماذا لو...'
قصّتي هي قصّة رجل آمَنَ بالحبّ وتعرَّفَ إلى الواقع المرير. فالواقع يكون غالبًا مريرًا لأنّه بالفعل الصورة الحقيقيّة لعالمنا، هو نفسه الذي يُحجبونه عنّا في صغرنا. يا لَيتهم أخبرونا عنه لنواجهه ونتحضّر له أكثر حتى نحمي نفسنا.
أحببتُ ديما حبًّا كبيرًا حين كانت زميلتي بالصفّ في المدرسة الثانويّة، وهي أحبَّتني أيضًا واتّفقنا أن نربطَ مصيرَينا لاحقًا. تحبّون سماع قصص الحبّ التي تبدأ باكرًا، أليس كذلك؟ لأنّكم تعتقدون أنّها أقوى مِن غيرها لأنّها تنشأ في قلب مَن لا يزال يحتفظُ بشيء مِن البراءة. لكنّ المرء يكون فاسدًا منذ البدء، وكأنّ المكر والشرّ والأذى هي بمثابة زهرة تنمو بصمت في قلب صاحبها مِن دون أن يظهر شيء للعلَن. أكلَتُ وشربتُ ونمتُ واستيقظتُ على حبّ ديما، واجتهَدتُ لأنال شهادتي الجامعيّة وإيجاد عمَل لأتزوّج منها وأُسعِدُها. أجل كان هدفي، ولسنوات طويلة، ألا تمّحى بسمتها عن وجهها وأرى باستمرار عينَيها وهي تلمَع مِن الفَرَح.
كان كلّ شيء يُنذر بأنّني سأكون أسعَد زوج، فالعائلتان كانتا تُباركان علاقتنا وتعدّ السنوات والأشهر لحضور حفل زفافنا.
بدأتُ العمل في مصرف حيث كان لي مستقبلاً لامع، ودبّرتُ لخطيبتي أن تكون إلى جانبي، فهي الأخرى عمِلَت في المصرف نفسه. كنّا نذهب إلى العمل ونعودُ منه سويًّا، وهذا حلم كلّ ثنائيّ. وذات يوم، بحضور زملائنا والمدير، ركعتُ أمام ديما طالبًا يدها رسميًّا وهي قبِلَت وسط تصفيق الجميع. قبِلَت حبيبتي بي وبدأنا بتحضيرات الزفاف.