حكاية سمير صبري مع أول مهرجان يقدمه … اتهمه رئيس التليفزيون بالإسفاف بسبب قبلة سعاد حسني

مسيرة فنية طويلة للفنان سمير صبري بدأها من الإذاعة، وتحديدا 'ركن الطفل' مع الفنانة لبنى عبد العزيز، استمر عمله في الإذاعة وتتلمذ على يد كبار الأساتذة وكما يصف نفسه كان محظوظا لأنه بدأ الطريق مع الكبار.

ورحل الفنان سمير صبري عن عالمنا صباح اليوم، الجمعة 20 مايو، وفي لقاء سابق له مع الإعلامي محمود سعد، في برنامجه 'باب الخلق' حكى سمير صبري عن أول مرة وقف فيها على خشبة المسرح ليقدم حفل، وما فعله في هذا اليوم.

من يتابع تاريخ سمير صبري في التقديم التلفيزيوني سيجده محاورا مختلفا تستمتع وأنت تشاهده وهو يتحدث مع النجوم، يعرف جيدا كيف يستخلص منهم المعلومة يحكي معهم عن أسرارهم، كما يصفه المقربون منه هو موسوعة فنية يعرف كل شيء عن أهل الفن، وخلال اللقاء حكى سمير صبري عن مهرجان التليفزيون الدولي الذي أقيم عام 1965 وكان أول تعارف بينه وبين الجمهور.

وقال سمير صبري: لم أذهب إلى تقديم الحفل، اختارت ليلى رستم مجموعة من مذيعي الإذاعة الذين يجيدون لغات على أمل أن يكونوا مرافقين للنجوم الأجانب المشاركين، ذهبت مع مجموعة من المذيعن وجلست في فندق في غرفة تطل على الميدان ومعي شخصين، تابعت الحفل وكانت ليلى رستم تقدم النجوم الأجانب وأنهت الفقرة وأغلقت الستار.

وهنا كان للقدر دورا مع سمير صبري ليأخذ أول فرصة حقيقة له للظهور ويحكي: بعد انتهاء الفقرة حدث هرج كبير وسألوا عن ليلى رستم لأنها قدمت النجوم الأجانب ولم تقدم النجوم المصريين، وعرفوا أنها أنهت الفقرة وغادرت المكان، فسألوا إن كان هناك مذيع من الإذاعة، فأخبرتهم أنني من إذاعة الشرق الأوسط، وأخذت ورقة وبها أسامي النجوم المصريين وحفظتها وخرجت وقفت على المسرح وسط الأضواء وكان العرض على الهواء، وبدأت بإعلان أسماء النجوم الأجانب ووقفوا خلفي على المسرح وكنت سعيدا، وبعدها قرأت أسماء النجوم المصريين منهم عبد الحليم حافظ وسعاد حسني وأحمد مظهر وفؤاد المهندس، وأصبح يقف خلفي 24 نجما.

لم يخف سمير صبري من الأضواء أو الوقوف أمام عدد كبير من نجوم مصر والعالم وعن هذه الثقة في النفس التي تميز بها قال في حواره مع الإعلامي محمود سعد: قد يكون ساعدني على تخطي هذا الموقف لأنني تعرفت على الإعلامي جلال معوض في منزل عبد الحليم وكان يصطحبني لحفلات أضواء المدينة وكنت أراه كيف يتعامل مع النجوم، كان هذا بمثابة الدرس الخاص الذي تعلمت منه الكثير، كان يدربني للوقوف على خشبة المسرح.

واستكمل ذكرياته عن مهرجان التليفزيون الدولي أنه وقف وتحدث لمدة 50 دقيقة وجاءت له فكرة جمع نجم أجنبي مع نجم مصري لتمثيل موقف على المسرح، ومنهم سعاد حسني وتخيل إذا التقت جاردنر ماكيه ماذا سيحدث، فوقفت سعاد وقالت له 'أنا أحبك' وهي الكلمة التي تعرفها بالإنجليزية، وفجأة قام هو بتقبيلها وكل هذا على الهواء وسط صيحات الجمهور.

وتابع حكايته: جاء نفس الشخص الذي كان يبحث عن ليلى رستم في البداية وأنا لا أعرف من هو، وغضب وقال لي 'إيه اللي أنت عملته دا إيه الإسفاف ده' ولم أفهم وقتها كلمة إسفاف، بعدها خرجت والتقيت بسعاد حسني وكان هو أول لقاء بيننا ومن بعدها أصبحنا صديقين.

وأضاف: في اليوم التالي التقيت برجل سألني إن كنت مذيع في الإذاعة وسألني عما فعلته في المهرجان وطلب مني أن أقدم فقرة طوال أيام المهرجان ونقلوني في غرفة بمفردي تطل على البحر، وفكرت في فقرة أن يظهر روجر مور ويغني 'شيخ البلد' وكتبت له الأغنية بالإنجليزية، وبعدها يظهر محمد الكحلاوي والراقصة سهير زكي، لكن نفس الرجل الذي اتهمني بالإسفاف رفض ظهور الكحلاوي على التليفزيون لأنه ممنوع من الظهور، لم أجد أمامي سوى الرجل الآخر الذي طلب مني أن أقدم فقرات في المهرجان، وهو عبد القادر حاتم، وزير الإعلام، والذي أمر أن تنفذ الفقرة، واكتشفت أن الشخص الذي كان رافضا لظهور الكحلاوي هو ريئس التليفزيون.

وتشيع جنازة الفنان سمير صبري غدا السبت 21 مايو، من مسجد الشرطة عقب صلاة الظهر، والدفن في مدافن الأسرة بالإسكندرية، ويقام العزاء، الإثنين 23 مايو في مسجد الشرطة بالشيخ زايد.

ورحل الفنان سمير صبري عن عالمنا صباح اليوم، الجمعة 20 مايو، عن عمر ناهز 85 عاما بعد صراع مع المرض ويتواجد جثمان الفنان الراحل حاليا في مستشفى العجوزة.

وكان سمير صبري ورغم مرضه وتواجده في المستشفى حريص على تسجيل حلقات برنامجه 'ذكرياتي' وآخر الحلقات التي قام بتسجيلها مع نجمه اﻻوبرا العالمية فرح ديباني.

وسمير صبري مواليد 27 ديسمبر 1936، عمل في بداياته مذيعاً في الإذاعة الإنجليزية ثم اتجه إلى التمثيل والغناء، شارك في أكثر من 200 عمل، وكان آخر أفلامه '2 طلعب حرب' الذي عرض هذا العام.

حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)