لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة لها
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢١
صورة تعبيرية
تحدث عالم الأحياء العصبية جيرهارد روث عن العوامل التي لها تأثير على مرونة النفس اللازمة لمواجهة الصدمات، خاصة وأن هناك من يخرج من الأزمات بسهولة بينما يعاني البغض الآخر من صعوبة الخروج من الصدمات النفسية التي تمرّ عليه في حياته.
وأكد في حوار مع مجلة 'فوكوس' الألمانية أن اختبارات الدم واللعاب تقدم دليلا على مدى قدرة الشخص على مقاومة الأزمات، لافتاً إلى أن الإغلاق والحجر الصحي الخاصة بوباء كورونا، وما صاحبها من أزمات اقتصادية واجتماعية لا حصر لها، كشفت أن الكثير من الأفراد غير قادرين على مواجهة الصدمات، وأن ثباتهم النفسي يكاد يكون متلاشياً.
وسجلت تقارير طبية عالمية تعرض عدد كبير من الأشخاص لاضطرابات مثل الاكتئاب والأرق، ناهيك عن التوتر الدائم والغضب، وهو ما دفعهم للبحث عن السبب أو سر هشاشة الإنسان نفسياً.
وبحسب روث فإن مسألة ما إذا كان شخص ما مرناً مع الأزمات مثل كورونا أو المشاكل المالية أو العاطفية أو الأزمات الحياتية، إنما ترتبط ارتباطاً وثيقا بالسنوات الأولى من حياته والوقت الذي سبقه.
وتابع: 'أساسيات المرونة، وتحديدا المرونة النفسية، تتأثر إلى حد كبير قبل الولادة بجيناتنا وعوامل التحكم في الجينات، أو ما يسمى epigens. فتلعب تأثيرات دماغ الأم الحامل على دماغ الطفل الذي لم يولد بعد، تماماً كما تفعل تجارب التعلق المبكرة مع الوالدين أو الشخصيات الأخرى المرتبطة، مثل الأجداد أو العمات أو الأعمام أو الأشقاء الأكبر سنا أو أعضاء الحضانة'.
وينصح روث بأنه إذا وجد الأهل أن الطفل الصغير يعاني من مزاج صعب ومن المحتمل أن يكون لديه القليل من المرونة النفسية، باتخاذ تدابير خاصة تحت إشراف طبيب أطفال أو معالج نفسي للأطفال الصغار لتغيير هذا السلوك، وهو ما قد يساعدهم وبشدة في أن يفقدوا هذا الطبع من المزاج الصعب في سن مبكرة، ولا يعانوا بعدها كبالغين من اضطرابات القلق والاكتئاب والرهاب وغيرها من المشاكل النفسية.
وعن طرق وأنواع العلاجات المتوفرة لزيادة المرونة النفسية، يقول روث: 'يمكن تقوية الموارد النفسية الموجودة لدى الأشخاص الذين لا يثقون في قوتهم. أي يتم توجيههم لتقليل المخاوف من بعض التحديات، خاصة الخوف من الفشل، من خلال مقارنة هذه المخاوف بشكل منهجي مع التجارب أو الأفكار الإيجابية'.