حقائق "غريبة ومريبة" عن الملكة فيكتوريا

لا شك أن حياة الملوك والملكات عادة ما تكون حياة ترف، سخاء وثراء، ولا شك أيضا أن مثل هؤلاء الأشخاص يكونوا محظوظين بما لديهم من جاه، سلطة وأموال، حيث حياة الرخاء والرفاهية، التي ربما لا يعانون فيها مثل غيرهم من الأناس العاديين.

لكن هذا لا يعني أن حياتهم تخلو من بعض العثرات أو المشاكل، أو أن شخصياتهم لا تشوبها بعض العيوب والسمات السيئة، وخير مثال على ذلك الملكة فيكتوريا، ملكة المملكة المتحدة، ونستعرض فيما يلي بعض الحقائق الغريبة والمريبة عنها، فتابعيها:

هناك أقاويل تتحدث عن ان الأمير ألبيرت فيكتور، حفيد الملكة فيكتوريا، هو نفسه السفاح القاتل 'جاك ذا ريبر'، الذي تحول إلى عالم الإجرام والقتل بعد إصابته بمرض الزهري نتيجة علاقة غير مشروعة دخلها مع إحدى بائعات الهوى في الهند الغربية، ما دفعه للانتقام والإقدام على قتل فتيات الليل بالطرف الشرقي من لندن.

الأيرلنديون كانوا يلقبون الملكة فيكتوريا بـ 'ملكة المجاعة'، وذلك بسبب ما تعرضت له بلادهم من معاناة تحت حكمها، حيث عاشت البلاد أحلك سبع سنوات وأكثرها يأسا في التاريخ الأيرلندي على مر العصور، حيث عانت مما يعرف بالجوع الكبير.

سبق لكثيرين أن حاولوا قتل الملكة فيكتوريا، وقد نجت بالفعل من 8 محاولات اغتيال، وهو ما كانت تتعامل معه بايجابية، فعلى عكس المتوقع، كانت تتزايد شعبيتها نتيجة لذلك، لأنها كانت تتعامل بمبدأ 'ما لا يقتلك، سوف يجعلك أقوى بالتأكيد'.

الملكة فيكتوريا كانت تنتهج السياسة الاستعمارية المتشددة، وهو ما دلل عليه المؤرخون بقولهم إن فيكتوريا كانت تنظر مثلا إلى الهند على أنها مكان بعيد وغريب، لكن يجب أن يحكمه البريطانيون، وهو ما يعكس فكر الاستعمار البريطاني وقتها.

تربت الملكة فيكتوريا منذ صغرها على ثقافة الاعتماد التام والكلي على والدتها، حيث أُجبِرَت على الانصياع لذلك النظام الذي وضعه مستشار والدتها، جون كونروي، وعُرِف بـ'نظام كينسينغتون'، الذي كان يربطها بوالدتها، يحد من تفاعلها مع باقي الأطفال ويعزلها عن العالم المحيط، وهي الثقافة التي نشأت وكبرت عليها.

كان ادوارد السابع، الذي لقب بـ 'ملك البلاي بوي' هو الابن البكر للملكة فيكتوريا، وقد نشأ في الأسرة على حب العلاقات، المقامرة، شرب الخمر وغير ذلك من الأمور.

كانت الملكة فيكتوريا أول من أصيبت بـ 'اللعنة الملكية'، أو ما تعرف اليوم ب 'حالة الهيموفيليا المرضية التي تصيب الدم'، إذ أن اضطراب تخثر الدم كان من الأمور غير المعروفة خلال فترة حكم الملكة فيكتوريا، وكان كل ما يعرفه الأطباء حينها أن فيكتوريا وكثيرين من نسلها ورثوا 'اللعنة' التي تؤدي لنزيف حاد وكذلك الموت.

كانت لندن غارقة في الأفيون خلال فترة حكم الملكة فيكتوريا، وظل البحارة الذي كانوا يقصدون الطرف الشرقي من لندن يدخنون الأفيون بشكل ترفيهي على مدار سنوات.

كانت فترتها هي الفترة التي شهدت خروج اختراع 'التليفون' إلى النور على يد المخترع الفذ في ذلك الوقت، ألكسندر غراهام بيل، وقد أجرت معه حينها مكالمة تليفونية طويلة لتستكشف الأمر، وهو ما كان محط اندهاش واستعجاب كثيرين في هذا العصر.

بعد وفاة حبيبها، ألبيرت، عام 1861، توقفت الملكة فيكتوريا عن ارتداء الملابس الملونة بشكل كبير إلى الأبد، وبدأت تظهر بدلا من ذلك بملابس قاتمة كل يوم. وظلت طوال 40 عاما، حتى تاريخ وفاتها عام 1901، ملتزمة بدرجات اللون الأسود.

فيكتوريا لم تكن شخصية متحشمة، فرغم أن فترة حكمها كانت تتميز بالكبت، إلا أنها كانت تحب قضاء وقت ممتع في غرفة النوم، والدليل على ذلك حملها 9 مرات على فترات منتظمة، وقد أمضت بالفعل وقتا عاطفيا وغراميا طويلا مع حبيبها ألبيرت.

والدة فيكتوريا كانت أميرة ألمانية، لذا ظلت تتحدث الألمانية خلال أول ثلاث سنوات من فترة حكمها. ورغم تعلمها اللغة الانجليزية، لكن بقيت الألمانية هي لغة فيكتوريا الأولى لبقية حياتها، لكن مع مرور الوقت والسنوات، بدأت تُنسَى أصول فيكتوريا الألمانية، وتحولت فيكتوريا وورثتها من وقتها إلى رمز دائم لكل ما هو بريطاني.