ما المدة التي يمكنك أن تتركي فيها كلبك وحيدا بالمنزل؟

تضطر أحيانا محبات اقتناء الكلاب الأليفة لتركها وحيدة بالمنزل نتيجة ظروف أو ارتباطات تُلزمهن بعدم اصطحاب الكلاب معهن بأي حال من الأحوال.

والقاعدة العامة التي أجمع عليها الخبراء بهذا الخصوص هي أنكِ في حال خروجك من دون كلبك الأليف، فيجب ألّا تتركيه وحده بالمنزل مدة أطول من 4 ساعات.

وأضاف الباحثون أن تلك المدة تختلف على حسب سن الكلب، حالته الصحية، سلوكياته وطباعه؛ فالكلب الصغير الذي لا يزال بحاجة إلى تدريب يحتاج لنظام تعامل مختلف تماما عن الكلب الكبير الذي ينام معظم فترة ما بعد الظهيرة. وهو ما نحاول أن نستعرضه بقدر أكبر من التفاصيل طبقا لآراء المختصين في السطور التالية.

تقول إحدى جمعيات الرفق بالحيوان في انجلترا إن الحيوانات الأليفة تحتاج 5 أمور لضمان رفاهيتها، وهي: الوضع الصحي، النظام الغذائي، السلوكيات، البيئة والرفقة.

وباعتبارها حيوانات اجتماعية، فإن الكلاب دائما ما تكون بحاجة إلى كثير من التفاعل والرفقة لتنعم بحياة صحية، وكذلك الكلاب التي تميل للاستمتاع بوقتها بمفردها.

كما نوه الخبراء بأن جائحة كورونا جاءت لتلقي بظلالها على تلك الكلاب الأليفة؛ إذ اتضح أن 27 % من الكلاب التي تم تبنيها منذ بداية الجائحة في شهر مارس عام 2020 بدأت تظهر عليها سلوكيات يمكن ربطها بنقص التنشئة الاجتماعية. كما تبين أن نحو 20 % من الكلاب التي تم تبنيها حديثا تشعر بتوتر عند تركها بمفردها، وهو ما يرجح حدوثه لتمضيتها معظم وقتها مع أصحابها الجدد، في الوقت الذي كان يتواجد حولها الناس بشكل طبيعي من قبل في كل مكان.

وسواء كُنتِ محنكة في تربية الكلاب واقتنائها بالمنزل أو جديدة بهذا المجال، فلك أن تعلمي أن ترك الكلب وحده يعد موضوعا حساسا، ويتطلب منك قدرا كبيرا من العناية؛ لأن الشيء الأهم هو الحفاظ على سلامة الكلاب ومراقبة صحتها العقلية باستمرار.

أوصى الخبراء بعدم ترك الكلاب وحدها بالمنزل مدة تزيد على 4 ساعات، بينما أوصت جمعيات أخرى تعمل بمجال الرفق بالحيوان بعدم ترك الكلاب مدة أكثر من 5 ـ 6 ساعات، على أساس أن تلك المدة هي أقصى مدة يجب عدم تجاوزها للكلاب البالغة.

وكما ترين، فإنه لا يوجد وقت محدد مُتَّفَق عليه من جانب الخبراء؛ لأن الأمور تختلف من كلب لآخر، فضلا عن أن احتياجات الكلاب تتغير بطبيعة الحال مع مرور الوقت.

وعلقت على ذلك الدكتورة كاتي باغان، وهي طبيبة مشاركة بإحدى جمعيات الرفق بالحيوان، بقولها 'سن الكلب وظروفه الصحية قد تعني احتياجه لمزيد من مرات قضاء الحمام. والكلاب الأصغر في السن أو الأصغر في الحجم تكون بحاجة أكبر من غيرها إلى الخروج، أما الكلاب الأكبر في السن أو التي تعاني من مشكلات صحية كالسكري، مرض كوشينغ أو أمراض الكلى، فتحتاج هي الأخرى لخروجات كثيرة'.

وقالت باغان إن أي كلب، بغض النظر عن سلالته أو سنه، قد يُصاب بقلق الانعزال، وأن الأشخاص الذين يتركون كلابهم فترات طويلة من الوقت بمفردها داخل المنزل إما أن يصيبوها بقلق الانفصال لأول مرة أو بتفاقم نوبات القلق العام لديها.

ولهذا، فإن أفضل شيء يمكنك القيام به بهذا الخصوص هو استشارة طبيب بيطري أو خبير سلوكيات كلاب متخصص؛ لأنه لن يسهل عليك حل تلك المشكلة، والأفضل الاستعانة بشخص خبير كي يقدم لك المشورة السليمة التي تفيد في الحل بشكل مضمون.

قال خبراء من نادي بيت الكلب الأمريكي إن تعليم الكلب تمضية بعض الوقت بمفرده أمر ضروري؛ لأنه ينمي ثقته بنفسه من ناحية، ويحسن صحته العقلية من ناحية أخرى.

أكد الخبراء أن الاهتمام بتحويل الوقت الذي يقضيه الكلب بمفرده إلى عادة محببة لنفسه هو أمر مهم لضمان تأقلمه على فكرة التواجد بمفرده دون حدوث أي مشاكل. ويمكنك تحسين تجربة الوقت الذي يمضيه الكلب بمفرده عبر الاستعانة بما يأتي:

- لعبة كونغ تشيو (المزودة بحلوى أو زبدة الفول السوداني)

- الألعاب التفاعلية.

- الألعاب التي توزع الحلوى والطعام.

- البطانية الموزونة الثقيلة التي تساعد على النوم وتحد من القلق.

- البوابة التي تعنى بعزل الكلب في مكان آمن بالمنزل.

- المكملات الغذائية المهدئة.