ساندي نحّاس: الجمال هو التميز والحفاظ على الخصوصية

:ساندي نحّاس

ممثلة ومغنية سورية، خطت خطوتها الأولى في عالم الفن في سنّ مبكرة. تخرّجت في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل في دمشق عام 2018. مشاركتها الأولى بعد التخرّج كانت في الفيلم السينمائي 'نجمة الصبح' للمخرج جود سعيد، ثم كرّت سُبحة الأعمال، وكان أبرزها مسلسل 'أثر الفراشة' للمخرج زهير قنوع. تشارك حالياً في المسلسل الرمضاني 'الكهف' للمخرج سيف يوسف، وكذلك في مسلسل 'خرزة زرقا' للمخرج جوليان معلوف. في هذا اللقاء، تتحدّث ساندي عن بداياتها الفنية، وتُطلعنا على تفاصيل مشاريعها الفنية الجديدة وحياتها الخاصة.

- هل شجّعك أهلك على دخول مجال الفن، أم أنك خضته رغم اعتراضهم؟

لطالما شجّعني أهلي على دخول عالم الفن، وهم كانوا ولا يزالون مصدر قوّتي وإلهامي وتشجيعي. آخذ دائماً بنصائحهم وأثق كثيراً في وجهة نظرهم. علاقتنا قائمة دوماً على النقاش، وتجمع بيننا أواصر الاحترام والمحبّة والخوف على بعضنا البعض. وأعترف بأن أهلي هم اليوم سبب أساس من أسباب نجاحي، ودعمهم لي يمدّني بالكثير من الثقة والقوة.

- هل تتحدّرين من عائلة فنية؟

عائلتي تحب الفنون بشكل عام. كنا نستمع دوماً إلى الموسيقى ونشاهد عروض 'برودواي' على التلفزيون أو الأقراص المدمجة. لكن الفن كان موجوداً دائماً في حياتنا. وقد ساعدني ذلك كثيراً في احتراف الفن بحيث قررت دراسته وتخصيص جزء كبير من وقتي له. ويعود الفضل الأكبر إلى أمي التي اكتشفت شغفي بالفن وحبّي للغناء والتمثيل منذ صغري، ولذلك سجّلتني في العديد من النشاطات الهادفة إلى تنمية قدراتي ومواهبي في هذا المجال. كما كانت تحثّني أنا وإخوتي على المطالعة لتوسيع دائرة معارفنا بشكل عام. وأودّ الإشارة إلى أن شقيقي مارك يدرس التمثيل أيضاً في المعهد العالي للفنون المسرحية، ويُفترض أن يتخرّج نهاية العام الحالي.

- درستِ بدايةً السياحة في المعهد الفندقي وتخصّصت في مجال المطبخ. لماذا لم تكملي طريقك في هذا المجال، وقرّرت الانتقال إلى التمثيل؟

دراستي للفندقية لم تكن شغفاً ولم أكن أطمح إلى بناء مستقبل في هذا المجال، بل كانت مجرد محطة في انتظار الفرصة السانحة لدخول المعهد العالي للفنون المسرحية ودراسة التمثيل. فأنا أعشق التمثيل منذ صغري، لكن لا يحق لي الانتساب الى المعهد ما لم أبلغ سنّ الثامنة عشرة. وفي تلك الفترة، كانت صديقتي المقرّبة تعشق المطبخ فقرّرت الدخول إلى المعهد الفندقي والتخصّص في الطبخ.

وبما أنني لم أشأ إكمال دراستي في المجالين العلمي أو الأدبي، لأنني لا أريد التخصّص في أي منهما، قررتُ دراسة الطبخ مع صديقتي ريثما يحين الوقت المناسب للدخول إلى المعهد العالي للفنون المسرحية والتخصّص في التمثيل. وأودّ الإشارة إلى أنني أحب الطبخ كثيراً، وما زلت حتى الآن أقضي الكثير من أوقاتي في إعداد الأطباق المنوعة.

- تعشقين الغناء الغربي وتحضّرين حالياً لأغنية 'سينغل'. ما سبب اتجاهك الى الغناء الغربي حصراً؟ وما المانع من الغناء الشرقي؟

لا مانع أبداً من دخول عالم الغناء الشرقي، علماً أنني أؤدي حالياً بعض الأغاني الشرقية التي تميل نوعاً ما إلى الأسلوب الغربي. لكنني أرتاح صراحةً في الغناء الغربي لأنه يشبهني أكثر ويشبه خامة صوتي. كما أن الأغاني الغربية أقرب إلى روحي وأشعر أنها تشبه شخصيتي إلى حد كبير. أستمع إلى الأغاني الغربية منذ نعومة أظفاري، وأعتقد أنني لم أمنح نفسي فرصة الاستماع إلى الغناء الشرقي.

وبالنسبة إلى الأغنية المنفردة التي أحضّر لها، أستطيع القول إن الكلمات باتت جاهزة، لكنني لم أحسم قراري بعدُ بشأن اللحن. فأنا أبحث عن لحن يشبه الكلمات التي كتبتُها ويعكس شخصيتي وينسجم مع أسلوبي وأدائي.

- اقتحمتِ عالم التمثيل وأثبتتِ فيه موهبتك كنجمة صاعدة. ما هي المصاعب التي تواجهك في هذا الصدد ولم تتخيّلي يوماً أنها موجودة؟

المصاعب موجودة في كل المهن من دون استثناء. ولا أحب شخصياً التركيز على الصعوبات أو الأمور السلبية التي أواجهها، بل على العكس أحاول الاستفادة والتعلّم من التجارب. فكل تجربة تحمل في طياتها الكثير من التحديات والصعوبات. وتختلف التحديات باختلاف المراحل، وما علينا إلا التكيّف جيداً للمواجهة بشكل صحيح. أما الصعوبة الأكبر برأيي فتكمن في الحفاظ على مستوى عملي واختيار أعمالي بدقة وتأنٍّ.

- ما كان شعورك حين وقفت للمرة الأولى أمام الكاميرا؟

الوقوف أمام الكاميرا اليوم مماثل تماماً لوقوفي أمامها للمرة الأولى في حياتي. هو شعور بالحماسة والرهبة والتوتر في الوقت نفسه. ينتابني هذا الخليط من المشاعر كلما وقفت أمام الكاميرا، لأن الكاميرا هي بمثابة عين المشاهد بحيث تكشف اللحظات التي يكون فيها أداء الممثل صادقاً أو غير مقنع.

- في مسلسل 'خرزة زرقا'، تؤدّين دور 'أمل'، الشابة القوية والطموح التي تقع في غرام 'شريف' الشاب المُقعد. أخبرينا عن كواليس العمل، وكيف كانت أجواء التصوير مع الفريق كله؟

مسلسل 'خرزة زرقا' هو من أقرب التجارب إلى قلبي. تعلّمت الكثير أثناء التصوير، ولحُسن حظي أن فريق العمل كله كان متعاوناً إلى أقصى الحدود. وكانت هذه التجربة أول فرصة عربية لي، وأول تعاون مع شركة 'الصبّاح للإنتاج الفني' الراقية جداً في تعاملها مع الممثلين. فريق الإنتاج كله كان محترِفاً جداً في التعامل مع الممثلين والقيمين على العمل من الألف إلى الياء. وبالنسبة إلى الإخراج، لا بدّ من الاعتراف بأن المخرج جوليان معلوف إنسان موهوب جداً، يعرف تماماً ماذا يريد، ويتقبّل الأفكار والنقاشات. وجوده معنا كان إيجابياً جداً إذ حفّز الجميع على العمل بنشاط رغم كل الظروف.

أما نسرين فندي، المسؤولة عن تدريب الممثلين، فبذلت جهداً رائعاً فعلاً، بحيث رافقت الممثلين في كل اللحظات من دون استثناء وقدّمت لهم الإرشادات والنصائح.

باختصار، كان فريق العمل كله رائعاً ومحترِفاً إلى أقصى الحدود، ونجحتُ في عقد صداقات جديدة مع الكثير من الأشخاص. وأودّ الإشارة إلى أن العمل في زمن الكورونا لم يكن سهلاً أبداً، وكان التحدّي كبيراً جداً بحيث اضطررنا جميعاً إلى إجراء فحوص PCR باستمرار للتأكّد من خلوّنا من فيروس كورونا. وكانت شركة الإنتاج متعاونة جداً معنا في هذا الصدد بحيث قدّمت كل التسهيلات الممكنة ليشعر كل فرد من فريق العمل بالارتياح ويقدّم أفضل ما لديه.

- هل تعتقدين أن التمثيل أسهل من الغناء لتحقيق الشهرة؟

لا أبداً. التمثيل ليس أسهل من الغناء، ولا العكس صحيح. فالشهرة تكمن في المشروع الذي يتم تقديمه. هل يستحق هذا المشروع الشهرة أم لا؟ وأعتقد أن لقب 'ناجح' أسمى وأهم من لقب 'مشهور'. فالشهرة يمكن أن تتحقق بعيداً عن الفن والموهبة. ولذلك أسعى دوماً لأن أكون ناجحة في ما أقدمه.

- من هي الممثلة التي تعشقين أداءها؟

ميريل ستريب.

- هل صحيح أن الجمال يفتح أبواب النجاح والشهرة؟ وهل ساعدك جمالك في الحصول على أدوار معينة؟

الجمال بالنسبة إليّ هو التميّز والحفاظ على الخصوصية وعدم التشبّه بالآخرين. والممثل المجتهد والموهوب والواثق من نفسه والصادق في أدائه سيكون حتماً جميلاً ولافتاً للأنظار. فالأداء الصادق والحقيقي يعني تجسيد شخصية تشبه الناس في حياتهم العادية. قد يكون الشكل الخارجي عاملاً مساعداً لفترة معينة وليس لوقت طويل. فالاستمرارية في النجاح في عالم التمثيل لا تتوقف عند المظهر الخارجي فقط، وإنما تكمن في قدرة الممثل على الأداء، بحيث يتقمّص الدور من دون الاكتراث لمظهره الخارجي، ويفرض نفسه على الشاشة. وأنا كممثلة أرى أن من واجبي تجسيد شخصيات تشبه الواقع من دون التركيز أبداً على الجمال الخارجي.

{- ما هو مسلسلك المفضّل؟

‏Friends وGame of Thrones

- من هي المغنية الأحبّ إلى قلبك؟

أعشق كريستينا أغويليرا وجيسي جاي.

- هل من شروط معينة في زوج المستقبل؟

أريده أن يكون شريكاً حقيقياً بكل معنى الكلمة.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

هناك أعمال قيد التحضير، وكلها تتطلّب جهداً ووقتاً حتى تخرج بأبهى صورة، وأهمها عمل يدمج بين الغناء والتمثيل وسيصدر قريباً.

- حمكتك في الحياة...

على كل شخص أن يؤمن بقدراته، ويثابر على شغفه لتحقيقه، ويحب نفسه ويعرف قيمة مزاياه ومواهبه مهما كانت. كما أؤمن بأن كل خسارة هي بداية جديدة. أعشق أيضاً الحكمة التي تقول 'حارب مخاوفك'، إذ لا يجدر بنا أبداً التراجع أمام المصاعب التي تواجهنا، بل على العكس المثابرة للتغلّب عليها.