هل تناول الطعام قبل النوم فكرة سيئة؟

هناك جدل مثار حول فكرة تناول الطعام قبل الخلود للنوم، وما إن كان ذلك أمرا جائزا أو مرفوضا، والحقيقة أن التساؤلات والاستفسارات كثيرة بالفعل حول هذا الموضوع.

وعلقت على ذلك خبيرة التغذية الأمريكية المعتمدة، ماندي انرايت، بقولها إن تأثير الوجبات التي يتم تناولها في وقت متأخر من الليل قد يعتمد على عدة عوامل، مثل نوعية الأطعمة التي نتناولها وما هي الكميات والعامل الأكثر أهمية هو توقيت تناولها.

قالت جينفر فيسكي، خبيرة التغذية المعتمدة في تكساس، بهذا الخصوص 'خطر اكتساب الوزن الزائد عادة ما يكون السبب الرئيسي وراء الاعتقاد السائد بأن تناول الأكل في وقت متأخر من الليل هو فكرة سيئة في واقع الأمر. وأكثر سبب أسمعه بتلك الجزئية هو زيادة الوزن، والحقيقة أن تناول الأكل في وقت متأخر من الليل هو أمر يرتبط في الغالب بفقدان القدرة على السيطرة على النفس وتناول الوجبات السريعة'.

وأكد خبراء تغذية آخرون أن عملائهم يعتقدون أن زيادة نسبة الكولسترول بالجسم وضعف التحكم في الأنسولين هما آثار جانبية تلقائية لتناول الطعام في وقت متأخر من الليل.

كان تصور كثيرين، ومن ضمنهم الخبراء، حتى وقت قريب، هو أن السيطرة على الوزن مسألة بسيطة وأنه يمكن التحكم فيها بما يدخل الجسم أو يخرج منه من سعرات حرارية، لكن هذا التصور تطور مع ظهور أدلة متزايدة على مدى التأثيرات التي تحظى بها عوامل مثل الهرمونات، التوتر والوراثة وعوامل أخرى على الوزن.

أوضح الخبراء أن تناول الأكل قبل الخلود للنوم قد يكون أمرا مناسبا بشكل كبير، وقد يكون حتى فكرة جيدة لبعض الناس، لكن الأمر يتوقف أيضا على عادات تناول الأكل بالنهار، نوعية الأكل الذي يتم تناوله واحتياجات الفرد الشخصية من السعرات.

وفي ظل تفاوت النتائج البحثية المنشورة حاليا حول جدوى تناول الأكل قبل النوم، فإن هناك قدرا من التشوش وعدم الوضوح بخصوص تلك الجزئية، فبينما تقول بعض الدراسات إنه قد لا يؤدي بالضرورة لزيادة الوزن، فإن هناك دراسات أخرى ترجح تسببه في زيادة الوزن من منطلق أن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل سيقلل من احتمالية تناول وجبة الإفطار في الصباح، وهو ما قد يزيد الإحساس بالجوع وبالتالي تزايد فرص تناول كميات كبيرة من الطعام في وقت لاحق من اليوم.

المؤكد أن هذا الجدال سيظل قائما حول مزايا وعيوب تناول الأكل قبل النوم، وستبقى المسألة مرهونة برغبات الفرد الشخصية وقدرته على التكيف مع أي من الوضعين.

أكثر من يمكنهم الاستفادة من تناول الأكل في وقت متأخر من الليل هم مرضى السكري، الأفراد الذين تنخفض لديهم نسبة السكر في الدم، الأفراد الذين يستيقظون في منتصف الليل بسبب حدوث ارتفاعات بنسبة الكورتيزول لديهم والأمهات المرضعات.

أثبت باحثون من جامعة ألستر في أيرلندا الشمالية عبر دراسة قدموها عام 2020 أن متناولي الأكل في وقت متأخر من الليل يميلون لإتباع حميات غذائية منخفضة الجودة ويتمتعون بوزن أكبر من وزن الأشخاص الذين يأكلون قبل النوم بفترة كافية.

الإجابة باختصار هي 'نعم'، إذ ثبت أن النوم في هذا الوقت المتأخر ليلا يؤثر على جودة النوم بشكل مباشر، ولهذا يجب الفصل بين موعد آخر وجبة وموعد النوم بساعة.

حال قررت تناول الأكل قبل الخلود للنوم، فهناك أطعمة تبدو مناسبة لك ويمكنك تجربتها:

- 1 عود من الجبنة وملعقتين كبيرتين من الجوز غير المملح

- 5 أوقيات من الزبادي اليوناني السادة مع ربع كوب من الكرز اللاذع المجفف

- 1 كرة بروتين من الشوكولاتة وزبدة اللوز

- 1 بودينغ من الكرز والشيا