د. وليد ابودهن: التكنولوجيا تقتل أطفالنا

رغم صغر سنهم أصبحت التكنولوجيا المتقدمة الأقرب إليهم، حيث باتت أجهزة الإنترنت والأي باد والهواتف المحمولة بكل تطبيقاتها المتقدمة في متناول الأطفال والمراهقين.

والأطفال يعتبرون من الفئات المعرضة للإدمان بقوة على الكمبيوتر والانترنت كونهم يجيدون التعامل معها بسهولة كبيرة كثيراً ما تذهل الكبار، كما أن الأطفال بحاجة للتسلية واللعب والأجهزة الالكترونية تشبع نهمهم وفضولهم الكبير في هذه الحياة كونها متشعبة وكبيرة السعة بالنسبة لعدد وتنوع البرامج التي تحتوي عليها.

هي ظاهرة في المجتمعات الغربية والعربية ومثار للتفاخر لدى الأهل فتتغنى أم بأن ولدها الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات أو أربع سنوات يجيد استخدام الإنترنت والآيباد والمحمول.

في ظل الظاهرة الكبيرة التي تجتاح العالم نتيجة الانترنت، ظهرت أمراض جديدة لم تكن أبداً في الحسبان، ما دفع عدد كبير من الأطباء على العمل على ايجاد علاجات أما نفسية أو طبية سريعة لها لا سيما وان الإدمان على الانترنت بات واحداً من أكثر المشاكل التي يعاني منها المراهقون بشكل كبير.

ومن هنا نقدم لكم في هذا الموضوع كل ما يجب أن تعرفوه عن ادمان المراهق على الانترنت والذي يعتبر واحداً من أخطر أنواع الادمان.

أسباب ادمان الأطفال على الانترنت

عندما يكون الطفل مصاب باضطراب في قدرته على التواصل مع محيطه كما هي الحالة في التوحد (Autism) مثلاً، فخير مهرب لهم هي الأجهزة الالكترونية حيث يخلق لهم بيئة مريحة بعيدة عن تدخل الآخرين.

يهرب الأطفال من همومهم مثل تعرضهم للإساءة أو الضرب في البيت أو المدرسة إلى الانغماس في الأنشطة الالكترونية التي لاتجبرهم على الحديث عن معاناتهم أو حتى مجرد التفكير فيها.

إدمان الأطفال يعرضهم للكثير من المتاعب ومنها: السمنة، تردي المستوى الدراسي، تدني نموهم الاجتماعي والإدراكي وفرط الحركة وهذا ما يسمى بالثالوث المرضي.

لا يختلف تعريف ادمان الأطفال على الانترنت عن أي نوع آخر من الادمان، لا سيما وانه وبتعريف بسيط هو الرغبة التي لا يمكن السيطرة عليها للتصفح، التوتر والمحاولات المتكررة لوقف الاستخدام.

ومن هنا وجدت الكثير من الدراسات التي أجريت على هذا الصعيد وجود ترابط كبير بين ما يعرف بالادمان على الانترنت وبين الاكتئاب وتعاطي المخدرات لدى المراهقين بحيث توصلت هذه الدراسات إلى أن ادمان الانترنت تحول لسلوك قهري لدى المراهقين، الى درجة ان وقف تصفح الانترنت قد يؤدي الى عواقب طبية ونفسية، ولعل أبرزها التوتر الذي تتزايد حدته مع الابتعاد عن الانترنت.

في المقابل، يشير عدد من الأطباء النفسيين الى وجود صعوبة في مكان ما بالربط ما بين الادمان على الانترنت والشعور بالاكتئاب، متسائلين هل يتصفح المراهقون الانترنت لانهم يعانون من الاكتئاب أو انهم مكتئبون لانهم يتصفحون الانترنت لساعات طويلة؟

10%من المراهقين قد يكونون مدمنين على الانترنت ولكن ثلث هذه النسبة أو أقل تكون في الدرجة العالية الخطورة من الادمان أو نتائجه.

إن الادمان على الانترنت لا يعتبر مرضاً نفسياً كاملاً غير إن هذا النوع من الادمان يرتبط عادةً بتعقيدات نفسيه متل التوتر والتشتت والكأبة، ما يعني إن الادمان على الانترنت يمثل أحد مظاهر اشكالات الشخصيه وذلك قد يمثل مرحلة تمهيديه للانتقال إلى عالم الامراض أو الإضطرابات النفسي.

يذكر أن ثلث الأطفال البريطانيين يعانون من الحرمان من النوم بسبب إرسال رسائل الوتساب، وأن عدد مشتركي فيسبوك بالولايات المتحدة من الشبان والفتيات ممن تقل أعمارهم عن 13 عاماً وصل إلى 17.5 ملايين مشترك، 9 ملايين منهم تقل أعمارهم عن عشر سنوات بحسب ما أورده موقع (كمبيوتروورلد) المختص بشؤون التكنولوجيا عام 2015.

يذكر أن ثلث الأطفال البريطانيين يعانون من الحرمان من النوم بسبب إرسال رسائل الوتساب، وأن عدد مشتركي فيسبوك في الولايات المتحدة من الشبان والفتيات ممن تقل أعمارهم عن 13 عاماً وصل إلى 17.5 ملايين مشترك، 9 ملايين منهم تقل أعمارهم عن عشر سنوات.

فوائد الايباد

حيث أن طفلاً كان مصاباً بالسكتة الدماغية مع فقدان للنطق، استطاع عن طريق أحد تطبيقات الآيباد التعبير عن نفسه بـ 110 كلمات وتم تدريجيًا علاجه واستعاد النطق والتعبير عن نفسه بشكل جيد.

من الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها بعض الآباء هي المنع أو الحرمان الكلي لهذه الأدوات، وهم عاجلا أو آجلا سيجدون أنفسهم تحت ضغط أمر الواقع، ومن حيث لا يدرون. والأفضل هو تقدير هذه الأدوات حق قدرها، والتربية على الاستعمال الآمن والسليم، ككل شئ في حياتنا.

ومن جملة الإرشادات التي تعين الأهل في حسن توجيه أبنائهم، وخاصة الصغار، في استعمال التكنولوجيا:

– أن يثقف الأهل أنفسهم في استعمال هذه الأدوات، وبحيث يعرفون مداخلها ومخارجها.

– أن يكون الأهل خير قدوة لصغارهم وحتى في هذا الجانب من استعمال هذه الأدوات.

– وضع حدود على الوقت المخصص لمثل هذه الأدوات، والتوازن مع الأنشطة الأخرى كالقراءة والرياضة والجلسات الأسرية..

– أن يكون استعمال هذه الأدوات في الأماكن المشتركة داخل البيت، وليس بعيدا عن الآخرين.

– أن تكون المواد المشاهدة والبرامج مناسبة للسنّ وللأعراف الأسرية المحلية.

– أن الأهل هم النموذج الذي يقلده الطفل، إذا رأى والديه يهتمان بالنشاطات الآخرى يصبح مثلهما.

د. وليد أبو دهن