د. وليد ابودهن: رائحة الجسم الكريهة أسبابها العلاج وطرق الوقاية

التعرق أمر طبيعي جداً، يحدث نتيجة عملية تخلص الجسم من السوائل الزائدة التي لا يحتاجها، فجزء منها يخرج على شكل بول والجزء الآخر يخرج على شكل عرق. رائحة الجسم أمر طبيعي، فكل شخص له رائحة تميّزه عن غيره، لكن عندما تكون رائحة العرق زائدة عن حدها وكريهة ومزعجة للشخص نفسه ولمن حوله، تصبح من أهم المشاكل التي تتسبب في الإحراج والنفور بل و تتسبب في سوء الحالة النفسية للشخص الذي يعاني دائما من رائحة كريهة في جسده ولا يمكنه التخلص منها.

عندما تفكك البكتريا التي تعيش على البشرة العرق إلى أحماض، تظهر رائحة مزعجة على أجسامنا. قد يقول البعض إنها رائحة نمو الجراثيم على أجسامنا – لكنها في الحقيقة رائحة تنجم عن تفكيك الجراثيم للبروتينات الموجودة في العرق، لتعطي أحماضاً معينة ذات رائحة نافذة.

تصبح رائحة الجسم واضحة مع وصول الشخص لسن البلوغ، أي 14-16 سنة عند الإناث و 15-17 سنة عند الذكور. يتعرض البعض لظهور رائحة كريهة على أجسامهم أكثر من غيرهم، كما عند البدينين الذين يكثرون من تناول المأكولات المتبلة والمصابين بحالات مرضية معينة مثل مرضى السكر.

كما يتعرض المصابون بفرط التعرق لـ (إفراز العرق بكميات كبيرة) وبالتالي لظهور رائحة جسم كريهة، ويعتمد هذا على المكان المصاب بفرط التعرق ونوع الغدد العرقية المصابة به.

العرق بحد ذاته عديم الرائحة عند البشر، إلا أن تكاثر الجراثيم وقيامها بتفكيك العرق إلى أحماض هو ما ينتج الرائحة.

تحدث الرائحة الكريهة في معظم الأحيان على القدمين وفي المغبن (جذر الفخذ) والإبطين والمناطق التناسلية وعلى شعر العانة والسرة والشرج وخلف الأذنين.

يملك كل منا رائحة جسم خاصة به، بحيث يمكن للكلاب أن تتعرف على رائحة أصحابها مثلاً، وتتحدد تلك الرائحة بالنظام الغذائي الذي نتبعه والجنس والحالة الصحية.

يوجد مجموعتان رئيسيتان من الأحماض المسؤولة عن إعطاء الجسم رائحته:

حمض البروبيونيك (Propionic-wr acid). يوجد هذا المركب بشكل شائع في العرق بعد أن تقوم جراثيم البروبيونيك أسيد بتفكيك الأحماض الأمينية الموجودة فيه.

تعيش جراثيم البروبيونيك أسيد في الغدد العرقية عند البالغين والمراهقين. يعطي حمض البروبيونيك رائحة شبيهة برائحة الخل.

حمض الإيزوفاليريك (Isovaleric acid). وهو حمض آخر مسؤول عن رائحة الجسم، ينجم عن عمل جراثيم اسمها العنقودية البشروية.

نرتدي الجوارب مع الأحذية في غالب الأحيان، ما يجعل تبخر العرق عن القدمين أمراً أكثر صعوبة، وهذا يتيح المزيد من العرق أمام الجراثيم التي تفككه إلى أحماض ذات رائحة كريهة. علاوة على أن البيئة الرطبة تزيد خطورة نمو الفطريات التي تتسبب أيضاً بظهور روائح كريهة.

هل يجب مراجعة الطبيب عند ظهور رائحة كريهة على الجسم؟

تسبب بعض الإضطرابات الصحية تغيراً في الطريقة التي نتعرق بها، وهذا يؤدي إلى تغيرات في رائحة أجسامنا. فعلى سبيل المثال، يؤدي مرض فرط الدرقية (زيادة عمل الغدة الدرقية) أو سن اليأس إلى إفراز العرق بكميات كبيرة، بينما قد تؤدي أمراض الكبد أو أمراض الكلى أو مرض السكر إلى حدوث تغييرات في تركيبة العرق ما يؤدي إلى تغير رائحة الشخص.

يجب أن تراجع الطبيب في حال:

– بدأت بالتعرق عند النوم.

– بدأت بالتعرق أكثر بكثير من المعتاد دون وجود تفسير منطقي لحدوث ذلك.

– حصل عندك هجمات تعرق بارد.

– تسبب التعرق باضطراب في عاداتك اليومية.

– كما عليك أن تراجع الطبيب لو لاحظت تغيراً في رائحتك المعتادة. قد تشير رائحة الفواكه إلى إصابتك بمرض السكر بسبب ارتفاع الكيتونات في مجرى الدم. بينما تسبب الأمراض الكبدية أو الأمراض الكلوية برائحة شبيهة برائحة مواد التنظيف، بسبب ارتفاع معدلات السموم في الجسم.

التخلص من رائحة الجسم الكريهة والوقاية منها:

– استحم يومياً بماء دافئ: تذكر أن الماء الساخن يساعد على قتل الجراثيم الموجودة على جلدك. ولو كان الطقس حاراً أكثر من المعتاد، عليك الاستحمام مرتين في اليوم.

– الملابس: تسمح الألياف الطبيعية لبشرتك بالتنفس، الأمر الذي يسمح للعرق بالتبخر بشكلٍ أفضل. تشمل الألياف الطبيعية القطن والصوف والحرير.

– تجنب الأطعمة المتبلة: تملك الأطعمة المتبلة بالبصل والثوم والبهارات الأخرى المقدرة على جعل رائحة عرق بعض الأشخاص نافذة أكثر.

– كلوريد الألمنيوم. تشكل هذه المادة المكون الرئيسي في مانعات التعرق. فلو لم يستجب جسمك على الإجراءات البسيطة المذكورة سابقاً، يمكنك الطلب من الصيدلاني إعطائك منتجاً يحتوي كلوريد الألمنيوم.

– ارتداء الأقمشة المناسبة والتي تعد المنسوجات ذات الأصل الطبيعي أبرزها، مثل الحرير والقطن فهي تسمح بامتصاص العرق وتنفّس الجلد.

– التوقّف عن التدخين، فإلى جانب الأمراض الخطيرة التي يسبّبها، فإنه يؤدّي إلى إصدار رائحةٍ كريهةٍ للجسم.

– مضغ البقدونس الذي يؤدّي إلى التخلّص من رائحة الفم الكريهة.

– تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الماء يوميّاً، حيث تساعد على طرد السموم خارج الجسم والتي تلعب دوراً في جعل رائحة الجسم كريهة.

نصائح للتخلص من رائحة الإبطين

إن وجود تركيز عال من الغدد العرقية في الإبطين يجعل تلك المنطقة معرضة أكثر لظهور رائحة جسم كريهة. وتساعدك النصائح التالية على التخلص من رائحة الإبطين الكريهة:

– حافظ على نظافة الإبطين: إغسل الإبطين بانتظام باستخدام صابون مضاد للبكتريا، فهذا سوف يقلل عدد الجراثيم فيها ويقلل فرصة ظهور رائحة كريهة فيها.

– قص شعر الإبطين: يبطئ شعر الإبطين تبخر العرق تحت الإبطين ما يمنح الجراثيم وقتاً أطول لتفيك العرق إلى مواد ذات رائحة.

– مزيلات رائحة العرق ومانعات التعرق: تجعل مزيلات رائحة العرق البشرة أكثر حموضة، ما يجعل البيئة أقل ملاءمة لنمو الجراثيم. بينما تبطل مانعات التعرق عمل الغدد العرقية فلا تنتج إلا كميات قليلة من العرق.

هل تساعد حقن البوتكس؟

البوتوكس (ذيفان البوتولينوم): ذيفان البوتولينوم هو نوع من السموم التي تفرزها جرثومة تدعى بالمطثية الوشيقية، وهو أقوى السموم البيولوجية المعروفة. بيد أن كميات قليلة جداً من البوتوكس تفيد في علاج حالات صحية متنوعة حالياً.

يمكن استخدام البوتوكس لعلاج التعرق تحت الإبطين عن طرق إعطائه 12 حقنة من البوتوكس تحت الإبطين، وهو إجراء يستغرق نحو 12 دقيقة. تستمر نتائج حقن البوتوكس من شهرين إلى عشرة أشهر، ويجب إعادة الحقن بعدها.

د. وليد ابودهن