لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة سيدتي
نشر بتاريخ: ٩ حزيران ٢٠٢٥
للتصميم الإسكندنافي حكاية حديثة نسبيّاً ترجع إلى بداية القرن العشرين وإلى دول الشمال الأوروبي، وهي: الدنمارك وفنلندا، وأيسلندا، والنروج، والسويد. عناصر الحكاية مصممون وشركات ومنتجات مُميّزة بالبساطة والعملية وبالمواد التي تصنعها، لا سيما الخشب. تطور التصميم في خمسينيات القرن الماضي، قبل أن يعرف شعبية، في بقاع الأرض. جوهر التصميم الإسكندنافي، في حال الديكور الداخلي، هو نسج بيئة منزلية بسيطة تُعزّز أسلوب حياة فاخر، لكن غير متكلف أو معقد. يتعلق الأمر بفوضى أقل ومعنى أكبر، بأسلوب بسيط ونظيف يسعى إلى الجمع بين الوظيفة والجمال. دول الشمال الأوروبي باردة، يقضي السكان في الشتاء جل أوقاتهم داخلها. لذا لا مناص أن تحقق لهم الراحة. يمتد الجوهر إلى مجالات التصميم المختلفة، من عمارة وتصميم منتجات وأثاث، ومنسوجات، وسيراميك، وإضاءة.
نظرة معاصرة إلى الطراز الإسكندنافي
في رحلة لكاتبة هذه السطور إلى كوبنهاغن لمعاينة شركات الأثاث الأشهر منذ بضعة أعوام، كان واضحاً أن البحوث تأخذ حيزاً كبيراً من العمل قبل الوصول إلى مرحلة الإنتاج، وأن العادات جزء لا يتجزأ من التصميم. الدنماركيون، مثلاً، ليسوا مسرفين حتى في عواطفهم. يجيبون على أي سؤال بصورة محددة ويتمتعون بروح ساخرة ومواظبون على العناية برفاهيتهم واختيار الطعام الصحي. الاهتمام بالبيئة، بدوره، ظاهر للعيان. ترجمة ما تقدم في التصميم والأثاث، سواء خرج من مصانع أثاث كوبنهاغن أو أي دولة شمالية أخرى، يعني خطوطاً بسيطة ومساحات مضيئة خالية من الفوضى.
الألوان الأكثر استخداماً في التصميم الاسكندينافي، هي تلك المدرجة في الباقة المحايدة والأحادية أيضاً، مع التطعيم بالوردي والأزرق الضارب إلى الرمادي وأخضر المريمية. وفي إطار الحفاظ على البيئة، للمواد العضوية والطبيعية مكانة مرموقة، مع معالجة البلاستيك بأحلى الصور من خلال إبداعات شركات تمتلك فروعاً في العالم. يمكن القول إن المبدأ التوجيهي للتصميم الاسكندنافي يتمثّل في تحقيق الانسجام مع بيئة الفرد وصنع أشياء تعمّر طويلاً، بعيداً من النزعة الاستهلاكية الزائدة، فهدف البيئة المنزلية هو التشجيع على حياة ذات مستوى جيد ومقاومة ضغوط اليوميات وتعميق العلاقة بالطبيعة.
'مظهر الطراز الإسكندنافي خالد ولن يأفل، بل هو سيتسمر في البروز في 2025'، حسب تينا رامشانداني، مهندسة الديكور الداخلي التي تعيش، مع زوجها، في مانهاتن وتهوى السفر. عن هذه الهواية، تقول إنها تسمح لها بالاطلاع على التفسيرات العالمية للتصميم المعاصر الذي يُميز عملها. تُرجع رامشانداني في حديث إلى 'سيدتي' سبب صمود الطراز الإسكندنافي في الديكور، إلى التركيز في الجوهر، على الحرفية والمواد. تركز جماليات الطراز، بحسب مهندسة الديكور التي تقود فريق عمل مؤلف من مصممين موهوبين، على الأشكال والراحة والمواد المستخدمة في صنع القطع، عوضاً عن العناصر الزخرفية المُضافة. لم يتغير ما تقدم بين الأمس واليوم، لكن تُلاحظ المهندسة تصميمات جديدة ذات ألوان وأنماط أكثر مما سبق مشاهدته في الطراز الأصلي.
تُعيد رامشانداني صياغة الطراز الإسكندنافي، بأسلوبها، تحت عنوان Soulful Minimalism® أو 'الأسلوب المينيماليست المطعم بالروحية'، والأخير عبارة عن طريقة عيش كاملة تبدو أكثر وضوحاً وهدوءاً في عالمنا المحموم، إذ يُتيح الأسلوب لسكان المنزل الذين يعتمدونه في التصميم بإحاطة أنفسهم بالأشياء التي تهمهم وبالتركيز على الذين يهمونهم وبعكس شخصياتهم في المنزل.
بعبارة أخرى، هي تحقّق تصميمات داخلية دافئة وحديثة وجذابة ومثيرة للاهتمام، مع الحرص على عدم المبالغة. يتلاقى أسلوب المهندسة مع الطراز المذكور من خلال الخطوط الواضحة والأشكال الجميلة.
أعلام التصميم الإسكندنافي
عند الحديث عن الطراز الإسكندنافي والعصر الذهبي له، لا يُمكن القفز عن أسماء بعض الأعلام من مهندسين ومُصمّمين، مع الإشارة إلى أن قطع أثاث كثيرة مُحمّلة بأسماء هؤلاء لا تزال قيد الإنتاج.
___