لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٧ شباط ٢٠٢٣
لا يمكن لأحد أن يختلف على حق الجميع في التمتع بمساحة شخصية يشعر فيها بالخصوصية بعيدا عن تدخلات المحيطين، المعارف أو الأقارب في أي تفاصيل تخصهم.
والحقيقة أن فكرة وجود حدود في التعاملات مع الآخرين هي فكرة قديمة، لكن ربما لا يتم تطبيقها بالصورة المضبوطة نتيجة لعدة أسباب مختلفة، لكن تبقى الرغبة قائمة لدى الغالبية في التمتع بعلاقات قائمة على الخصوصية واحترام الحدود المفروضة بلا حساسية.
وأشار خبراء بهذا الخصوص إلى أن الحدود تخلق مساحة شخصية، تشجع التواصل الواضح وتخفف من حدة الاستياء، بما يعني أن أثرها الإيجابي أكثر بكثير من أثرها السلبي.
ومع هذا، فإنه يبقى من المهم أن نعرف الطريقة التي نحترم بها حدود الغير بالمبدأ نفسه الذي نتعامل به حين نود أن يلتزم الآخرون باحترام الحدود التي نضعها بأنفسنا لأنفسنا.
وعاود الخبراء ليقولوا هنا 'قد تبدو الحدود كما السياج الكهربي، في حين أنها لا يجب أن تكون كذلك. وهنا تكمن الإشكالية المرتبطة بالطريقة التي تفرض علينا ضرورة تقبل الحدود التي يضعها الآخرون لأنفسهم ولحياتهم الخاصة دون أن ننفر منهم'.
ونستعرض فيما يأتي أفضل 3 نصائح تساعد على احترام حدود الآخرين بصدر رحب:
1- مواجهة نفسك بهذا السؤال (هل هذه حدود أم أسياج؟)
قد تشعرين أحيانا بأن الطرف الآخر يحاول الانسحاب أو أنه أقل في درجة الاستجابة لرسائلك أو أنه يحاول وضع حدود لأمور بعينها، لكن هذا لا يعني أن علاقتكما قد انتهت.
فعلى عكس الجدار أو السياج الذي يتم وضعه، يجب عليك أن تعرفي أن الحدود هي عملية ومحادثة نستمر في الإبحار من خلالها، ومؤكد أننا نتعاطى مع قواعد جديدة، لكن حال نجحت في احترامها، فالحقيقة أن العلاقة بينكما ستسير بلا شك في الاتجاه الأفضل.
وعلى الجانب الآخر، فإنك لو حاولت توسيع جدار تم إنشاؤه بغرض إبعاد الأطراف الأخرى، فلن تسير العلاقة في محادثات ثنائية الاتجاه؛ ما يعني أن الأمر لن يستحق الجهد الذي ستبذلينه من أجل اختراق ذلك الجدار، والأفضل في الأخير هو احترام الحدود.
2- طلب محادثة صريحة وهادئة
رغم أنك قد تتضررين حين تشعرين بأن الطرف الآخر فرض حدودا في العلاقة بينكما، لكن ذلك لن يعود عليك أنت بالضرر، لأن العلاقة لو تهمك واستشعرت أن تلك الحدود عادية ومنصفة، فمؤكد أنك ستتعاملين مع تلك الحدود بعقلية مرنة ومنفتحة. ولك أن تعلمي أن فتح حوار صريح أمر من شأنه أن يساعد على فهم الحدود وهو ما يعمل بالتبعية على تمهيد الطريق لتقوية العلاقة التي تعود عليكما بالإيجاب في المستقبل. وبمعنى آخر، تعد هذه فرصة لاحترام التطور وعمليات التعافي الخاصة ببعضكما البعض.
3- تجنب الرغبة في الانسحاب سرا من العلاقة
قد يُطلَب منك عدم التحدث في شيء لا يرغب الطرف الآخر في التطرق إليه، ورغم أن ذلك قد ينقل إليك شعورا بالضيق، لكن ما يجب عليك أن تفعليه هو أن تحاولي فهم طبيعة الشخصية التي تحاورينها، لأن الشخصيات وتركيباتها تختلف من فرد لآخر، وهو ما يجب أن تبني علاقتك على أساسه، حتى تسير الأمور بسلاسة ودون أي حساسيات.
فمثلا لك أن تعلمي أن بعضهم يحب التحدث والتحاور، وبعض آخر يميل للكتمان، وبعض ثالث يفضل السكنية والهدوء، بما يعني أن الشخصيات مختلفة فيما بينها.
ومن ثم تبقى مسألة احترام الحدود مسألة غاية في الأهمية، مع الاهتمام بتغذية علاقة الصداقة عبر محادثات صريحة عن احتياجات بعضكم البعض، لضمان الوصول إلى بر الأمان.