لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ١٨ نيسان ٢٠٢١
كان الملل سمة العام الماضي، ربما كان شعورًا عابرًا قبل ذلك، لكن في ظل الحجر والساعات الطويلة في المنزل ومحدودية وسائل الترفيه أصبح شعورا ينتابنا بصورة أكبر وأعمق.
رغم ذلك كان العام الماضي أيضا عام البحث عن أشياء جديدة لم نكن نقوم بها، وبدلا من أن يكون البقاء في المنزل مجرد وقت ممل، قمنا بصنع الخبز في المنزل أو السير لمسافات طويلة لمجرد البقاء مشغولين. فقد حرمتنا الجائحة من علاقاتنا الاجتماعية المعتادة لشهور متتالية.
يشير تقرير لصحيفة مترو اللندنية الى أن الحجر والحياة غير الطبيعية يمكن أن يكون لهما تأثير طويل المدى على الطريقة التي تعمل بها أدمغتنا.
فالملل هو نوع من التوتر، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من القلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والاكتئاب، فهؤلاء الأشخاص على وجه الخصوص يتعرضون لضغط كبير بسبب الملل؛ لأنه يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول في الدماغ، وخاصة في المنطقة التي تسمى الحُصين واللوزة، حيث تكمن معظم ذاكرتنا. ومن يتعرضون لهذه الأنواع من الإجهاد معرضون لأن يكونوا أكثر قلقا واكتئابا ويمكن أن يؤثر ذلك على أنشطتهم اليومية.
ويرتبط ارتفاع هرمون الكورتيزول بالعديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك الزيادة السريعة في الوزن وهشاشة العظام وارتفاع ضغط الدم وضعف العضلات وتقلب المزاج، ويمكن أن يؤدي إلى توقف الدورة الشهرية ومع كل ما يصحب ذلك من تأثير على صحة المرأة، كما أن المستويات المرتفعة للغاية من الكورتيزول، إذا ترافقت بإفراز المزيد من الأدرينالين، تؤدي إلى أعراض مشابهة لنوبات الهلع، كتسارع ضربات القلب وعدم القدرة على التفكير العقلاني.
بعض الأشخاص يتعرضون لمستويات أسوأ من التوتر، مثل من يعيشون بمفردهم، وهناك أدلة على أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الصحة العقلية، لكن المشكلة أننا لا نلاحظ ما يحدث في أدمغتنا، بل نلاحظ المشاعر أو الأعراض الجسدية التي تسببها. فالإرهاق مثلا هو أحد تلك الأعراض التي قد نلاحظها بعد فترة طويلة من الملل.
الشعور بالملل والتعب هو رد فعل طبيعي على أسلوب حياة غير طبيعي، ويجب أن ينتهي بمجرد عودتنا إلى 'العالم الحقيقي'، لكن في انتظار ذلك يرى معظم الباحثون أن التفاعل والتغيير من العوامل المهمة لصحة الناس. لذلك ينصح الأطباء من لديهم مشكلة مع القلق والاكتئاب بتجنب مشاهدة الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي لفترة زمنية، ومحاولة التواصل مع الأصدقاء والقيام بشيء مختلف.
في الوقت الذي نعاني فيه جميعا من الملل والتوتر والشوق إلى حياتنا القديمة، فإن الإحساس بهذا الشعور كل يوم ليس طبيعيا، واتخاذ خطوات لعلاج عقولنا المتضررة أمر لا بد منه إذا أردنا التعافي من عام الملل الذي مررنا به.