د. وليد ابودهن: شلل النوم مرض أم ظاهرة غريبة؟

هل سبق لك في ليلة من الليالي وأنت نائم حاولت أن تفتح عينيك فلم تقدر؟

أردت تحريك يديك أيضا ولم تستطع.. وكأنك أصبت بشلل كلي؟

حاولت أن تصرخ أو تنادى على أحد من إخوتك في هده الحالة أيضاً ولم تستضع التكلم؟

فبدأت تشعر وكأنك فقدت التحكم بجسدك وبالكامل..

هل أُصبت وقتها بالرعب ولم تستطع حتى طلب المساعدة؟

إنها أعراض أحد اضطرابات النوم المُسمّى شلل النوم او الجاثوم.

شلل النوم ؟/ الجاثوم Incubus Sleep Paralysis ماذا يعني؟

يُعد شلل النوم أو الجاثوم ظاهرة غريبة حيرت الكثير سابقاً، وتعرف بأنها شعور النائم بحالة من الاختناق وعدم القدرة على الحركة أثناء النوم وقد تأتي مصاحبة لأعراض أخرى منها الصداع النصفي قبل النوم وكذلك انقطاع النفس أثناء النوم.

إن شلل النوم هو عملية بيولوجية فى جسم الإنسان ولا داعي للقلق منها، أنت لا تموت، لأن ما يحدث في الحقيقة هو أن الدماغ لا يزال في حالة الوعي من النوم أو الإنتقال من حالة النوم إلى الاستيقاظ.

عرفت الحالة قديماً بأنها مس شيطاني حتى أن هنري فوسيلي الفنان البريطاني الشهير رسم لوحة لوحش رابض على صدر سيدة نائمة ليمنعها من الحركة.

الأعراض

عادة ما يعاني المصاب بتكرار حالات شلل النوم نتيجة اضطرابات النوم، وقد يشعر به النائم أول النوم كما في حالات السقوط الوهمي.

يشعر النائم بشلل تام في العضلات أول النوم أو عند الاستيقاظ، ويجعله بين النوم واليقظة وكأنه في حلم لكنه لا يستطيع الحركة ولا القيام من السرير ولا الكلام، وقد يطغى عليه عالم النوم والأحلام أكثر فيشعر بهلوسة بصرية أو سمعية للحظات بسيطة.

وكما في السقوط الوهمي، قد يتكرر الأمر عند البعض وعادة ما يكون لأسباب مختلفة منها التوتر والإرهاق.

ما الذي يحدث في الدماغ خلال هذه الظاهرة الغريبة؟

بعد أن وصفه القدماء أوصافاً غير منطقية وعلمية منها المس الشيطاني، فقد استطاع العلماء حديثًا فهم الأسباب كما الأعراض، إذ يمر النائم بعدة مراحل خلال النوم منها مرحلة النوم الحالم، والتي تكون بعد ساعة ونصف من بداية النوم إلى قرب وقت الاستيقاظ، وتكون هذه المرحلة غنية بالأحلام ولها نشاطات ذهنية واضحة. عادة ما يشعر النائم بشلل النوم في نهايتها وقبل الاستيقاظ.

تتميز تلك المرحلة بارتخاء العضلات جميعها عدا عضلة الحجاب الحاجز Diaphragm وعضلات العين الخارجية، وعند خروجه من تلك المرحلة لمرحلة النوم غير الحالم ثم الاستيقاظ والوعي، لا يستطيع التخلص السريع من الارتخاء العضلي الكامل، ما يؤدي للشعور بالتوتر والخوف وتطغى بعض الأطياف من الأحلام السابقة فتسبب شعوراً بشلل تام وعجز واختناق وعدم قدرة على الكلام والحركة.

تستمر النوبة بين الثواني والدقائق ولا تتعدى بضع دقائق، وتصيب تلك الحالة 3 من كل 10 أشخاص وعادة ما تبدأ في عمر المراهقة. من الأسباب الأساسية لحدوث شلل النوم، الحرمان من النوم والإرهاق الشديد والتوتر وعدم الحصول على عدة ساعات كافية من النوم لثلاث ليالي متتالية والسهر خاصة لمن لا يعتاد عليه.

العلاج

هذه الحالة لا تعتبر مرضاً ولذلك فإن علاجها هو تفادي مسبباتها ويكمن العلاج في اتباع النصائح التالية:

– اعتماد سلوك صحي في مواعيد النوم والاستيقاظ.

– عدم تناول الوجبات الدسمة مساء.

– النوم على أحد الجانبين بدلًا من الظهر.

– ممارسة الرياضة.

– تجنب السهر.

– تجنب التوتر والقلق قدر المستطاع وتعلم مهارات للتخلص من هذا التوتر.

– وينصح بتحريك عضلات الوجه و تحريك العينين من جهة الى أخرى خلال حدوث نوبة شلل النوم.

فلا بد من أن تحرص على تجنب مثل هذه الإضطرابات التي تحدث بممارسة التمارين الرياضية وتناول قسطٍ كافٍ من النوم وعدم التعرض للعصبية والتوتر والقلق، واحرص على راحة الجسم حتى تتجنب الاصابة بشلل النوم الذي يصيبك حين تغفو ويسبب لك الذعر، كما أنه لا بد من أن تحرص على النوم مبكراً والحصول على القسط الكافي من النوم والتخلص من العصبية التي قد تؤثر سلباً على الشخص أثناء النوم.

د. وليدأبودهن