قبل لقائه بوتين.. «زلة حول ليبيا» تحرج بايدن

تلقى الرئيس الأميركي جو بايدن انتقادات شديدة بعد خلطه بين سوريا وليبيا خلال مؤتمر صحفي في قمة مجموعة السبع، والأمر الذي جعل الوضع أسوأ هو تكراره الخطأ ثلاث مرات.

وخلال قمة مجموعة السبع التي اختتمت أشغالها، أمس الأحد في بريطانيا، تحدث بايدن في مؤتمر صحفي عن ليبيا بأنها واحدة من المجالات التي يمكن فيها العمل المشترك لروسيا والولايات المتحدة، وتبين لاحقا أنه نسي أي دولة أراد التحدث عنها في سياق رده على سؤاله بشأن ملفات التعاون مع روسيا والمساعدات الإنسانية للبلدان التي تضررت بشدة من الحروب الأهلية المستمرة منذ فترة طويلة.

وكرر الرئيس الأميركي السادس والأربعين البالغ من العمر 78 عامًا «خطأه» للمرة الثالثة حين تحدث عن العمل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لتقديم المساعدة الاقتصادية للشعب الليبي، وهو ما أحدث تشويشا لدى الحاضرين في قمة مجموعة السبع صححه البيت الأبيض لاحقا.

واعترف مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك ساليفان، الاثنين بالخلط وأوضح أن الرئيس الأميركي، كان يقصد سوريا حينما تحدث عن الأوضاع في ليبيا في سياق التوسيع المحتمل للتعاون مع روسيا.

وقال ساليفيان، خلال مؤتمر صحفي عقده رداً على سؤال حول ما إذا كان بايدن يقصد سوريا بدلا من ليبيا خلال تصريحه «نعم، صحيح».

روسيا انخرطت في أنشطة تتعارض مع المعايير الدولية

ويعتقد بايدن أن روسيا انخرطت في أنشطة تتعارض مع المعايير الدولية، «لكنهم أيضًا حمَلوا أنفسهم بعض المشكلات الحقيقية والتي سيواجهون صعوبة في التعامل معها وعلى سبيل المثال، إعادة بناء - سوريا، ليبيا» وواصل قائلا: «وطالما أنهم موجودون هناك بدون القدرة على تحقيق بعض النظام في المنطقة، لا يمكنك القيام بذلك بشكل جيد دون توفير الاحتياجات الاقتصادية الأساسية للأشخاص».

- بايدن يبحث تطورات الملف الليبي مع إردوغان في بروكسل ومع بوتين بجنيف

- بايدن: روسيا تتدخل بشكل قوي في ليبيا لكن يمكننا العمل سويا لمساعدة سكانها

- بوتين: ليبيا على جدول أعمال اللقاء مع بايدن

وصرح بايدن «تحدث أشياء كثيرة في المجالات التي يمكن أن نتعاون فيها مع روسيا. على سبيل المثال في ليبيا، حيث نعمل على فتح ممرات لتهيئة فرص لتقديم مساعدات غذائية واقتصادية، أي المساعدة الحيوية للسكان الذين يعانون من مشاكل حقيقية».

وفيما أشار متابعون إلى احتمال خلطه بين فتح الطريق الساحلي في ليبيا والممرات الآمنة للاجئين في سوريا لم يتردد أعضاء بالحزب الجمهوري عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، في مهاجمة الرئيس الديمقراطي، مدعين أن هذا دليل أكثر على التدهور المعرفي لبايدن وعدم قدرته على تولي منصب الرئيس.

كما سلطت قناة «ار تي» الروسية الناطقة باللغة الانجليزية الضوء على الخطأ قائلة: إن الممر الآمن للاجئين والمساعدات الغذائية، كما صرح بايدن، هي قضايا تتعلق بالحرب الأهلية السورية، وليس الصراع الليبي. وأضافت أنه على الرغم من أن إدارة أوباما تدخلت في كلا النزاعين، وسلحت الميليشيات المتمردة وشنت حملة جوية في سوريا، وعزلت معمر القذافي في ليبيا كجزء من حملة قصف لحلف شمال الأطلسي في عام 2011، شاركت روسيا في حملة واحدة فقط، دعمت خلالها حكومة بشار الأسد وقامت بضرب مسلحي «داعش» في سوريا.

وأعلن البيت الأبيض أن بايدن سيلتقي بوتين في 16 يونيو الجاري في جنيف، وذلك في أول اجتماع بين الرئيسين منذ تولي بايدن الحكم.

قمة وسط توتر حاد بين واشنطن وموسكو

وتأتي القمة وسط توتر حاد في العلاقات بين واشنطن وموسكو بسبب العديد من القضايا الخلافية بينهما، أبرزها القضية السورية وملف المعابر الإنسانية، فضلا عن قضايا تتعلق بالتجسس والقرصنة والتدخل في الانتخابات وأوكرانيا.

ومع ذلك فإن واشنطن تعطي أهمية خاصة لملف ليبيا بسبب الحضور العسكري الروسي «المزعج» في البلاد عبر مجموعة «فاغنر» بما لا يقل عن 1200 عنصراً حسب الأمم المتحدة، في حين كشفت القيادة العسكرية الأميركية الأفريقية «أفريكوم» أنه «يوجد طائرات عسكرية روسية قادمة من سوريا، وأعيد طلاؤها بهدف التمويه، لدعم المرتزقة الروس الذين يقاتلون في ليبيا».

وقد كرر مرارا مسئولون أميركيون ضرورة مغادرة جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب ليبيا، بما فيهم الذين جلبتهم تركيا وروسيا بالإضافة إلى المقاتلين السوريين والتشاديين والسودانيين.