اخبار ليبيا
موقع كل يوم -صحيفة المرصد الليبية
نشر بتاريخ: ٦ أيار ٢٠٢٢
ليبيا- تطرق تقرير تحليلي نشره موقع 'ميدل إيست آي' الإخباري البريطاني لمقال منسوب لرئيس حكومة الاستقرار فتحي باشاآغا في صحيفة 'التايمز' البريطانية.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد نقل عن مصادر في 'التايمز' اعتقادها أن حسابات باشاآغا على وسائل التواصل الاجتماعي قد تم اختراقها رغم عدم وجود علامات على ذلك مشددة على أن العاملين مع رئيس حكومة الاستقرار أكدوا صحة المقال المنسوب إليه قبل نشره.
وبين التقرير إن هؤلاء لم يردوا على أسئلة بشأن المقال أو ما إذا كان قد تم اختراق حساب باشاآغا في موقع التواصل الاجتماعي 'تويتر' ناقلا عن المحلل السياسي عماد الدين بادي قوله إن هذا الأمر أظهر بوضوح شيئين أولهما تحالف رئيس حكومة الاستقرار مع القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر والروس.
وأضاف بادي إن التحالف مع الروس بصفتهم وسطاء في مستقبل ليبيا في وقت توجد فيه مشكلة بالنسبة لباشاآغا والمشير حفتر للتصالح بشأنها من بين العديد من المشاكل الأخرى مؤكدا إن الشيء الثاني هو تسويق رئيس حكومة الاستقرار بوضوح لروايات مختلفة اعتمادا على الجمهور الذي يتحدث إليه.
وبين بادي إن التغريدة الصادرة عن باشاآغا بدت وكأنها موجهة للجمهور المحلي أو في الواقع لأفراد القيادة العامة للقوات المسلحة لتهدئتهم فيما نقل الموقع عن مصدر تم وصفه بـ'الليبي الذي تشاور بانتظام مع المشير حفتر' قوله إن رئيس حكومة الاستقرار أبرم صفقة مع المشير حفتر وأسرته في فبراير الماضي.
وأضاف التقرير إن هذه الصفقة تجعل من غير المرجح أن يكون باشاآغا قد نشر انتقادات مناهضة لروسيا في إحدى الصحف البريطانية فيما قال المحلل السياسي جليل حرشاوي أن هذا المقال بين بوضوح إن الروس ما زالوا حاضرين في ليبيا لدرجة تخويف سياسيين بارزين.
وتابع حرشاوي بالقول:'لا يمكنك أن تقول أي شيء عنهم حتى لو قلت إنك رئيس الوزراء فهم لم ينسحبوا من ليبيا ولا يمكنك إهانتهم هناك من دون عواقب' فيما تابع تقرير تحليلي آخر نشرته الطبعة العربية لصحيفة 'الإندبندنت' البريطانية ذات الموضوع باهتمام.
ووفقا للتقرير الذي تابعته صحيفة المرصد فقد أشعل رئيس حكومة الاستقرار جدلا واسعا في الوسط السياسي مع إثارة حيرة المراقبين عبر الإدلاء بتصريحين في يوم واحد بدأهما بإعلان براءته من المقال في وقت تمسكت فيه 'التايمز' بصحة ما ورد فيه وهو ما جعل الجميع منشغل بتحليل قصة المقال الغريبة.
وأضاف التقرير إن التصريح الثاني لباشاآعا تمثل في تلميحه بمباشرة حكومة الاستقرار مهامها من مدينة سرت وعدم رغبته في استخدام القوة لدخول العاصمة طرابلس مؤكدا إن مقال الرأي المثير للجدل داعم للموقف البريطاني تجاه حرب موسكو ضد أوكرانيا.
وتابع التقرير إن هذا المقال المنسوب لرئيس حكومة الاستقرار استنكر فيه دور مجموعة 'فاغنر' الروسية في ليبيا قبل أن ينفي باشاآغا كتابته للمقال المنسوب إليه فيما ورد فيه التعبير عن الشعور بالرعب لمشاهدة الهجوم الروسي على أوكرانيا مع استذكار دخول الآلاف من مرتزقة المجموعة للبلاد منذ العام 2014.
وأعرب المقال عن رفض تدخل بوتين في ليبيا من خلال مرتزقته مشيرا إلى أن الغرب الآن بقيادة بريطانيا يواجه التنمر الروسي في أوكرانيا وحول العالم وأن البلاد في خط مواجهة مع الروس وإخراج 'فاغنر' منها يحتاج لمساعدة من لندن لأنها حليف لا يستغنى عنه في القتال ضد المرتزقة الأجانب.
وأشار المقال لرغبة باشاآغا بتحقيق شراكة استراتيجية مع البريطانيين للتجارة والأمن والعمل الاستخباراتي مؤكدا إمكانية استثمار الغرب لمخزونات الطاقة الضخمة في ليبيا لتساعد على فطم العالم عن النفط الروسي وأن النفط والغاز الليبيين سيساعدان في تعويض النقص العالمي وتخفيض أسعار الوقود في بريطانيا.
وبين التقرير إن التصريحات المنسوبة لباشاآغا سرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم ما أثار موجة استغراب من الرسائل الكثيرة التي حملها ومنها زعزعة تحالفاته الأخيرة في الداخل خصوصا مع معسكر الشرق فهذه التحالفات لعبت دورا لا يخفى في قيادته لرئاسة حكومة الاستقرار.
وأضاف التقرير إن باشاآغا يعتمد كليا على هذه التحالفات في معركته السياسية مع منافسه على رئاسة الوزراء رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة مؤكدا إن ما زاد الجدل حول المقال مسارعة رئيس حكومة الاستقرار إلى نفي صلته به وبما نشر فيه جملة وتفصيلا.
وتابع باشاآغا أنه مثل الجميع فوجئ بالمقال المنسوب الذي نشرته 'التايمز' ويركز على مستقبل العلاقات الليبية البريطانية متمنيا في تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعي 'تويتر' على الصحيفة العريقة والمحترمة تحري الدقة لتفادي التورط في نشر مقالات مكذوبة.
ووفقا للتقرير تواصلت 'إندبندنت عربية' مع الناطق باسم 'التايمز' الذي تمسك بما نشر فيه وأن فريق عمل باشاآغا أكد دقته موضحا إن تصريح الأخير بشأن شروعه بمهامه من مدينة سرت هو تشتيت لترقب الجميع في ليبيا واهتمامهم بمستجدات المقال الإشكالي وصحة ما جاء فيه.
وأوضح باشاآغا أن ممارسة مهام حكومة الاستقرار من مدينة سرت يدعمها بعد ما عانته من حروب وويلات خلال السنوات الماضية لكونها تربط شرق البلاد بغربها وجنوبها وليس لها عداوة أو خلافات أو حساسيات مع مختلف المدن الليبية الخلاف في ليبيا ليس خلافا محليا بل نتيجة لتدخل بعض الأطراف والدول.
وأضاف أن هذه الأطراف والدول ساعية للحصول على مكاسب لها فالخلافات لا تؤثر سوى بنسبة 20% مما يحصل في ليبيا والليبيون قادرون على تجاوزه مؤكدا إطلاقه مبادرة من أجل الحوار لنبذ الخلافات ولم شمل الشعب الليبي وإنهاء الصراع فيما بينهم والتداول السلمي للسلطة وإصلاح النسيج الاجتماعي.
ترجمة المرصد – خاص