البيوضي: ندعم وجود ميثاق وطني بين الليبيين يشبه خارطة طريق نحو الاستقرار الآمن

ينتظر الليبيون موعد الـ24 من ديسمبر القادم بآمال كبيرة باعتباره طوق النجاة في أن تصل البلاد إلى بر الأمان بعد سنوات العناء والمعاناة، ولكن مع اقتراب الموعد وبدء العد التنازلي للاستحقاقات الانتخابية ظهرت مؤشرات مخيفة حول إمكانية انهيار المشهد الليبي من جديد والعودة إلى مربع الأول.. ولمتابعة الأوضاع السياسية في ليبيا واستعداد البلاد للاستحقاقات القادمة كان لـ'بوابو إفريقيا الإخبارية' هذا الحوار مع رئيس حزب التجديد سليمان البيوضي، وإلى نص الحوار:

مع اقتراب موعد 24 ديسمبر.. ما تقييمك للأوضاع الليبية؟

حتى الآن لا يزال هناك حالة من ضبط النفس لدى الأطراف السياسية المساندة لإجراء الانتخابات، رغم الهفوات التي تقع فيها حكومة الوحدة والتي تبدو أحيانا وكأنها متعمدة، فالتوترات القائمة والاتهامات المتكررة للحكومة أو قصورها في إنجاز مهامها يخلق حالة من التصعيد السياسي والذي ينبأ أحيانا بمخاطر انهيار المسار السياسي.

هل ليبيا مستعدة لإجراء الاستحقاقات الانتخابية؟

شعبيا هناك رغبة حقيقية للمشاركة في الاستحقاقات الوطنية، وكذلك على المستوى الفني والتقني، لكن الإرادة السياسية لدى الأجسام السياسية المتحكمة في المشهد وهي تسعى لإفشال الخيار السلمي، للتمكن من الاستمرار بسياسة التوافق المسلح.

ما ضمانات أو كيفية تحصين نتائج الانتخابات وتنفيذ خارطة الطريق الليبية؟

لقد قدمنا مبادرتين بالخصوص وندعو لإقرار إحداها، أو الاتفاق على مبادرة أخرى ونحن مستعدون لتوقيع أي اتفاق أو ميثاق يضمن تحصين نتائج الانتخابات وعدم الانقلاب عليها، إن ليبيا بحاجة لمرحلة سياسية تتعاطى مع مختلف الأزمات بهدوء، وبها قدر كبير من المشاركة السياسية والاختلاف مع الآخر سلميا، لذلك نحن ندعم وجود ميثاق وطني بين الليبيين يشبه خارطة طريق نحو الاستقرار الآمن.

ماذا لو فشلت ليبيا في الوصول إلى استحقاقات 24 ديسمبر؟

لا يمكن التنبؤ بالمستقبل، ولكن شبح الانقسام والحرب سيتربص بليبيا وقد يعود في أي لحظة.

الخطوات الأخيرة الصادرة عن مجلس النواب سواء (سحب الثقة من الحكومة، إصدار قانون انتخاب، قانون انتخاب النواب) ما قراءتكم وتحليلكم لها؟

المشهد رسم ملامحه بشكل لا يتماشى مع طموحات الليبيين لنتائج جنيف، لذا فإن خطوة أعضاء مجلس النواب بسحب الثقة تعاطت مع حالة من المد والجزر، وبالتالي فهي خاضعة لحالة عدم اليقين ورؤيتها من زاوية واحدة سيحمل تفسير واحدا يحركه موقف مسبق في أحيان كثيره، ونحن الآن نتعامل مع واقع.

أما القوانين فتحمل قصورا قانونيا في بعض النصوص، وللأسف قانون الانتخابات التشريعية كان إقصائي وسيسبب تأخرا في الحياة السياسية والديمقراطية باستبعاد الأحزاب من الترشح بنظام القوائم.

هل سحب الثقة من حكومة الوحدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة يتيح له فرصة الترشح للانتخابات؟

هذا جدل من نوع آخر، ومن حيث المبدأ فإن الدبيبة وقع تعهد بعدم الترشح، وهو اختبار صعب لقدرته على الوفاء بوعده وعهده، وبالتالي فإن السؤال برمته سيدخل في جدلية الأخلاق بعيدا عن القانون ونصوصه.

ما دور الأحزاب في هذه المرحلة؟

لا ديمقراطية بدون أحزاب سياسية، وإنهاء التصحر السياسي يستدعي وجودها، ونحن كحزب سنمارس دورنا بكل الوسائل المتاحة لنستعيد دورنا، وندعو كل الأحزاب والكيانات السياسية للعب أدوارها ورفض الاستمرار خارج دوائر الحياة العامة وعلينا أن ننخرط لتعزيز قيم الديمقراطية ومفاهيمها، والتصدي لتحقيق المصالحة وإقرار العدالة وحل أزمة التدفقات المالية، وتقديم المشاريع والرؤى التي تحقق آمال أمتنا الليبية

أطلقتم مبادرة بعنوان (مبادرة الميثاق الوطني).. ما أهداف المبادرة والمأمول منها؟

المبادرة تهدف لإقرار ميثاق وطني يحمي نتائج الانتخابات ويرسم خارطة طريق للحوار المجتمعي حول القضايا الرئيسية، وقد عززنا المبادرة الأولى بمبادرة ثانية تهدف لوضع مسار دقيق لإجراء الانتخابات وحماية المسار السياسي وخارطة الطريق، ونتأمل أن تفتح مقترحاتنا الأبواب لتقديم أفكار أخرى توصلنا في النهاية لصناديق الاقتراع وتبعد عنا شبح الحرب.

كيف ينظر حزب التجديد إلى ليبيا 2022؟

بأمل كبير ننظر للمستقبل ونؤمن بأن المسارات طويلة وستحتاج لجهد وصبر، والأهم أن يكون عام 2022 عاما لعودة الحياة لطبيعتها ومعززا لثقافة السلام وأن يتمكن الليبيون من تجديد شرعية ممثليهم وتتوحد المؤسسات الوطنية.