اخبار لبنان

جريدة اللواء

أقتصاد

جهود «الإنقاذ» بعد الحرب... هل نجح وزير الاتصالات في إعادة ربط الجنوب اللبناني بشبكات الاتصال؟

جهود «الإنقاذ» بعد الحرب... هل نجح وزير الاتصالات في إعادة ربط الجنوب اللبناني بشبكات الاتصال؟

klyoum.com

نوال أبو حيدر

منذ إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، بادرت شركتا الاتصالات في لبنان، وهما «ألفا» و«تاتش»، إلى جانب هيئة أوجيرو المعنيّة بالبنية التحتية للاتصالات، إلى إعادة تفعيل خدمات الاتصال الأرضي والخلوي، بالإضافة إلى إعادة تأهيل شبكة الإنترنت، وذلك في المناطق التي بدأ سكانها بالعودة إليها تدريجياً، لا سيما في جنوب لبنان، الذي كان من أكثر المناطق تأثّراً بالتصعيد العسكري.

وفي إطار هذه الجهود، قام وزير الاتصالات، شارل الحاج، خلال الأسابيع الأخيرة، بزيارة ميدانية تفقّدية إلى عدد من البلدات الجنوبية، برفقة المدراء العامين في الوزارة، إضافة إلى المديرين العامين لشركتي «ألفا» و«تاتش»، وعدد من المسؤولين التنفيذيين في هيئة «أوجيرو»، بهدف الإشراف على سير عمليات الصيانة وإعادة الإعمار، ومتابعة أوضاع محطات الإرسال التي تعرّضت لأضرار جسيمة نتيجة القصف والتدمير.

وتأتي هذه المبادرات في سياق السعي إلى إعادة ربط المناطق المتضررة بشبكة الاتصالات الوطنية، وضمان الحد الأدنى من الخدمات الأساسية التي تسهّل عودة الأهالي إلى حياتهم الطبيعية. ليبقى السؤال الجوهري: ما هو الوضع الحالي لتلك المحطات؟ وما مدى جاهزيتها لتقديم الخدمة؟ وهل وصلت الجهود إلى مرحلة الاستقرار التقني الكامل أم أنّ التحديات ما زالت قائمة؟

واقع المحطات في الجنوب... هل عادت إلى العمل؟

انطلاقاً من هنا، تقول مصادر وزارة الاتصالات لـ «اللواء» إن «واقع محطات الاتصالات في الجنوب يشهد تحسّناً تدريجياً، إذ قامت شركتا «تاتش» و«ألفا» بإعادة تشغيل نسبة كبيرة من محطاتهما المتضررة. إذ أكدت «تاتش» أنها استعادت أكثر من 90% من تغطية شبكتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، وهي تواصل أعمال الصيانة بالتنسيق اليومي مع الوزارة، بانتظار السماح بالدخول إلى بعض المواقع الحدودية التي ما تزال محظورة لأسباب أمنية».

أما بالنسبة لشركة «ألفا»، بحسب المصادر الوزارية «فقد أعادت إلى الخدمة 80 محطة من أصل 107 متضررة، ووضعت محطات مؤقتة في بلدات رميش، حولا والخيام، فيما باشرت ببناء 23 محطة مدمرة بالكامل».

وفي السياق نفسه، تتابع: «تؤدي هيئة «أوجيرو» دوراً محورياً في هذه الجهود، حيث تعمل بالتنسيق مع الوزارة على تركيب محطات لاسلكية في قرى حدودية مثل كوكبا، مرجعيون، الصوانة، شوكين وبرعشيت لتأمين خدمة الاتصالات. كما بدأت بإصلاح سنترال المريجة وشبكات الضاحية بالتعاون مع اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، رغم التحديات اللوجستية الكبيرة».

جهوزية الشبكات ومستوى الاستقرار التقني...

في سياق متصل، توضح المصادر نفسها أنه «تحسّنت الجهوزية التقنية لشبكات الاتصالات في منطقة الجنوب بشكل ملحوظ وواضح، إلّا أن الاستقرار التام لم يُنجز بعد. فإلى جانب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية، لا تزال هناك تحديات وصعوبات تعيق الوصول إلى عدد من المحطات الواقعة على الحدود. كما تواجه الشبكات مشاكل مستمرة تتمثل في انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، بالإضافة إلى الصعوبات في تأمين المحروقات اللازمة بشكل مستدام لضمان استمرارية تشغيل المحطات».

وفي ظل التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع الاتصالات، تبرز أهمية التنسيق والتعاون المستمر بين الجهات المعنية لضمان استعادة وتحسين جودة الخدمات بشكل فعّال ومنظم.

التنسيق يعزز الإصلاح

ومن هذا المنطلق، تختم المصادر مشدّدة على أن «الوزارة تواصل، من خلال التنسيق المستمر والتعاون اليومي بين فرقها وبين شركتي «ألفا» و«تاتش» بالإضافة إلى هيئة «أوجيرو»، العمل على تنفيذ عمليات إصلاح تدريجية ومنظمة للشبكة. ويتضمن هذا الجهد أيضاً مشاريع تطوير البنية التحتية للألياف الضوئية التي تم تضمينها في موازنة عام 2026. أما بالنسبة لمشاريع عام 2025، فهي لا تزال قيد الانتظار، حيث ينتظر الانتهاء من استشارة ديوان المحاسبة بشأن اعتماد الميزانيات اللازمة، ولم يتم إلغاؤها كما تم تداوله في بعض الأنباء».

في المحصلة، وعلى الرغم من الصعوبات والتحديات التي لا تزال تواجه قطاع الاتصالات في الجنوب، فإن الجهود المستمرة والتنسيق المتواصل بين الوزارة وشركات الاتصالات والهيئات المختصة تعكس إرادة واضحة نحو تحقيق الاستقرار وتحسين جودة الخدمات. فالإصلاح التدريجي والمنهجي للبنية التحتية، إلى جانب المشاريع المستقبلية المرسومة، يشكّلان خطوة مهمة نحو تعزيز قدرة الشبكات على تلبية احتياجات المستخدمين وضمان استمرارية التواصل في جميع الظروف.

*المصدر: جريدة اللواء | aliwaa.com.lb
اخبار لبنان على مدار الساعة