الرئيس عون أمام وفد أهالي شهداء مرفأ بيروت: التزامي واضح بكشف الحقيقة كاملة ومحاسبة كل من تسبب في هذه الكارثة
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
عناوين الصحف الصادرة اليوم الجمعة 18 07 2025اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اننا "لن ندخر جهدًا في بناء دولة تحترم حقوق مواطنيها وتحمي حياتهم، لتكون مأساة انفجار مرفأ بيروت درسًا يؤسس لمستقبل أفضل".
موقف الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من أهالي شهداء المرفأ الذين تحدث باسمهم وليم نون شاكرا رئيس الجمهورية على إٍستقباله، ومشددا على ان لا إنقسام بين اهالي شهداء إنفجار مرفأ بيروت. وقال: أن جرحى الإنفجار طالبوا أن نحمل معنا الى فخامتكم ملفهم أسوة بغيرهم، للحصول على بطاقة جريح لكل منهم، وان توليهم الدولة العناية اللازمة.
واكد على "ان لدى أهالي الشهداء كامل الثقة بالرئيس عون، ونشد على ايديكم، ونتمنى ان يوفقكم الله لتحقيق ما ذكرتموه في خطاب القسم، والذي اعطانا املا كبيرا للبقاء في لبنان. ونأمل ان يتم إحقاق الحق والوصول الى الحقيقة في عهدكم".
وتحدث عدد من الأهالي الحاضرين، راوين معاناتهم منذ الانفجار، مطالبين بضرورة الاسراع في إحقاق الحق، "لأن التأخير في العدالة ليس بعدالة." و توجهوا الى الرئيس عون بالقول: "نستحلف فخامتكم الا تسمحوا ان تمر هذه القضية التي هي بحجم وطن من دون محاسبة. ولنتعلم ولو لمرة ان هناك ثقافة محاسبة في هذا البلد."
ورد الرئيس عون، مرحبا بالوفد، معبرا عن تضامنه الكامل مع أهالي الشهداء، وعن مشاعر الحزن والأسى "لفقدانكم أحبتكم في هذه المأساة التي ألمت ببلدنا". وشدد على ان "المسؤولية تقع على عاتقنا جميعًا للعمل على تحقيق العدالة" وقال:"ان التزامي واضح: كشف الحقيقة كاملة دون استثناء، ومحاسبة كل من تسبب في هذه الكارثة، وهذا هو السبيل لانتشال بلدنا من ظلام الفساد والإهمال. ولن ندخر جهدًا في بناء دولة تحترم حقوق مواطنيها وتحمي حياتهم، لتكون هذه المأساة درسًا يؤسس لمستقبل أفضل."
وختم بالقول: "من الآن وصاعدا، القضاء سيأخذ مجراه، والمذنب سيحاكم والبريء ستتم تبرئته".
على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون وفد "اللجنة الاسقفية المارونية للمصالحات الوطنية" برئاسة المطران بولس مطر وعضوية المطارنة: منير خير الله، ميشال عون، انطوان طربيه، انطوان ابو نجم، وهي منبثقة عن سينودوس الكنيسة المارونية والمكلفة بالمصالحات الوطنية بالعمق بين جميع اللبنانيين من دون تمييز طائفي انطلاقاً من مبدأ الاخوة التي تجمع بين اللبنانيين.
واوضح المطران مطر ان اللجنة سوف تعمل لازالة كل الاشكالات التي لا تزال موجودة بين اللبنانيين، بهدف العيش بصفاء، لافتاً الى ان عملها سيتركز على تحقيق مصالحات في العمق لتنقية الذاكرة الوطنية. وأشار الى ان عمل اللجنة سيكون بداية مع القيادات الروحية المسيحية والاسلامية ثم مع الجهات السياسية المختلفة، بهدف الوصول الى اعداد لقاء حوار ومصالحة تسوده الصراحة المطلقة لازالة كل الرواسب السلبية التي لا تزال عالقة في الذاكرة الوطنية. واكد وفد المطارنة على ان هذه الخطوة تهم جميع اللبنانيين للملمة الجراح والوصول الى المصالحة العميقة التي تكفل ازالة كل الرواسب والانطلاق بمفهوم وطني جديد وموحد.
ورحب الرئيس عون بأعضاء اللجنة الاسقفية، متمنياً لهم التوفيق في المهام التي اوكلها اليهم سينودوس الطائفة المارونية برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، مؤكداً على اهمية تحقيق المصالحة في العمق بين جميع اللبنانيين. وقال: انها خطوة مباركة تحتاج الى جهد كبير وتعاون بين الجميع، لا سيما الجهات التي عملت في الماضي ولا تزال، من اجل المصالحة الوطنية، معتبراً ان الظروف الراهنة باتت تحتم مثل هذه المبادرات لاعادة الثقة بين المكونات اللبنانية التي يفترض ان تطوي صفحة الماضي وتنظر الى المستقبل لتحصين الوحدة الوطنية ومواجهة ما يحصل من تداعيات للتطورات الأخيرة التي شهدناها ولا نزال في عدد من دول المنطقة.
ورأى الرئيس عون ان لا فائدة ترجى من الاستمرار في فتح صفحات الماضي المؤلمة، "بل علينا استخلاص العبر كي لا نكرر الاخطاء نفسها، وعلينا تصويب المسار ليصب في مصلحة لبنان وجميع اللبنانيين من دون استثناء، سواء داخل لبنان او في دول الانتشار".
وفد جمعية درب السما
واستقبل الرئيس عون وفدا من "جمعية درب السما" راعية مشروع " درب مار شربل" والذي ضم السادة: أدوار برجي، الدكتور يوسف الحاج، ريمون زند، فادي صليبا، السيدة سعدة نخول والسيدة دانييل جبارة. وتحدث الدكتور الحاج باسم الوفد شارحا الهدف من استحداث مشروع "درب مار شربل" الذي ستتم إزاحة الستارة عن الكيلومتر صفر يوم الاحد المقبل في دير مار مارون عنايا، إيذانا باطلاق مسيرات الحج رسميا على الدرب الذي يشكل أول مسار حج طويل المسافة منظم بمعايير عالمية لا في لبنان فحسب بل في الشرق نحو ضريح القديس شربل .
ولفت الى مصادفة التدشين مع سنة اليوبيل الكنسية العالمية 2025 الموضوعة تحت شعار "حجاج الرجاء" وسيمتد الدرب على مسافة 130 كيلومتر تقريبا وسيمر ببقاع كفرا وميفوق وعنايا واهمج وصولا الى حريصا وبكركي أي في المحطات الرئيسية التي طبعت حياة شفيع لبنان القديس شربل، وسيكون مفتوحا للجميع من دون أي تمييز في الدين والجنسية. وسيتم تأهيل الدرب وتجهيزه وفق أفضل المعايير العالمية لترسيم الدروب وبما يتناسب مع جميع الفئات والاعمار والاستعدادات الجسدية وذوي الإعاقة. كما سيوفر نهضة اقتصادية في القرى التي سيمر بها والتي يزيد عددها عن 40 بلدة وقرية، وفيها مناطق جيولوجية متنوعة ومواقع ثقافية وتاريخية ودينية.
وهنأ الرئيس عون القيمين على " جمعية درب السما" على الجهد الذي بذلوه لاستحداث " درب مار شربل" وإنجاز المرحلة الأولى منه متمنيا ان يستكمل الدرب في التوقيت المحدد له أي مع حلول شهر حزيران 2026.