اخبار لبنان

جنوبية

سياسة

أوجلان يوجه بحلّ «العمال الكردستاني» وإلقاء السلام بعد صراع لـ4 عقود ومقتل 40 ألف شخص

أوجلان يوجه بحلّ «العمال الكردستاني» وإلقاء السلام بعد صراع لـ4 عقود ومقتل 40 ألف شخص

klyoum.com

لأكثر من أربعة عقود، تخوض تركيا حربًا ضد تمرد مسلح يقوده حزب العمال الكردستاني (P.K.K)، وهي جماعة مسلحة تقول إنها تسعى للحصول على حقوق أكبر للأقلية الكردية في البلاد.

أدى الصراع إلى مقتل أكثر من 40,000 شخص، سواء في هجمات حزب العمال الكردستاني على أهداف عسكرية ومدنية، أو في العمليات العسكرية التركية ضد المسلحين والمجتمعات التي تؤويهم. وتعتبر تركيا، والولايات المتحدة، ودول أخرى هذه الجماعة منظمة إرهابية.

الآن، دعا مؤسس الجماعة، عبد الله أوجلان في بيان، المقاتلين الأكراد إلى إلقاء أسلحتهم وحلّ الحزب، على الرغم من أن مدى فعالية هذه الدعوة لا يزال غير واضح، وكذلك ما إذا كانت الحكومة التركية تقدم أي شيء في المقابل لإنهاء القتال.ما الذي يجب معرفته عن حزب العمال الكردستاني وصراعه مع تركيا؟

من هو حزب العمال الكردستاني؟

أطلق الحزب تمرده المسلح ضد الدولة التركية في أوائل الثمانينيات، وكان يسعى في البداية إلى استقلال الأكراد، الذين يُعتقد أنهم يشكلون حوالي 15% أو أكثر من سكان تركيا.

بدأ المقاتلون من جبال شرق وجنوب تركيا، حيث هاجموا القواعد العسكرية ومراكز الشرطة التركية، مما أدى إلى ردود حكومية قاسية. لاحقًا، امتد الصراع إلى أجزاء أخرى من البلاد، مع تنفيذ الحزب تفجيرات مدمرة في المدن التركية أودت بحياة العديد من المدنيين.

في عام 1999، قبضت تركيا على عبد الله أوجلان وأدانته بقيادة منظمة إرهابية مسلحة. حُكم عليه بالإعدام، ولكن تم تخفيف الحكم لاحقًا إلى السجن المؤبد. لا يزال يُنظر إليه بتقدير كبير من قبل أعضاء الجماعة.

منذ سجنه، غيّر أوجلان أيديولوجية الحزب، مبتعدًا عن الانفصال نحو المطالبة بحقوق الأكراد داخل تركيا.

على مدار العقد الماضي، تمكن الجيش التركي من طرد قوات حزب العمال الكردستاني من المدن الكردية الكبرى في جنوب شرق تركيا، كما استخدم الطائرات المسيّرة لاغتيال قادته ومقاتليه، مما أدى إلى إضعاف قدرته على التنظيم وتنفيذ الهجمات.

ظل الصراع في حالة جمود لفترة طويلة، رغم أن هجمات حزب العمال الكردستاني بين الحين والآخر أثارت مخاوف من اندلاع مواجهة واسعة. في العام الماضي، اقتحمت مجموعة صغيرة من مقاتليه مقر شركة طيران حكومية مسلحة بالبنادق والمتفجرات، مما أسفر عن مقتل خمسة موظفين قبل أن تتمكن قوات الأمن من استعادة السيطرة.

من هم الأكراد؟

الأكراد مجموعة عرقية يبلغ عددهم حوالي 40 مليون نسمة – رغم وجود تقديرات متفاوتة – وهم منتشرون في إيران والعراق وسوريا وتركيا.

يتحدثون لهجات متعددة من اللغة الكردية، وهي لغة غير مرتبطة بالتركية أو العربية. ومعظمهم من المسلمين السنة.

بعد الحرب العالمية الأولى، وعدت القوى العالمية الأكراد بدولة خاصة بهم، لكن هذا الوعد لم يتحقق أبدًا. شهدت العقود التالية العديد من الثورات الكردية في مختلف الدول، وتعرض الأكراد لقمع حكومي استهدف لغتهم وثقافتهم.

في سوريا، تسيطر قوات سوريا الديمقراطية، ذات القيادة الكردية، على الجزء الشمالي الشرقي من البلاد. يتبع قادتها فكر حزب العمال الكردستاني وأيديولوجية عبد الله أوجلان. 

هذه القوات دعمتها الولايات المتحدة لسنوات، ولعبت دورًا أساسيًا في هزيمة تنظيم داعش. لكن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر ترك وضعهم المستقبلي غير واضح. وهم الآن في صراع مع الفصائل السورية المدعومة من تركيا، ولا يزالون خارج سيطرة الحكومة السورية الجديدة في دمشق.

منذ حرب الخليج عام 1991، أصبحت المنطقة الكردية في شمال العراق شبه مستقلة. يوجد مقر قيادة حزب العمال الكردستاني الآن في جبال قنديل شمال العراق. في السنوات الأخيرة، شنت تركيا هجمات على الحزب والميليشيات المرتبطة به في العراق وسوريا، كما مارست ضغوطًا على الحكومة العراقية لطرده من أراضيها.

ما هو موقف أكراد سوريا؟

بعد بيان أوجلان، ورد موقف متردد بعض الشيء من أكراد سوريا، على لسان عضو هيئة الرئاسة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» (PYD) صالح مسلم.

مسلم ربط في حديثه أولا بالمؤتمر الذي دعا إليه أوجلان لأعضاء الحزب للموافقة على حله وإلقاء السلاح.

ثم قال مسلم: «إذا وافق الطرف الآخر على النشاط السياسي والنضال السياسي وحرية العمل السياسي، إذا توافرت ظروف حماية المجتمع عندها لا داعٍ لحمل السلاح».

وردا على سؤال حول ما إذا كان موافقا على خطاب أوجلان، أجاب: «إذا زالت أسباب الاعتداء علينا (..) نحن لسنا عشاق سلاح».

كيف كانت محاولات السلام السابقة؟

تم إجراء محاولات عديدة لإنهاء الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، بدءًا من وقف إطلاق النار في عام 1993، لكنها جميعًا انهارت، مما أدى غالبًا إلى مزيد من إراقة الدماء.

شهدت الفترة بين عامي 2011 و2015 محاولة أخرى للسلام، حيث التقى ضباط المخابرات التركية بعبد الله أوجلان في السجن لرسم خطة لنزع سلاح مقاتليه، بينما نقل السياسيون الأكراد رسائله إلى رفاقه في شمال العراق.

لكن المحادثات انهارت في منتصف عام 2015، حيث اتهم كل طرف الآخر بالفشل. أعقب ذلك واحدة من أكثر مراحل الصراع دموية، حيث دارت معارك شرسة في مدن جنوب شرق تركيا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 7,000 شخص، وفقًا لمجموعة الأزمات الدولية.

هل سيكون الوضع مختلفًا هذه المرة؟

على الرغم من أن تركيا لا تزال تعتبر حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية انفصالية لا تمثل الأكراد، إلا أنها اعترفت ببعض انتهاكات حقوق الأكراد في الماضي، ووسعت نطاق استخدام اللغة والثقافة الكردية.

سمحت الحكومة ببث برامج تلفزيونية وإذاعية باللغة الكردية، وأدخلت اللغة الكردية كمادة اختيارية في بعض المدارس.

ومع ذلك، أقالت الحكومة أكثر من 150 رئيس بلدية كرديًا منتخبًا منذ عام 2015، وفقًا لحزب المساواة والديمقراطية للشعوب، الذي يمثل الحركة السياسية الكردية ولديه مقاعد في البرلمان.

تم اتهام معظم رؤساء البلديات المقالين – وبعضهم أدين – بجرائم تتعلق بحزب العمال الكردستاني.

ووصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عمليات الإقالة بأنها ذات دوافع سياسية وانتهاك لحقوق الناخبين.

إقرأ/ي أيضا: القضيّة الكردية وإدارة التنوع في الواقع المأزوم.. لقاء موسع يضيئ على المعاناة والحلول

*المصدر: جنوبية | janoubia.com
اخبار لبنان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com