بين النأي بالنفس والتحديات الإقليمية.. الرئيس عون يحسم: لا مصلحة للبنان في حروب الآخرين
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
الغاء رحلات الشرق الأوسط من قطر والإماراتفي خطوة لافتة، سارع لبنان إلى تبنّي خيار الحياد وتحصين البلاد من الدخول في أتون الصراعات الإقليمية. وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في طليعة المبادرين، مؤكدًا أنّ لبنان، قيادةً وأحزابًا وشعبًا، يدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى ثمن الحروب التي اشتعلت على أرضه وفي محيطه، والتي كلّفته أثمانًا باهظة. وشدد على أن لا مصلحة وطنية في تكرار هذا المسار، خصوصًا وأنّ تكلفة الانخراط في الحروب الإقليمية تفوق قدرة لبنان على تحمّلها.
وفي هذا السياق، أفادت معلومات خاصة لـ"نداء الوطن" أن بيان الرئيس عون، الذي صدر عقب الضربة الأميركية الأخيرة، كان ثمرة سلسلة من الاتصالات الداخلية والخارجية. وقد ركزت المشاورات مع الجانب الأميركي تحديدًا على مسألة تحييد لبنان عن النزاع وضمان التزامه بسياسة الحياد. كما جرى تنسيق مواقف مع الجانب الفرنسي والأمم المتحدة لتأكيد هذا التوجه.
وبحسب المعطيات، تحرّك لبنان الرسمي بشكل مكثّف لتفادي الانزلاق إلى الحرب، وشملت هذه الجهود قنوات تواصل مع "حزب الله" لضمان عدم انخراطه في أي تصعيد. وقد حصلت الدولة على تطمينات بعدم تدخل الحزب في المواجهة.
ورغم هذه التطمينات المحلية والدولية، يبقى هناك قلق لبناني من أن يتأثر البلد سلبًا بتطورات الحرب المتسارعة في الإقليم، إذ من الصعب ضمان عدم تسرّب تداعياتها إلى الداخل اللبناني رغم كل الاحتياطات.
وفي هذا الإطار، أُفيد أنّ السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون، نقلت عبر قنوات رسمية رسالة واضحة إلى "حزب الله"، مفادها أنّ أي استهداف للمصالح الأميركية أو القواعد التابعة لواشنطن في لبنان سيواجه برد قاسٍ ومؤلم.
تنسيق رئاسي وأمني مكثّف
وفي موازاة ذلك، أجرى رئيس مجلس الوزراء اتصالًا برئيس الجمهورية جوزاف عون تم خلاله بحث التطورات الإقليمية الخطيرة وسبل حماية لبنان من تداعياتها. وتم الاتفاق على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة والعمل المشترك لتغليب المصلحة الوطنية العليا والحفاظ على وحدة الصف اللبناني.
كما كثّف الرئيس سلام اتصالاته مع كل من وزير الدفاع الوطني ميشال منسى، ووزير الداخلية أحمد الحجار، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، بهدف تنسيق الجهود الأمنية واتخاذ التدابير اللازمة لتثبيت الاستقرار الداخلي خلال هذه المرحلة الحساسة.
"حزب الله" يدين دون تدخل
اللافت أن "حزب الله"، ورغم البيان الحاد الذي أصدره تعليقًا على الضربة الأميركية لإيران، لم يلوّح بأي نية للتدخل العسكري، في انسجام مع ما سبق أن أكده نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، حول عدم رغبة الحزب في الانخراط بهذه المواجهة على الساحة اللبنانية.
بهذا الأداء المتماسك، يبدو أن لبنان يحاول أن يرسّخ معادلة النأي بالنفس والحياد وسط أمواج صاخبة من التوترات الإقليمية