اخبار لبنان

ام تي في

سياسة

عندما تتحوّل بعبدا والسراي... إلى جبهتين

عندما تتحوّل بعبدا والسراي... إلى جبهتين

klyoum.com

ليس استثنائيا ما نشهده اليوم من انقسام يبدو جليّا في المواقف بين بعبدا والسراي.. إذ لطالما شهدت الرئاستان الاولى والثالثة في لبنان تجاذباً، وصل أحيانا إلى حدّ القطيعة، والأمثلة متعدّدة وإن اختلفت الازمنة والظروف.

منذ انتهاء الحرب في لبنان، ارتسمت معادلات جديدة في الحكم، أثارت حساسيات وشربكت آليات الحكم... فبدأت تظهر بعض الخلافات خصوصاً عندما تكون الرئاسات موزّعة على محاور سياسية متناقضة. ففي عهد الرئيس الياس الهراوي، شهدت العلاقة مع رئيس الحكومة رفيق الحريري طلعات ونزلات، إذ اختلف الرجلان في محطات مختلفة، منها حول تفسير صلاحيات اتفاق الطائف، مرورا ببعض السياسات المالية والاقتصادية والتعيينات في مراكز الدولة، وصولا إلى تعديل الدستور الذي تمّ عام 1995 لتمديد ولاية الهراوي ثلاث سنوات، وهو ما لم يكن الحريري متحمّسا له. إلا أن الامور لم تأخذ أبعادا أكثر من ذلك، ولم تصل حدّ القطيعة السياسية، إذ كانت سوريا صاحبة الكلمة الفصل في إدارة اللعبة السياسية اللبنانية آنذاك.

وفي عهد الرئيس إميل لحّود، كانت العلاقة متوتّرة بشكل دائم مع رئيس الحكومة رفيق الحريري، خصوصا مع تصاعد النفوذ السوري الذي كان يدعم لحود بشكل كامل بمقابل مساع لتحجيم الحريري، الامر الذي وسّع الهوّة بين الرجلين، ليبلغ التوتر ذروته في العام 2004، حينما جرى التمديد للحود، وهو ما فجّر الأزمة السياسية.العهد العوني لم يكن أقلّ توتّرا... بل شهد أقصى حدّ من الخلافات بين الرئاستين الأولى والثالثة... انكسرت الجرّة مرات عدة بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري. أكبر الخلافات بين الرجلين كانت تحصل خلال عملية تشكيل الحكومات وخلال التعيينات كما عند تفسير بعض الصلاحيات... اجواء أقل ما يقال عنها إنها كانت مشحونة بخلفيات طائفية أحيانا، ودستورية أحيانا أخرى، فكان الصدام السياسي والإعلامي علنيا وحاضرا دوما.

لم تستكن الجبهة بين الرئاستين الاولى والثالثة، مع تسلّم نجيب ميقاتي دفّة السلطة التنفيذية. استمرت الخلافات والتباينات مع عون، خلال عملية تشكيل الحكومة، حينما اتهمه الاخير بالمماطلة، ليردّ عليه ميقاتي يومها معتبراً أن الرئيس يحرّف الوقائع ويجتزئها، آسفا لانه أحيانا تخون كبارنا الذاكرة فتختلط الوقائع بالتمنيات والحقائق بالاوهام، وفق قوله.

لا تخرج الخلافات اليوم أو التباينات إلى العلن، نسمع عنها أحيانا ونلتمسها بين المواقف وأحيانا الصور والاحداث... إلا أنها لا تزال خلف الأبواب الموصدة، بلا مواجهات أو صدامات علنية. أقلّه حتى الساعة!

*المصدر: ام تي في | mtv.com.lb
اخبار لبنان على مدار الساعة