إمبراطورية إيلون ماسك تنهار... ما الذي يحدث لـ"تيسلا"؟
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
رجي: زعل الكويت ودول الخليج كان محقا... وزمن إبعادنا عن العرب ولىتشهد شركة "تيسلا" الأميركية لصناعة السيارات الكهربائية أكبر انخفاض في مبيعاتها على الإطلاق، في حدثٍ تاريخي يعود إلى ردود الفعل العنيفة ضد المواقف السياسية للرئيس التنفيذي إيلون ماسك والمنافسة الصينية المتزايدة التي أدت إلى تقليص الطلب على سياراتها الكهربائية بشكلٍ كبير، ما يضع الشركة أمام مفترق طرقٍ خطير ويهدد بانهيارها بصورةٍ كاملة.
انخفاض تاريخي
انخفضت مبيعات "تيسلا" بنسبة 13 في المئة في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، وهو أكبر انخفاض في عمليات التسليم في تاريخها، كما تراجعت أسهم الشركة بنسبة 36 في المئة في الربع الأول مسجلة أسوأ أداء لها منذ عام 2022 وأعلنت تيسلا أنها سلمت 336.681 سيارة في الربع الأول، أي أقل بـ 50 ألف سيارة مقارنةً بالأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي. وكانت هذه النتائج أسوأ مبيعات للشركة منذ ما يقارب من ثلاث سنوات.
يُعد هذا الانخفاض مذهلاً لشركة كانت تعلن حتى وقتٍ قريب عن نمو في المبيعات على أساس سنوي بنسبة تتراوح بين 20 و100 في المئة تقريباً في كل ربعٍ من السنة، وهو معدل مسؤول بشكلٍ كبير عن ارتفاع سعر سهمها. ولم تشهد "تيسلا" أول انخفاض طفيف في مبيعاتها الفصلية إلا في عام 2020 خلال جائحة كورونا، عندما أثرت عمليات الإغلاق على الإنتاج والتسليم.
وفي العام الماضي، أعلنت "تيسلا" عن أول انخفاض سنوي في مبيعاتها، وكان هذا الانخفاض أسوأ من توقعات محللي الشركة، الذين توقعوا مبيعات ربع سنوية منخفضة تصل إلى 350 ألف وحدة، وكانت المفاجأة في انخفاض مبيعاتها في كاليفورنيا، سوقها الرئيسي في الولايات المتحدة، بنسبة 31 في المئة في كانون الثاني المنصرم مقارنة بالعام الماضي.
أوروبا تتخلى عن "تيسلا"
ووفقاً لجمعية مصنعي السيارات الأوروبية، باعت "تيسلا" ما يقل قليلاً عن 7.517 سيارة في أوروبا في كانون الثاني المنصرم، أي نصف ما باعته في كانون الثاني من العام السابق. ويأتي ذلك على الرغم من ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية الهجينة والبطاريات من جميع العلامات التجارية، ومع استمرار الاتحاد الأوروبي في تشديد اللوائح المتعلقة بانبعاثات المركبات الجديدة.
وبالنظر إلى ألمانيا، أكبر سوق للسيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي، فقد شهدت البلاد ارتفاعاً بنسبة 30 في المئة على أساس سنوي في مبيعات السيارات الكهربائية في شباط المنصرم، لكن مبيعات "تيسلا" انخفضت بأكثر من 70 في المئة مقارنةً بالعام الماضي، حيث تم تسجيل أقل من 1.500 سيارة "تيسلا" جديدة في البلاد.
كما شهدت دول أوروبية أخرى انخفاضاً في المبيعات. فبين كانون الثاني وشباط من عام 2025، سجلت "تيسلا" انخفاضاً في المبيعات بنسبة 50 في المئة في البرتغال و45 في المئة في فرنسا، بينما انخفضت المبيعات بنسبة 42 في المئة في السويد و48 في المئة في النرويج.
ماسك يلحق الضرر بالمبيعات
ويبدو أن تصرفات ماسك تُلحق الضرر بشركة "تيسلا"، فبفضل تصريحاته البارزة ومنشوراته العدائية على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح ماسك مصدر إزعاج للمعارضين لسياسات إدارة ترامب.
وقد أظهر استطلاع رأي أجرته شبكة "سي إن إن" الأميركية مؤخراً أن 35 في المئة وحسب من الأميركيين يعربون عن رأي إيجابي تجاه ماسك، بينما يُقيّمه 53 في المئة بشكلٍ سلبي. وتمتد هذه الآراء السلبية تجاه ماسك إلى "تيسلا"، وخصوصاً بين أولئك الذين يُعرّفون أنفسهم بأنهم ليبراليون.
وتشير استطلاعات الرأي داخل الولايات المتحدة إلى أن "تيسلا" تفقد شعبيتها. وأظهرت بعض الاستطلاعات أن ما يقارب من 32 في المئة من المشترين الأميركيين "لن يفكروا" في شراء سيارة "تيسلا" بعد اليوم.
أما في أوروبا فقد انخفضت مبيعات الشركة بنسبة 49 في المئة خلال الشهرين الأولين من السنة، وقد يُعزى ذلك إلى معارضة ماسك في أوروبا، بفضل دعمه العلني للأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة في ألمانيا والمملكة المتحدة.
المنافسة الصينية
إلى ذلك يشير انخفاض المبيعات إلى أن الوضع المالي للشركة يتعثر بشكلٍ أساسي مع ارتفاع المنافسين، وخصوصاً منافستها الصينية "BYD". وقد تفوقت شركة صناعة السيارات الكهربائية والبطاريات الصينية هذه لأول مرة على "تيسلا" في الإيرادات عام 2024، وبنظام شحن فائق السرعة للبطاريات، وهي في طريقها لتصبح قائدة عالمية في مبيعات السيارات الكهربائية هذا العام.
ومع ذلك، فإن الأسوأ على الإطلاق هو ما يحدث لشركة "تيسلا" في الصين، كونها افتتحت مصنعها في شنغهاي في عام 2019. وقد مثّل هذا المصنع، وهو الأول في الصين المملوك بالكامل لشركة صناعة سيارات أجنبية، نقطة تحول لشركة "تيسلا"، ما أدى إلى ارتفاعٍ هائل في المبيعات ودفعها إلى الربح باستمرار بفضل العمالة الصينية منخفضة التكلفة وقطع الغيار والخدمات اللوجستية. لكن هذا السوق تراجع، حيث شهدت "تيسلا" نمواً ثابتاً حتى هذا العام، يهدد بتضييق هوامش ربحها المتقلصة أصلاً. وتكمن الأسباب الرئيسية لتباطؤ المبيعات بأن شركات السيارات الكهربائية المحلية في الصين بدأت تتفوق على "تيسلا" في كل شيءٍ تقريباً.
وإذا ما أردنا أن نجري مقارنة بالأسعار فسنجد أن الطرز الصينية التي تتراوح من سيارة هاتشباك "سيغول" التي يبلغ سعرها 10 آلاف دولار إلى سيارة الدفع الرباعي المدمجة "يوان بلس"، التي تبدأ أسعارها من 16 ألف دولار، تقل عن تكلفة سيارة "تيسلا" بمقدار النصف، إذ يبدأ السعر الأساسي لسيارة "موديل Y" من "تيسلا" بـ34.500 دولار، بينما يُباع "موديل 3" بحوالي 32 ألف دولار فأكثر.
The official website of the Kataeb Party leader